“كوماينو” تقود تطور مجال الحفظ الأمين في التمويل الرقمي
في المشهد المتطور للأصول الرقمية، لم تظهر “كوماينو” كمجرّد كيان لحفظ الأصول الرقمية، بل كجسر استراتيجي بين المؤسسات المالية التقليدية وعالم العملات الرقمية المتنامي.
خلال مقابلة حصرية مع “أنلوك بلوكتشين”، شارك رئيس الاستراتيجية في “كوماينو”، “سباستيان ويدمان”، رؤى شاملة حول نشأة الشركة وفلسفتها ودورها المحوري في السوق.
رؤية استراتيجية منذ البداية
تأسست “كوماينو – Komainu” في عام 2018 من خلال تعاون بين “نومورا – Nomura” و “ليدجر -Ledger” و “كوين شيرز – CoinShares”، وبدأت المهمة لمعالجة فراغ حاسم في السوق. أكد “ويدمان” على هدفهم قائلاً: “هدفنا صياغة حل لحفظ الأصول الرقمية يلبي احتياجات المستثمرين المؤسسيين التقليديين الذين يدخلون في نظام الأصول الرقمية”.
منذ إنشائها، جعلت “كوماينو” الامتثال التنظيمي والأمن من أولوياتها القصوى. مع مرور الوقت، توسعت الشركة إلى فريق يضم حوالي 50 فردًا وحصلت على موافقات تنظيمية في ولايات قضائية عديدة، بما في ذلك جيرسي والمملكة المتحدة وإيطاليا، ولا سيما كونها من بين رواد الحفظ الخاضعين لسلطة تنظيم الأصول الافتراضية في دبي.
فيما يتعلق بارتباطها مع “نومورا”، أوضح “ويدمان” موقف “كوماينو” التشغيلي المستقل.
وقال: ففي حين توفر “نومورا” دعمًا كبيرًا، تعمل “كوماينو” ككيان مستقل. فيتمحور هدفنا الأساسي حول سد الفجوة بين التمويل اللامركزي والتمويل التقليدي”.
تطوّر هادف وتوسع
في معرض تفكيره في تطور “كوماينو”، أكد “ويدمان” على نهجهم المتعمد، قائلاً: “لم يكن هدفنا الهيمنة الفورية بل التطور المستدام، بما يتماشى مع طيف الأصول الرقمية بدءًا من الأصول الرقمية للأوراق المالية إلى العملات المستقرة والعملات الرقمية للبنوك المركزية”.
كما سلّط “ويدمان” الضوء على استفادة “كوماينو” من تقنيات البلوكتشين، حيث قال: “نحن نوسع خدماتنا باستخدام الخصائص الفريدة لتقنية البلوكتشين. فتتجاوز خدمات الحفظ لدينا تأمين الأصول إلى توفير الحصة النهائية المنظمة للأصول المحتفظ بها، مما يضمن الأمن عبر دورة حياة التجارة”.
وأكد “ويدمان” أن التعاون مع “ليدجر” كان محوريا للتقدمات التكنولوجية. وأوضح قائلاً: “منذ عام 2018، تعاونّا بشكل وثيق على تقنيات من الدرجة المؤسسية باستخدام وحدات الأمان المادية (HSM) ، المصممة لأمناء المؤسسات مثلنا”.
توضيح المفاهيم الخاطئة
ميّز “ويدمان” بين تقنية “فايربلوكس” وخدمات الحفظ، مشيرًا إلى التزام “كوماينو” بإجراءات الحفظ المنظمة.
