أخبار عالميةمساحة رأي

بداية نهاية سويفت

البلوكتشين والحرب الروسية الأوكرانية سارعت التحول

في تطور بارز، أعلنت شركة روستيك ROSTEC  الروسية عن نيتها بناء شبكة مدفوعات تعمل بتقنية البلوكتشين تحمل مسمى CELLS. تهدف CELLS إلى استبدال SWIFT ، نظام رسائل الدفع العالمي ، الذي قطعت منه العديد من المؤسسات المصرفية الروسية العلاقات كجزء من العقوبات الغربية.

CELLS هو أحد منتجات معهد نوفوسيبيرسك لنظم البرامج (NIPS). يأمل مصمموها في إنشاء نظام كامل لمنتجات وخدمات البرامج بناءً على تقنية البيانات الموزعة (DLT) لتمكين المدفوعات الدولية والمعاملات متعددة العملات وتحديد المستخدم وتخزين العملات الرقمية. علاوة على ذلك، مع القدرة على زيادة السعة في المستقبل، سيكون النظام قادرًا على معالجة ما يصل إلى 100،000 معاملة في الثانية.

وأكد أوليج يفتوشينكو (Oleg Yevtushenko)، المدير التنفيذي لشركة Rostec في بيان صحفي صادر عن الشركة: “يمكن استخدام نظام الدفع الرقمي الذي يعمل على شبكة البلوكتشين كبديل قابل للتطبيق لـشبكة سويفت، حيث يوفر أداءً عاليًا وأمانًا ومعاملات لا رجعة فيها. يسمح النظام للمشاركين في السوق بتبادل المدفوعات بالعملات الوطنية، ويزيل مخاطر العقوبات، ويضمن استقلالية السياسات المالية الوطنية “.

ما هو سويفت؟

سويفت نظام تم إنشاؤه في العام 1973 من قبل مجموعة من البنوك الأمريكية والأوروبية كنظام اتصال موحد، يسمح لهذه المصارف بالإبلاغ عن لمعاملات التي يتم تنفيذها ليصار الى تسجيلها، أي أنه نظام نقل بيانات وليس نظام نقل أموال. يقع المقر الرئيسي لـسويفت في بلجيكا، وهو مملوك بشكل مشترك من أكثر من 2000 مصرف ومؤسسة مالية، إلا أنه يدار من قبل البنك المركزي البلجيكي بالاشتراك مع البنوك المركزية في كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، هولندا، السويد، سويسرا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.

أصبح عرضة للاختراق

تعرض النظام المركزي المتقادم الى العديد من الاختراقات، آخرها حيث خسر بنك بنغلاديش المركزي ما يقرب من 81 مليون دولار بعد أن استخدم المتسللون البرامج الضارة لسرقة بيانات اعتماد تسجيل الدخول الخاصة بالبنك إلى نظام سويفت واستخدموها لإجراء العديد من التحويلات المالية من حساب البنك في الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك إلى حسابات في الفلبين وسري لانكا، وبعدها تعرضت أحدى المصارف الأوكرانية لاختراق مماثل أسفر عن خسارة 10 ملايين دولار.

مركزية القرار السياسي

ولكن ليست الاختراقات والمصاعب التقنية وحدها هي ما تدفعنا للقول باقتراب نهاية النظام، أقله بالشكل الذي عرفناه فيه لخمسة وأربعون عاما ونيف، المشكلة تكمن في مركزيته، مركزية بياناته ومركزية قراره. ففي أعقاب الحظر على إيران ومنعها من الوصول الى سويفت، أنشأت الصين نظام دفع يسمى CIPS (نظام الدفع عبر الحدود بين البنوك). تم إطلاقه في العام 2015، بإدارة بنك الشعب الصيني وتستخدمه البنوك الصينية بشكل أساسي. في عام 2014، بالتزامن مع التهديد باستبعاد روسيا من نظام سويفت بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم، بدأ البنك المركزي الروسي في تطوير نظام يسمى SPFS (لنظام تحويل الرسائل المالية) وها هي اليوم تطلق CELLS.

البلوكتشين هي الحل

مع بروز تقنية البلوكتشين، بحثت سويفت في إمكانية اعتماد البلوكتشين في بنية برنامجها التحتية، وخلصت للقول أن هكذا تطوير قد يحتاج استثمارات هائلة في بنية البوك التحتية وبالتالي قد لا يكون إحلال البلوكتشين، او تكنولوجيا البيانات الموزعة عمل يشكل عائد اقتصادي مجد!

كل ما سبق، يضاف إليه المراحل التي وصل إليها برنامج اليوان الرقمي، كعملة إلكترونية صادرة عن بنك مركزي، نظام الدفع عبر الحدود بين البنوك في الصين، العزل الكامل لروسيا ودفعها لتطوير نظامها الجديد، حاجة الهند للتواصل مع كلا الدولتين تجاريا وماليا، التبني المتزايد للعملات الرقمية واستخدامها للتحويلات عبر الحدود في أفريقيا ودول شرق آسيا وخاصة التحويلات الصغيرة للعمال والمهاجرين والطلبة، قد يفضي قريباً لتغيير جذري في الحاجة إلى سويفت.

وليد أبو زكي

المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة آنلوك بلوكتشين-Unlock Blockchain والمدير التنفيذي لشركة الاقتصاد والأعمال. حائز على إجازة في إدارة الأعمال من جامعة بيروت العربية، عمل في المجال المصرفي لسنوات، لينتقل بعدها للعمل في مجلة الاقتصاد والأعمال كمحرر متخصص في القطاع المالي والمصرفي، وأشرف على إدارة وتأسيس العديد من المؤتمرات الاقتصادية في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى