حل مؤسسة “فينوم”: أسئلة بلا إجابات ومستقبل مجهول!
أسدلت مؤسسة “فينوم”، شركة البلوكتشين التي انطلقت وسط ضجةٍ كبيرة في عام 2022، الستار مؤخرًا عن قرارها بالحلّ. وأرجع البيان الرسمي، الصادر على المنصة X في 16 ديسمبر 2023، هذه الخطوة إلى التغيير في الاتجاه الاستراتيجي للشركة. ومع ذلك، فقد أثار هذا الإعلان تكهنات واسعة النطاق، وترك العديد من الأسئلة دون إجابة وأثار مخاوف بشأن الدوافع الحقيقية للشركة ومستقبل مشاريعها.
ومنذ تأسيسها، رَفَعَت مؤسسة “فينوم” سقف طموحاتها، ووضعت نفسها كأول شبكة بلوكتشين متوافقةٍ مع الأنظمة في العالم، كما اقترحت تأسيس صندوقٍ للتمويل بقيمة مليار دولار مخصص لمشاريع الويب 3.0. ورغم استثمارٍ أوليٍ قدره 20 مليون دولار في ميتافيرس “نيومي”، لم تُكلَّل أية صفقاتٍ أخرىٌ بالنجاح. وفي خريف عام 2023، بدأت بوادرُ تراجع حظوظ الشركة في الظهور، حيث ألمحَ الرئيس التنفيذي “مصطفى خريبا” على فصلٍ جديدٍ في مسيرته المهنية عبر موقع “لينكد إن”، بينما تولىَ رئيسُ مجلس الإدارة “بيتر كنيز” دوراً في صندوقٍ يركز على الاستدامة، يُسمى “O.N.E Amazon”.
في شهر سبتمبر 2023، أفادت صفحة المؤسسة على منصة “ميديوم” عن تحسنٍ ملحوظٍ في أداء شبكة اختباراتها، إذ ادعت إجراء 594 مليون عملية بمتوسط 51.9 عملية في الثانية، وتفعيل 81 مليون عقد ذكي، وإنشاء 1.5 مليون محفظة، وطرح 17.1 مليون أصل غير قابل للاستبدال. لكنَّ هذه الإنجازات باتت محاطةً بالشكوك في ضوء التطورات الأخيرة.
زاد إعلان الحلّ من وطأة التدقيق حينما أقرّ بعدم إجراءِ طرح للممثلات الرقمية، ما يتناقض مع تصريحاتٍ سابقةٍ ويُثير الشكوك حول شرعية ادعاءات الشركة ومصير مشاريعها. علاوةً على ذلك، أثار اقتراحُ احتفاظِ المؤسسة بالسيطرة على شؤون الشركة بعد الحلّ مخاوفاً بشأن الشفافية والمساءلة في عملياتها.
تجدر الإشارة إلى ارتباط مؤسسة فينوم بمنصةٍ للأصول الرقمية المرخصة في مركز أبوظبي العالمي للمال، تُسمى “VENOMEX Limited”. وللمفارقة، تسبق هذه البورصة تأسيس المؤسسة نفسها، وهو ما يثيرُ التساؤلات. ففي البداية، عُرفت تحت اسم “المنصة العربية” واكتسبت شهرةً إعلاميةً كبيرةً رغم افتقارها للترخيص. ثمَّ تغيَّر اسمها إلى “Yoshi Markets Limited” وجذبت الانتباه بعد حصولها على ترخيص، لتعود وتتحوّل للمرة الثالثة إلى “VENOMEX” بعد تأسيس المؤسسة. فيُعزز مسارُ المنصة هذا التحقيقاتِ بشأن داعميها السابقين والحاليين، ويضيفُ مجموعة أخرى من الأسئلة المفتوحة.
هذا ويزيد تعقيدَ الموقف مغادرة أرشاد خان، الرئيس التنفيذي لشركة “VENOMEX”، الشركةَ، بعد مقابلةٍ أجرتها معه سابقاً “أنلوك بلوكتشين”، لينضمَّ إلى شركة “FILS”، ما يزيد الغموض الذي يحيطُ بمؤسسة “فينوم” والكيانات المرتبطة بها.
أثار حلُّ مؤسسة فينوم عاصفةً من الأسئلة التي بقيت بلا إجابة، مخلّفاً وراءه ضبابيةً تحجب مستقبل مشاريعها. فقد ألقت ادعاءات الشركة الطموحة وتغييرات القيادة الأخيرة ظلالاً من الشكّ على دوافعها الحقيقية وأسبابِ حلّها. فيما يفاقمُ غموض وضع شبكة اختباراتها والتطبيقات اللامركزية المرتبطة بها الارتباك الذي يسيطرُ على الموقف.
تأسست مؤسسة فينوم في عام 2022 بموجب لوائح مؤسسات مركز أبوظبي العالمي للمال لعام 2017، وسعت إلى توضيح قرار الحلّ فيما يتعلق بمركز أبوظبي العالمي للمال، حيث صرحت: “إن خيارنا بالحلّ يقتصر على أهدافنا الحالية ولا يعكس أي موقف على بيئة مركز أبوظبي العالمي للمال. وفي المستقبل، ستبقى مؤسسة فينوم منفتحةً على استكشاف فرصٍ مستقبليةٍ ضمن مركز أبوظبي العالمي للمال”.
على الرغم من ما قد يُنظر إليه كمؤشر سلبيٍ على مركز أبوظبي العالمي للمال، تظل ثقةٌ قائمةٌ بأن خطوة كهذه تصبُّ في مصلحةٍ كل من المركز وقطاع البلوكتشين والعملات الرقمية في الإمارات العربية المتحدة على نطاق أوسع. ومن المتوقع أن توفر مُستجداتٌ مقبلة من مركز أبوظبي والجهات ذات الصلة المزيد من الإيضاح بشأن هذا الموضوع في القريب العاجل.