وأوضح أن “فايربلوكس” يُنظر إليها غالبًا على أنها حافظ أمين، بينما في الواقع تستخدم “كوماينو” “فايربلوكس” كمقدم خدمة. وأوضح “سباستيان” هذا التمييز، مؤكداً أنه بينما توفر “فايربلوكس” تقنية SAS (Software as a Service)، يمكن استخدامها لإجراءات الحفظ من قبل الصناديق أو المستثمرين الأفراد، فإن امتلاك أدوات متطورة لا يمنح وضع الحفظ بطبيعته. بدلاً من ذلك، فهي تعزز طرق الحفظ الذاتي من خلال تمكين إدارة المفاتيح الآمنة وبروتوكولات الموافقة على المعاملات.
تميز “كوماينو” نفسها من خلال نشر هذه التقنية في بيئة منظمة، حيث تحمل شهادات أساسية من وجهات نظر أمنية وتنظيمية. فتضمن هذه الشهادات الالتزام بسياسات وإجراءات صارمة، مما يسمح لـ “كوماينو” بالعمل كحافظ أمين منظم، مما يميزها عن مجرد استخدام تقنية من الدرجة المؤسسية في سياق غير منظم.
الديناميات التنظيمية في الإمارات
خلال المقابلة، تناولنا مسألة التطورات السريعة في المشهد الإماراتي، حيث شهدت زيادة في عمليات التداول والمشاريع، لكن يبدو أن الجهات التنظيمية راضية دون فرض فصل صارم بين أنشطة التداول والحفظ الأمين.
ردًا على سؤال حول ما إذا كان ينبغي للجهات التنظيمية أن تفرض هذا الفصل، أكد سيباستيان على التطور المستمر للبنية التحتية، مشيراً إلى فوائد امتلاك المنصات لمحافظ لإجراء عمليات سحب مباشرة لعملائها.
هذا وأكد على تفضيل تخزين معظم الأصول في خدمات الحفظ المنظمة من جهات خارجية. وبدلاً من الإلزام المباشر من قبل الجهات التنظيمية، اقترح سيباستيان أن يطلب القطاع هذا الفصل من البنية التحتية التي يتعاملون معها.
وسلّط الضوء على الطلب المتزايد من المؤسسات، خاصة بعد التحديات التي واجهتها خلال إفلاس FTX العام الماضي ، وحثهم على دمج أمناء تابعين لجهات خارجية في أماكن السيولة الخاصة بهم. وأشار سيباستيان إلى الجذب الكبير الذي شهدته منصة “كوماينو”، مما يسمح للعملاء بإدارة الأصول في محفظة داخل “كوماينو”، مما يوفر الوصول إلى سيولة التبادل دون الحاجة إلى الاحتفاظ بالأصول مباشرة على التبادل.
تم إبراز هذا التطور من خلال إعلان مهم سمح لشركة CoinShares، وهي مساهم رئيسي وعمي ، بتداول منتجات مختلفة، بما في ذلك المشتقات على OKX، مباشرة من المحفظة الخاصة بها داخل “كوماينو” أثناء إجراءات التسوية.
علاوة على ذلك، شدد “ويدمان” على مسيرتهم المستمرة لتثقيف المستخدمين واعتماد المؤسسات، متصورًا تحولًا في السوق نحو زيادة فصل الأصول من قبل المنصات لتقديم الثقة والشفافية للعملاء.
وأعرب عن تفاؤله بشأن دخول البنوك التقليدية إلى مجال الحفظ، ورأى أنها شهادة على زيادة الاعتماد المؤسسي والنمو الإيجابي للسوق.
جسر بين التمويل التقليدي واللامركزي
في الختام ، أكد “ويدمان” مجددًا على تركيز Komainu على ربط التمويل التقليدي واللامركزي مع المشاركة الفعالة للمؤسسات التي تسعى إلى التنقل في مجال الأصول الرقمية.
في عالم الأصول الرقمية الواسع، تبرز Komainu كوصي يعزز انتقالًا سلسًا للتمويل التقليدي إلى الفضاء الرقمي المتطور باستمرار، لتظل ملتزمة ليس فقط بحماية الأصول ولكن أيضًا بتحويل المشهد المؤسسي وتنمية سوق الأصول الرقمية.
