تراجع بيع المعدّنين يفتح الباب أمام تغيّر اتجاهات سوق البيتكوين

تراجعت عملة البيتكوين بشكل ملحوظ، ما انعكس تغيّرًا جذريًا في مؤشرات شبكة البلوكتشين. ووفقًا لبيانات منصة CryptoQuant، سجّل نشاط بيع البيتكوين من قِبل المعدنين انخفاضًا حادًا، ليصل إلى مستويات من الركود لم تُسجَّل منذ أكثر من عام، في إشارة لافتة إلى تبدّل سلوك أحد أهم أطراف السوق.
في هذا السياق، يبلغ مؤشر مراكز المعدنين (MPI)، الذي يقيس نسبة تدفقات البيتكوين الخارجة إلى منصات التداول مقارنة بمتوسطها السنوي، نحو -0.90 حاليًا. ويُعد هذا المستوى السلبي إشارة واضحة إلى أن المعدنين يحوّلون كميات أقل بكثير من البيتكوين إلى منصات التداول مقارنة بالوضع الطبيعي، ما يعكس تراجعًا حادًا في ضغوط البيع القادمة من قطاع التعدين.
عمليًا، يعني ذلك أن أحد المصادر الرئيسية لضغط البيع في السوق قد “جفّ” إلى حدٍّ كبير. ويشير هذا التطور إلى أن شركات التعدين تبنّت موقفًا أقرب إلى الحياد، رغم تداول العملة الرقمية الرائدة دون مستوياتها المرتفعة السابقة.
ورغم تراجع البيتكوين من منطقة 125,000 دولار أميركي إلى مستويات تقارب 87,300 دولار أميركي، فإن المعدنين لم يدخلوا مرحلة الاستسلام. بل على العكس، يُظهر انخفاض مؤشر مراكز المعدنين أن شركات التعدين لا ترى في الأسعار الحالية فرصة مناسبة لتسييل احتياطياتها، مفضّلة التريّث بدل البيع تحت الضغط.
ويُعد هذا الركود في عمليات بيع شركات التعدين عاملًا محوريًا في دعم استقرار السوق، إذ غالبًا ما تتزامن الارتفاعات التاريخية في مؤشر مراكز المعدنين مع قمم السوق وفترات البيع المكثف. أما غياب هذه التحويلات الكبيرة خلال موجة التصحيح الحالية، فيُقلّص من مخاطر الانهيارات الحادة الناتجة عن تدفقات رأس المال الخارجة من قطاع التعدين.
وفي حال حافظ الطلب من المستثمرين المؤسسيين والأفراد على استقراره، أو شهد تحسّنًا طفيفًا، فإن محدودية المعروض في منصات التداول قد توفّر قاعدة سعرية أكثر صلابة للبيتكوين خلال المرحلة المقبلة.
خلاصة القول، إن انخفاض مؤشر مراكز المعدنين لا يعني بالضرورة انتعاشًا فوريًا للسوق، لكنه يخفّف بشكل ملموس من الضغوط السلبية على التقييم. وإذا استمرت شركات التعدين في كبح عمليات البيع، فسيكون أمام السوق مسار أوضح نحو الاستقرار أو التعافي، ما لم تتسبب العوامل الاقتصادية الكلية في تصعيد الضغوط على جانب الطلب. وحتى الآن، يبدو أن شركات التعدين اختارت الانتظار، ترقّبًا لظروف أكثر ملاءمة قبل إعادة تحريك أصولها.



