أخبار المنطقةشركاتمساحة رأي

منصة رين ليست أكبر من تسلا

جيمناي أيضاً تخفض 10% من عامليها.

كثر الحديث مؤخراً عن تخلي منصة رين عن عديد من موظفيها، في خطوة لتخفيض النفقات التشغيلية واحتياطا من ظروف الأسواق من حول العالم.

رين هي منصة التداول الأولى للعملات الرقمية في المنطقة، حازت على ترخيصها من البنك المركزي في البحرين في أكتوبر من العام 2018، وبدأت عملياتها رسمياً في أبريل من العام 2019 بعد ضمانها أكثر من تمويل أولي من شركات استثمار عربية مثل فيجين فانتشيرز، ومن ثم استثمار من بيتمكس BITMEX  ، وتعود وتحصل بعدها على استثمار بقيمة ستة ملايين دولار بإدارة MEVP  من كل من كوين بابيس وصناديق استثمار أخرى مثل صندوق عبد اللطيف جميل لدعم مشاريع التقنيات المالية وصندوق مركز دبي المالي لدعم التقنيات المالية وبعض المؤسسات الأخرى. في مطلع هذا العام، تمكنت رين من الحصول على تمويل في جولة التمويل الثانية بقيمة 110 ملايين دولار لتمويل خطط توسعية في باكستان وتركيا.

ومن دون الخوض بتفاصيل إضافية، وأهلية الفريق المولج بإدارة المنصة، رغم ضخامة التمويل الذي حصلت عليه رين في اكثر من جولة، فقد عانت رين خلال مسيرتها بعض المطبات، كان أولها الدعوة التي طاولت BITMEX  في الولايات المتحدة الأميريكية، المستثمر الرئيسي في رين في حينه، الأمر الذي لم تستطع إدارة رين تخفيف تأثيراته عليها ولو حتى بالتواصل المحترف والشفاف مع المتداولين على المنصة، والرأي العام. للذكر فقط، منذ أكتوبر 2020، حرصت رين على منع وصول أية من أخبار هذا الموقع على منصاتها للتواصل الاجتماعي، كما تمنعت عن الرد على أية استفسارات صحافية من قبل موقع أنلوك بلوكتشين وهو المؤسسة الصحافية الوحيدة في المنطقة والتي تعنى بهذا القطاع.  

بعد المطب الأول لها، حصلت منصة كوين مينا على ترخيص من المركزي البحريني أيضاً، لتصبح لدى رين منصة منافسة في المنطقة. رغم أن رين كانت سباقة في هذا المجال، ورغم صلابة بناها التحتية، استطاعت كوين مينا الوصول إلى شريحة مهمة من عملاء رين أنفسهم إضافة الى شريحة كبيرة من المتداولين الجدد. لم تعتمد كوين مينا على أساليب خاصة في عملياتها، بل حرصت فقط على التواصل مع عملائها وأجابت على استفساراتهم، وحرص القيمين عليها شخصياً على التواصل مع المتداول الصغير والكبير لديها، ربما لعبت الخبرة الإدارية والتسويقية وآليات التواصل عاملاً أساسيا في ذلك.

بعدها بفترة وجيزة، تقدمت دولة الإمارات على جارتها البحرين، وتبنت سياسة منفتحة وشرسة نسبيا، لتعطي العديد من التراخيص للاعبين دوليين. هذا التطور الذي لم يكن في حسبان رين والذين لا نعتقد أنه أثر على حجم عملياتها بحكم أن الشركات المرخصة في الإمارات عليها أن تعمل بنطاق ضيق نسبيا في المرحلة الأولى، ولن تشكل تحد حقيقي لرين في هذه المرحلة. ولكن حصول باينانس على رخصتها في البحرين لعله شكل الضربة الموجعة التي أثرت على رين بشكل مباشر، وجعلتها في موقع دفاعي مثلها مثل جميع المنصات الصغيرة في المنطقة والعالم مع دخول عملاق مثل باينانس للأسواق المحلية.

تسلا Tesla و جيمناي Gemini تخفظان 10% من العاملين

بغض النظر عما سبق، هل تعتبر خطوة رين بتخفيض مصاريفها التشغيلية خطأ؟  ومن دون الحالة العاطفية التي طغت على مواقع التواصل الاجتماعي، بصراحة نقول بأنه كان على رين مراجعة حساباتها، وخاصة في ظل ظروف الأسواق العالمية وأسواق العملات الرقمية، فها هو أيلون ماسك يتخلص من 10% من موظفيه، تسلا قررت الامتناع عن التوظيف، وهكذا فعلت Gemini بتخفيضها 10% من عامليها. مثلما قامت شركات النقل الجوي خلال جائحة كورونا وخفضت عديد العاملين لديها والفنادق والمصارف وغيرها من المؤسسات الإقليمية والدولية. وبالتالي لدى رين مبرراتها والتي ننتظر منها إيضاحها علماً بأن التجربة أثبتت أن هكذا توضيح لا يتناسب مع ثقافتها!

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هل قامت رين بما قامت به بهدف تحسين ميزانيتها وبالتالي الخروج من السوق عبر البيع الكامل وخروج المستثمرين بأقل الأضرار، أو انه إجراء إداري بحث اختارت فيه الإنحناء للعاصفة للنهوض بشكل أفضل؟

يبقى الجواب عند رين وحدها وإن غداً لناظره قريب.

وليد أبو زكي

المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة آنلوك بلوكتشين-Unlock Blockchain والمدير التنفيذي لشركة الاقتصاد والأعمال. حائز على إجازة في إدارة الأعمال من جامعة بيروت العربية، عمل في المجال المصرفي لسنوات، لينتقل بعدها للعمل في مجلة الاقتصاد والأعمال كمحرر متخصص في القطاع المالي والمصرفي، وأشرف على إدارة وتأسيس العديد من المؤتمرات الاقتصادية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى