“ستاندرد تشارترد” يراهن على هونغ كونغ لتوسيع مشاريعه الرقمية القائمة على البلوكتشين

يراهن بنك “ستاندرد تشارترد” على هونغ كونغ لترسيخ استراتيجيته العالمية في مجال التمويل الرقمي، في ظل سعيه لتحقيق عوائد أعلى واستعداده لمستقبل قائم على تقنية البلوكشين، وفقًا للرئيس التنفيذي “بيل وينترز”.
في مقابلة حديثة مع صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، أشاد وينترز بالنهج التنظيمي الاستشرافي للمدينة، قائلاً إن انفتاحها على التجارب خلق بيئة مثالية لتطوير حلول البلوكشين التي من شأنها إحداث نقلة نوعية في الخدمات المالية.
وأشار إلى البرامج التجريبية التي أطلقتها هيئة النقد في هونغ كونغ (HKMA) بشأن الودائع الممثلة رقمياً، والعملات الرقمية للبنوك المركزية بالجملة، والعملات المستقرة، كأمثلة على كيفية تمكين الجهات التنظيمية للابتكار دون المساس بالسلامة.
وقال وينترز: “سنظل في صدارة التكنولوجيا الرقمية، وما نخسره في هامش الربح، سنعوضه في حجم الأعمال من خلال تقديم خدمة أفضل لعملائنا”.
اكتسبت مساعي هونغ كونغ لتصبح مركزًا عالميًا للتمويل الرقمي زخمًا جديدًا الأسبوع الماضي، مع إطلاق هيئة النقد استراتيجيتها الخمسية ‘التكنولوجيا المالية 2030’ لتسريع الابتكار في جميع أنحاء النظام المالي للمدينة.
تركز الخطة على أربعة ركائز أساسية هي البيانات والمدفوعات، والذكاء الاصطناعي، والمرونة، والتمثيل الرقمي، والتي تُشكل معًا إطار عمل DART. ستوجّه هذه الخارطة الطريق الموجة التالية من نمو قطاع التكنولوجيا المالية في هونغ كونغ.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن المبادرة أكثر من 40 برنامجًا تهدف إلى دمج التقنيات الجديدة، وتعزيز الأمن السيبراني، وتوسيع الشمول المالي، وهو ما يمكن أن يُسهم في تجاوز القطاع 600 مليار دولار من الإيرادات بحلول عام 2032.
كما تُخفف الجهات التنظيمية القيود المفروضة على تداول الأصول الرقمية. وصرحت جوليا ليونغ، الرئيسة التنفيذية لهيئة الأوراق المالية والعقود الآجلة (SFC)، بأنه سيُسمح قريبًا لبورصات العملات المشفرة المرخصة بالارتباط بسجلات الطلبات العالمية، مما يمكّن المنصات المحلية من الاستفادة من السيولة الأوسع وجذب المزيد من المؤسسات الفاعلة.
لعب بنك ستاندرد تشارترد دورًا فعالًا في بيئات الاختبار التنظيمية لهيئة النقد في هونغ كونغ، حيث تُختبر تطبيقات البلوكشين الجديدة في بيئات مراقبة. وصرح وينترز بأن هذه التقنية قادرة على خفض تكاليف المعاملات وتحسين كفاءة الخدمات المالية.
وقال: “في نهاية المطاف، سيُعطي الناس الأولوية لنقل الأموال بأمان وكفاءة وبتكلفة منخفضة. فالأسواق المالية دائمًا ما تجد حلولًا”. وأضاف أن البنك سيواصل تعزيز الامتثال لقواعد مكافحة غسل الأموال ومنع الاحتيال مع توسيع نطاق عملياته الرقمية.
إن التزام ستاندرد تشارترد بالتمويل الرقمي يؤتي ثماره بالفعل، حيث ارتفع صافي ربح البنك بنسبة 10% في الربع الثالث ليصل إلى 1.03 مليار دولار أمريكي، متجاوزًا توقعات المحللين. ويُعزى هذا الأداء إلى النمو في القطاعات منخفضة رأس المال وعالية العائد، مثل إدارة الثروات، والمدفوعات عبر الحدود، والتمويل الرقمي.
وقال “وينترز”: “هذه المجالات أقل كثافة في رأس المال، وأكثر عائدًا، وسريعة النمو، لذا يسعدنا مواصلة توظيف الموارد فيها”.
لا تزال هونغ كونغ وجهة استثمارية رئيسية للبنك في مجال إدارة الثروات والأثرياء في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، مع نية استثمار 1.5 مليار دولار أمريكي في إدارة الثروات على مدى السنوات الخمس المقبلة، ما يعزز التزامه طويل الأمد تجاه المنطقة.
ويرى بيل وينترز أن وضوح اللوائح التنظيمية في هونغ كونغ وقوة المشاركة المؤسسية فيها يعززان جاذبيتها، وأن انفتاح المدينة على ابتكارات تقنية البلوكشين يجعلها محورية في خارطة طريق ستاندرد تشارترد للتمويل الرقمي.



