تدفّقات كبيرة إلى بيتكوين بـ732 مليار دولار تزامناً مع توسّع الأصول الواقعية الممثلة رقمياً

تتميّز الدورة الأخيرة لبيتكوين بتدفّقات مؤسسية كثيفة، وسيولة مدفوعة بصناديق التداول الفورية، إضافةً إلى 24 مليار دولار أميركي من الأصول الممثلة رقمياً، وذلك بالتوازي مع انخفاض التقلبات إلى النصف تقريبًا مع دخول 732 مليار دولار من رأس المال الجديد.
وفي هذا السياق، تُظهر البيانات الصادرة عن شركة تحليل شبكات البلوكتشين Glassnode أنّ الدورة الحالية تشهد ارتفاعًا ملحوظًا في المشاركة المؤسسية وانخفاضًا ملموسًا في التقلّبات. كما يوضّح تقرير Glassnode وFasanara Capital للأصول الرقمية للربع الرابع أنّ هيكل السوق تغيّر مع تزايد حضور كبار المستثمرين في قطاع الأصول الرقمية.
وبحسب التقرير، استوعبت بيتكوين نحو 732 مليار دولار من رأس المال الجديد خلال هذه الدورة، بالتزامن مع تراجع كبير في التقلبات؛ إذ انخفضت التقلّبات المحقّقة لمدة عام واحد إلى النصف تقريبًا. كما استقرّت قيمة بيتكوين السوقية عند نحو 6.9 تريليون دولار خلال التسعين يومًا الماضية، وهو مستوى يعادل شركات دفع عالمية مثل “فيزا” و”ماستركارد”. ورغم ارتفاع نشاط صناديق التداول الفورية، لا تزال بيتكوين والعملات المستقرة تهيمن على عمليات نقل القيمة في السجلات العامة.
وتابع التقرير موضحًا أنّ تدفّقات رأس المال إلى صناديق التداول الفورية غيّرت آليات دخول المستثمرين إلى فئة الأصول الرقمية وخروجهم منها، إذ ساهم تبنّي أدوات الاستثمار المنظمة في توجيه أحجام كبرى من المعاملات عبر البنية التحتية التقليدية للسوق. وقد أدّى ذلك إلى توفير سيولة أكثر استقرارًا وتقليل وتيرة التقلّبات الحادة في التداول الفوري.
وفي موازاة ذلك، توسّعت الأصول الحقيقية الرقمية من 7 مليارات دولار إلى 24 مليار دولار خلال عام واحد فقط، في دلالة على تنامٍ مؤسسي واسع لهذا القطاع. ويرى التقرير أنّ الصناديق الرقمية اكتسبت زخمًا قويًا مع استكشاف مديري الأصول نماذج توزيع مبتكرة، وسعي المستثمرين إلى تبسيط الوصول إلى الأدوات المالية التقليدية.
ويعكس نمو الأصول الممثلة رقمياً اهتمامًا متزايدًا من صناديق التقاعد وصناديق التحوط والشركات، التي باتت تبحث عن فرص استثمارية في سلاسل التوريد دون الارتباط باتجاهات أسعار العملات الرقمية الكبرى. وقد استمرّت هذه التدفقات حتى عام 2025، مستفيدةً من تعزيز المنصّات لبنية الحفظ والامتثال والتسوية.
هذا وتشير Glassnode إلى أنّ هيكل السوق أصبح أكبر وأقل عرضة للتقلّبات، إذ يتداول الآن عند مستويات أكثر استقرارًا مقارنة بالدورات السابقة، مدعومًا بسيولة أعمق وتدفّقات مؤسسية متزايدة عبر المشتقات والأسواق الفورية والبيانات على الشبكة.
وعلى صعيد موازٍ، يواصل التقرير التأكيد على أهمية العملات المستقرة باعتبارها الجسر الرئيسي بين الأسواق التقليدية والرقمية، مع استمرار الطلب المرتفع على حلول التسوية عبر المنصّات المركزية واللامركزية. ويبدو أنّ النظام البيئي أصبح يعتمد على “سكة مزدوجة” تجمع بين البنية التقليدية والرقمية بشكل دائم.
كما أوضحت Glassnode أنّ الإقبال القوي على صناديق التداول الفورية جذب مشاركة أوسع من الشركات التقليدية في صناعة السوق والمراجحة، ما ساهم في تضييق فروق الأسعار وتقليل اضطرابات السوق خلال فترات البيع المكثّف. وقد أدّى ذلك إلى سوق أكثر مرونة مقارنة بالدورات السابقة.
وفي ختام التقرير، يتوقّع المحللون أن تزداد المشاركة المؤسسية مع توسّع انتشار الصناديق الرقمية. وتصف Glassnode الدورة الحالية بأنها نقطة تحوّل في تكوين السوق، تتميّز بتدفقات مؤسسية أثقل، وتقلبات أقل، ونمو سريع للأصول الرقمية المرجّحة بالمخاطر، وهو ما يشير إلى دخول القطاع مرحلة أكثر نضجًا على المستوى الهيكلي.




