الموافقة على صندوق “غراي سكايل” متعدد العملات مع تسارع توجه الهيئة نحو صناديق ETF
وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على صندوق Grayscale الرقمي للشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة (GDLC)، ليُسجَّل بذلك أول منتج تداول متعدد العملات الرقمية (ETP) يُطرح في السوق.
تأتي هذه الخطوة في وقت تُسرّع فيه الهيئة وتيرة تبنيها لصناديق التداول الفوررية، وهو ما يُشير إلى تحول أوسع في الزخم التنظيمي داخل الولايات المتحدة.
وأكد بيتر مينتزبيرج، الرئيس التنفيذي لشركة Grayscale، خبر الموافقة يوم الأربعاء عبر حسابه على منصة X (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، حيث شكر فريق عمل العملات الرقمية التابع للهيئة على مساهمته في توفير الوضوح التنظيمي الذي طال انتظاره.
ويُتيح صندوق GDLC للمستثمرين فرصة استثمار متنوعة تشمل خمس عملات رقمية رئيسية: بيتكوين، وإيثيريوم، وريبل، وسولانا، وكاردانو.
وتأتي هذه الموافقة بعد أشهر قليلة من تأجيل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية عرض Grayscale لتحويل GDLC من صندوق متداول خارج البورصة إلى منتج تداول متعدد العملات الرقمية مُدرج في بورصة نيويورك Arca. ومع منح الموافقة الحالية، أصبح الصندوق مستعدًا للتداول في بورصة أميركية كبرى، مما يمنح المستثمرين وصولًا أوسع إلى الأصول الرقمية عبر منصات الاستثمار التقليدية.
وبحسب شركة Grayscale، يمتلك صندوق GDLC أصولًا مُدارة تتجاوز 915 مليون دولار، مع قيمة صافية للأصول تبلغ 57.70 دولارًا للسهم. ويُتيح انتقاله إلى منصة تداول عامة للمستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء مسارًا منظمًا لتنويع استثماراتهم في العملات الرقمية.
وتزامنت هذه الموافقة مع تحركات أوسع من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لترخيص معايير إدراج عامة لصناديق الاستثمار المتداولة في العملات الرقمية، ما يُبسط عملية الموافقة ويُقلل من العوائق أمام المُصدرين. وقد صرّح بول أتكينز، رئيس الهيئة، بأن هذه الخطوة “تُساعد على تعظيم خيارات المستثمرين وتعزيز الابتكار”.
ويرى محللو القطاع أن هذه الموافقة قد تمهد لموجة جديدة من إطلاق صناديق الاستثمار التداول الفوررية. وأشار إريك بالتشوناس من بلومبرغ إلى أنه “في المرة الأخيرة التي شهدنا فيها هذا النوع من الموافقات، تضاعفت عمليات إطلاق صناديق الاستثمار ثلاث مرات”، مضيفًا أنه من الممكن أن نشهد أكثر من 100 صندوق استثمار متداول جديد خلال عام واحد فقط.
وعلى هذا الأساس، قد تمثل موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على صندوق GDLC نقطة تحول مهمة في كيفية معاملة منتجات العملات الرقمية متعددة الأصول بموجب قانون الأوراق المالية الأميركي، مما يفتح الباب أمام مشاركة أوسع في سوق الأصول الرقمية.
وفي السياق ذاته، شهدت الهيئة يوم الثلاثاء تقديم دفعة جديدة من طلبات صناديق التداول الفورية، الأمر الذي يعكس الاهتمام المتزايد من جانب المُصدرين بالأصول الرقمية النادرة والمتخصصة. وتشمل الطلبات منتجات مرتبطة ببنية أفالانش التحتية، وعملة الميم “بونك”، واستراتيجيات تداول أساسية تعتمد على بيتكوين وإيثريوم. كما شملت صناديق ذات رافعة مالية وأخرى تركز على الدخل مرتبطة بعملات أوربز، ولايتكوين، وسوي.
غير أن بعض الخبراء، مثل نيت جيراسي من معهد صناديق المؤشرات المتداولة، حذّروا من أن هذه الطلبات ليست سوى بداية لسيل من المنتجات الجديدة، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 92 طلبًا قيد الانتظار، مع مواعيد نهائية رئيسية تقترب في شهري أكتوبر ونوفمبر.
وتأتي هذه الزيادة في أعقاب الزخم التنظيمي الجديد والهياكل البديلة مثل “قانون الأربعين”، الذي من المقرر أن يُتيح طرح صناديق المؤشرات المتداولة لعملتي ريبل ودوجكوين في السوق خلال هذا الأسبوع. ويرجح المحللون أن تحظى المنتجات القائمة على أفالانش بفرص أكبر للموافقة، في حين قد تواجه صناديق العملات الميمية أو الاستراتيجيات عالية المخاطر بعض المقاومة بسبب المخاوف من التقلبات والسيولة.
وفي الوقت ذاته، تُظهر بيانات السوق أن صناديق المؤشرات المتداولة الخاصة بعملة بيتكوين اجتذبت تدفقات صافية بلغت 292 مليون دولار، على الرغم من خروج 61.7 مليون دولار من منتجات إيثريوم في اليوم نفسه.
