الأمم المتحدة تعلن عن مشروع خاص بالبلوكتشين الصديق للبيئة.. وماذا عن واقع هذه المشاريع في الشرق الأوسط؟

يتم التركيز حاليًا ضمن سوق العقود الذكية وشبكات البلوكتشين على استخدام التكنولوجيا التمويلية المبتكرة من خلال اعتماد طرق التمويل الصديقة للبيئة القائمة بدورها على تقنية “البلوكتشين المراعي للبيئة – “Green Blockchain وأرصدة الكربون ضمن محاولاتٍ لطرح حلول الانتقال نحو اقتصاد صديق للبيئة متطور، مستدام وناجح.

المشهد عالميًا

تركز شركات عالمية عدة متخصصة في مجال البلوكتشين حاليًا على اعتماد التقنيات الصديقة للبيئة، وفي هذا الإطار أعلن مركز الإبتكار في هونغ كونغ أنه بدأ بمشروع جديد بالشراكة مع مركز الابتكار العالمي لتغير المناخ التابع للأمم المتحدة وغيره من الأطراف العامة والخاصة لاستكشاف استخدام تقنيات البلوكتشين، العقود الذكية وغيرها من التقنيات ذات الصلة لتطوير نموذج أولي يسمى “MOI  – digitized Mitigation Outcome Interests“ للمساعدة على تخفيف الآثار المناخية المترتبة على تداول المشتقات المالية الرقمية.

ولتلبية الشروط المطلوبة كي تصبح السندات المناخية أداة مالية تخدم الأهداف المناخية، يتم اقتراح تركيبة جديدة للسندات الخضراء أي الصديقة للبيئة. ونموذج الـ”MOI” هو أداة لاستدانة وحدات الكربون من الجهات المصدرة للسندات الصديقة للبيئة لحاملي هذا النموذج. ويتم السداد في المستقبل لـ”MOI” باستخدام وحدات يتم إنشاؤها جزئياً من خلال الأنشطة الممولة من عائدات الاستدانة.

سيتوفر لديهم في هذا المشروع اتحادان رائدان في تطوير الحلول التي من المتوقع أن تتبع رقميًا البيانات في الوقت الفوري المرتبط بدورة السندات، وبالتالي توفير الشفافية وتقليل مخاطر غسيل الأموال عبر البلوكتشين الصديق للبيئة. ويتكون الاتحاد الأول من Goldman Sachs و Allinfra والأصول الرقمية Digital Assets، ويتكون الاتحاد الثاني من InterOpera و Krungthai Bank و Samwoo Corporation و Sungshin Cement.

سيسعى هذا المشروع إلى تحقيق الصفقات وتسليم العقود الذكية، وتمكين التداول والنقل المالي الآلي مما سيؤدي إلى تعزيز كفاءة وفعالية قطاع تمويل المناخ والكربون.

باختصار، إذا تم العمل بهذا المنتج المالي الصديق للبيئة والجديد بنجاح، ستنجح محاولات تغيير طرق التمويل الحالية وتحويلها نحو عقود الكربون التي كانت تعد مكافأة لاحقة في سوق الكربون الحالية، إلى عامل تمكين سابق على شكل فائدة إضافية لمصدري السندات الخضراء وعبر سندات خضراء متكاملة وسوق تمويل أساسه العقود الصديقة للبيئة. وسيساهم كذلك بشكل مباشر في الأهداف المناخية المنتظرة بموجب اتفاقية باريس من خلال تحويل التمويل الرئيسي نحو تحقيق الحلول المناخية الفعالة، إضافةً إلى تعزيز الشفافية والموضوعية والسلامة البيئية لسوق السندات الخضراء.

المشهد في الشرق الأوسط

وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، عقدت شركات عدة شراكاتٍ للمضي قدمًا في هذا المجال. فقد أعلن سوق أبوظبي العالمي في مارس، تعاونه مع AirCarbon Exchange ACX القائمة على تقنية البلوكتشين، لإطلاق أول بورصة إلكترونية في العالم لتداول أرصدة الكربون وغرفة المقاصة الخاصة به في أبوظبي من خلال سوق أبوظبي العالمي.

ووفقًا للورقة الاستشارية التي نشرها السوق مؤخراً، من المقرر أن يصبح سوق أبوظبي العالمي أول سلطة على مستوى العالم، تنظم أرصدة الكربون كسلع لتجارة أرصدة الكربون وتعويضات الانبعاثات، وإصدار تراخيص التداول لتشغيل أسواق السلع فورية الدفع ومشتقات السلع. وكان قد أعلن سوق أبوظبي العالمي في يناير 2022 أنه قد حقق هدف الحياد الكربوني من خلال موازنة انبعاثات الكربون في عام 2021، الأمر الذي يؤكد التزامها ببناء اقتصاد أكثر استدامة. وهو أول مركز مالي دولي في العالم يحقق الحياد الكربوني.

كما أطلقت “نيكسوم الإماراتية-Nexum UAE ” ودائرة ادارة المشاريع في الإمارات- HBKDOP، بالشراكة مع “The Climate Group Africa” في أفريقيا منصة رقمية لتداول أرصدة الكربون في كينيا خلال أبريل الماضي. وبهذه الشراكة مع HBKDOP، سيطوّرون تداول أرصدة الكربون عبر الإنترنت والتي ستكون بمثابة قناة السوق الحصرية لمنصة الأرصدة الممنوحة لمجموعة المناخ في أفريقيا من خلال أنشطتها.

وخلال مايو أيضًا، عقدت شركة روبيكس –Rubix التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها، وهي منصة نقل بيانات من النظير إلى النظير قائمة على تقنية البلوكتشين، إتفاقية شراكة مع TRST01، وهي شركة تقنية قائمة أيضًا على البلوكتشين، وذلك للاستفادة من منصات تقنية الويب 3.0 القائمة على البلوكتشين المراعي للبيئة “Green Blockchain”.

لا زالت الخطوات أولية نحو مجال البلوكتشين الصديق للبيئة (Green Blockchain) لكن التركيز العالمي على معالجة المشاكل المناخية واقتراح حلول دائمة لهذه المعضلة العالمية لا بد أن يشجع الكثير من الشركات والكيانات القائمة بدورها على البلوكتشين إلى اعتماد الطرق الصديقة للبيئة لتكمل هذه التقنية المستجدة مسيرتها نحو البقاء لاحداث ثورة عالمية في الأنظمة المالية.