وزارة العدل الأميركية تسعى لمصادرة 5 ملايين دولار من بيتكوين المرتبطة بغسل أموال

في ظل تزايد الجرائم السيبرانية وتعقيد أساليب إخفاء الأموال غير المشروعة، تكشف وزارة العدل الأميركية عن واحدة من أبرز القضايا التي تسلط الضوء على استغلال العملات الرقمية في عمليات الاحتيال وغسل الأموال.
يتتبع مدعون عامون في وزارة العدل مسار عملات بيتكوين مسروقة من هواتف مخترقة عبر شبكة معقدة من المحافظ الرقمية، والتي انتهت بسلسلة من المعاملات الدائرية في كازينو إلكتروني صُمم لإخفاء أصول الأموال غير المشروعة.
وبحسب بيان صحفي صادر عن مكتب المدعي العام الأميركي في مقاطعة كولومبيا بتاريخ 9 سبتمبر، شرعت وزارة العدل في دعوى مصادرة مدنية تستهدف محفظة عملات رقمية محددة تحتوي على 117 بيتكوين.
وتشير الشكوى إلى أن هذه الأموال تمثل عائدات هجمات مبادلة بطاقات SIM استهدفت خمسة ضحايا بين أكتوبر 2022 ومارس 2023. وفي هذا السياق، صرحت المدعية العامة الأميركية، جانين فيريس بيرو، أن الجناة قاموا بعد السرقات الأولية بنقل البيتكوين عبر متاهة من المحافظ الرقمية قبل دمج المبلغ الكامل، البالغ نحو 5 ملايين دولار، في عنوان واحد استخدم لتمويل حساب في كازينو إلكتروني يُعرف باسم Stake.com.
هذا ويقول محققو وزارة العدل إن الجناة لجأوا إلى هجمات مبادلة بطاقات SIM للالتفاف على إجراءات الأمان التقليدية والسيطرة على أرقام هواتف الضحايا. ومن خلال هذه الأرقام، تمكنوا من اعتراض رموز المصادقة الثنائية، ما أتاح لهم تسجيل الدخول إلى محافظ العملات الرقمية الخاصة بالضحايا وتحويل الأصول إلى حسابات خاضعة لسيطرتهم.
كما أوضحت الوزارة أن الجناة حاولوا إخفاء مصدر الأموال عبر تدوير عملة البيتكوين بشكل متكرر خلال عمليات الإيداع والسحب في الكازينو، وهو أسلوب شائع في عمليات غسل الأموال. وجاء في البيان: “كانت العديد من هذه المعاملات دائرية، حيث أعادت الأموال في النهاية إلى مصدرها الأصلي، وهو ما يتوافق مع أساليب غسل الأموال المستخدمة لتطهير عائدات النشاط الإجرامي”.
ويؤكد المدعون أن هذا النمط من المعاملات جعل الأموال تبدو كما لو كانت نتاج نشاط تجاري مشروع، وليست عائدات سرقة. وتتولى متابعة هذه القضية المحاميتان جيسيكا بيك وغايلين بيرنشتاين من قسم جرائم الحاسوب والملكية الفكرية في وزارة العدل، إلى جانب مساعدين للمدعين العامين في مقاطعة كولومبيا، نظرًا لأهميتها البالغة.