البيتكوين يتصدر صناديق التداول الفورية في 2025 مع صعود الإيثيريوم

كان البيتكوين الخيار المفضل للمؤسسات الاستثمارية في عام 2025، إذ حافظ على هيمنته الساحقة مستحوذاً باستمرار على ما بين 70% و85% من إجمالي حصة سوق صناديق التداول الفورية على مدار العام. ويعكس هذا التركيز نهج المستثمرين المؤسسيين في التعامل مع الأصول الرقمية، حيث جرى النظر إلى البيتكوين بوصفه نقطة الدخول الرئيسية إلى هذا السوق، مع تبنّي قدر كبير من الحذر حيال التوسع في تخصيص بقية العملات الرقمية.
وفي هذا السياق، حافظت هيمنة البيتكوين على استقرارها اللافت، رغم إطلاق عدد متزايد من منتجات الأصول البديلة. كما يُظهر تدفق نحو 31 مليار دولار أميركي إلى صناديق تداول البيتكوين والإيثيريوم الفورية خلال عام 2025 حجم الطلب المؤسسي القوي، مع ترجيح واضح لكفة البيتكوين.
وقد وفّر هذا الشراء المؤسسي، سواء عبر صناديق التداول الفورية أو أدوات الاستثمار الأخرى، دعماً سعرياً مستقراً للبيتكوين طوال عام 2025، ما أسهم في تفوقه النسبي على سوق العملات الرقمية بشكل عام. ويشير تركّز هذه التدفقات إلى أن المحافظ الاستثمارية المؤسسية تتعامل مع البيتكوين كأصل مستقل عن بقية الأصول الرقمية، وتنظر إليه إما كأداة تحوط من المخاطر الكلية أو كسلعة رقمية، بدلاً من اعتباره جزءاً من قطاع العملات الرقمية الأوسع.
في المقابل، شهدت أحجام تداول صناديق تداول البيتكوين الفورية تراجعاً ملحوظاً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، إذ كافحت الأحجام اليومية طوال شهر ديسمبر لتجاوز مستوى 5 مليارات دولار. ويعكس هذا التراجع تحولاً محتملاً في سلوك المشاركين في السوق مع اقتراب نهاية العام، حيث استقر النشاط عند مستويات أدنى تُشبه حالة الركود الصيفي، بدلاً من الارتفاع القوي الذي طبع الربع الأخير من العام الماضي.
أما الإيثيريوم، فقد استحوذ على ما يقارب 15% إلى 30% من حصة سوق صناديق التداول الفورية خلال عام 2025، ليشكّل ثاني أكبر تخصيص مؤسسي بعد البيتكوين. ويجعل هذا الموقع من حصة الإيثيريوم مؤشراً مهماً على توجهات المستثمرين تجاه العملات الرقمية البديلة مقارنةً بالبيتكوين. كما يشير التوسع التدريجي في حصته منذ مطلع العام وحتى ديسمبر إلى تنامي ثقة المؤسسات بثاني أكبر عملة رقمية، رغم بقائها دون مستوى هيمنة البيتكوين.
وعلى الرغم من التقلبات والتصحيحات التي شهدها سوق العملات الرقمية عموماً في الأسابيع الأخيرة، تسارع تراكم الإيثيريوم داخل محافظ صناديق الاستثمار العامة بشكل لافت، مدفوعاً بشكل أساسي بشركة واحدة كبرى. إذ ارتفع إجمالي رصيد الشركات المساهمة العامة من نحو 4.5 ملايين إيثيريوم في بداية الشهر إلى 5.09 ملايين إيثيريوم وقت كتابة هذا التقرير.
وبالتدقيق في البيانات، يتضح أن هذا الارتفاع، البالغ نحو 590 ألف إيثيريوم، يُعزى بالكامل إلى صندوق BitMine Immersion (BMNR) التابع لتوم لي. ففي حين استقرت حيازات معظم صناديق ETH DATs الأخرى، واصلت حيازات BitMine نموها خلال الشهر الجاري. وتستمد هذه القوة الشرائية من استراتيجية BitMine الهجومية في سوق الأسهم (ATM)، التي تتيح للشركة إصدار أسهم جديدة لتمويل عمليات الاستحواذ على الإيثيريوم طالما يتم تداول أسهمها فوق صافي قيمة أصولها.
في المقابل، لا تزال الأصول ذات النمو المنخفض، مثل XRP وSOL وLINK وLTC وDOGE، تمثل حصة محدودة من السوق في الوقت الراهن. غير أن ذلك يُعزى جزئياً إلى أن العديد من صناديق التداول الفورية المرتبطة بهذه الأصول لم تحصل على الموافقة التنظيمية إلا في أواخر عام 2025، ما يضعها في مراحلها الأولى من التبني المؤسسي.



