البيتكوين تهبط إلى أدنى مستوياتها في ظل توترات اقتصادية متزايدة بين الولايات المتحدة والصين

انخفضت قيمة البيتكوين إلى ما دون 108,000 دولار أميركي، مع استمرار المتداولين في تقييم المخاطر الاقتصادية الكلية، ولا سيما التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.
ووفقًا لبيانات منصة “ذا بلوك” لأسعار العملات الرقمية، تراجعت قيمة البيتكوين بنسبة 2.6% خلال الـ 24 ساعة الماضية لتصل إلى 107,854 دولارًا أميركيًا في تمام الساعة 1:40 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الثلاثاء. وكانت العملة الرقمية قد انتعشت لفترة وجيزة فوق مستوى 111,200 دولار يوم الاثنين، بعد تعافيها من موجة انخفاض استمرت ثلاثة أيام متتالية.
وفي تعليقٍ لمدير العمليات في بورصة BTSE، “جيف مي”، أوضح أن التقلبات الحالية في سوق العملات الرقمية ناتجة بشكل رئيسي عن العوامل الاقتصادية الكلية، مشيرًا إلى أن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين ما زالت تشكل العامل الأكثر تأثيرًا على تحركات الأسعار اليومية. وقال مي:
“نعتقد ببساطة أن المخاوف الاقتصادية الكلية هي المحرك الرئيسي لتقلبات السوق، ومن المرجح أن يستمر هذا الوضع طالما بقيت التوترات التجارية قائمة”.
وأضاف “مي” أن الانخفاض الأخير يُعزى جزئيًا إلى تراجع شهية المستثمرين قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب، المقرر عقده في كوريا الجنوبية نهاية أكتوبر. وأوضح قائلاً: “رغم احتمال توصلهما إلى اتفاق بنهاية الشهر قد يدفع الأسواق إلى الارتفاع، إلا أن من غير المرجح أن تختفي التوترات تمامًا”.
وفي ظل هذه التطورات، امتدت موجة التراجع إلى العملات البديلة الرئيسية، حيث انخفض سعر الإيثيريوم بنسبة 4.77% ليصل إلى 3,855 دولارًا، بينما تراجع سعر BNB بنسبة 5.36%، وخسرت عملة سولانا 4.26% من قيمتها.
كما شهدت صناديق التداول الفورية تدفقات خارجة ملحوظة يوم الاثنين. فقد سجلت صناديق التداول الفورية تدفقات خارجة صافية بلغت 40.5 مليون دولار أميركي، في حين سجّلت صناديق بيتكوين الفورية خروجًا قدره 145.7 مليون دولار، وفقًا لبيانات SoSoValue. ويأتي ذلك بعد أن سجلت صناديق بيتكوين الأسبوع الماضي ثاني أكبر تدفقات خارجية أسبوعية لها هذا العام، بقيمة 1.23 مليار دولار.
ومع تزايد الضبابية في السوق، سجل مؤشر الخوف والجشع الخاص بـ “ذا بلوك” مستوى 29، ما يعكس حالة من الخوف تسود بين المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
وفي تعليقه على الوضع الراهن، قال مي: “أكبر خطر يهدد أسواق العملات الرقمية اليوم هو عدم القدرة على التنبؤ بالتطورات الاقتصادية الكلية ومناقشات التجارة، فالأسواق يمكن أن ترتفع أو تنخفض في لحظة واحدة”.
وأضاف: “كل ما يمكن للمستثمرين فعله هو تنويع محافظهم الاستثمارية ومحاولة التحوط قدر الإمكان ضد حالة عدم اليقين”.
من جهة أخرى، يراقب المتداولون باهتمام صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) يوم الجمعة المقبل، وهو مؤشر رئيسي للتضخم. ويأمل المستثمرون أن تُعزز البيانات احتمالات خفض جديد لأسعار الفائدة هذا الشهر، بما يُشير إلى نهاية مبكرة لمرحلة التشديد الكمي.