“بوتيرين” يُشيد بنمو خزائن الإيثر ويُحذر من تداعيات الرافعة المالية الزائدة

أعرب الشريك المؤسس لشركة إيثيريوم، “فيتاليك بوتيرين”، عن دعمه لشركات إدارة خزينة الإيثيريوم، لكنه حذّر في الوقت ذاته من أن هذا التوجّه قد يتحوّل إلى “لعبة مديونية مفرطة” إذا لم يُدار بعناية ومسؤولية.
في مقابلة أجراها مع بودكاست “بانكليس” ونُشرت يوم الخميس، أوضح بوتيرين أن العدد المتزايد من الشركات العامة التي تشتري وتحتفظ بالإيثيريوم يُعدّ أمرًا إيجابيًا، إذ يُوفّر فرصًا استثمارية أوسع لفئات جديدة من المستثمرين.
وأضاف: “هناك بالتأكيد خدمات قيّمة تُقدَّم في هذا المجال”، مشيرًا إلى أن لجوء الشركات إلى شراء حصص في شركات إدارة خزينة الإيثر بدلًا من الاحتفاظ المباشر بالرمز يُتيح للمستثمرين “خياراتٍ أوسع”، لا سيما لمن لديهم “ظروف مالية مختلفة”.
ويُذكر أن ما يُعرف بشركات إدارة خزينة العملات الرقمية أصبح اتجاهًا متناميًا في وول ستريت، حيث تجمع هذه الشركات مليارات الدولارات لشراء كميات كبيرة من العملات الرقمية والاحتفاظ بها، أبرزها البيتكوين والإيثر.
ورغم دعمه النسبي لهذا التوجه، عبّر بوتيرين عن قلقه، مؤكدًا أن مستقبل إيثريوم يجب ألا يُبنى على أسس من الرافعة المالية المفرطة. وقال: “إذا أيقظتني بعد ثلاث سنوات وأخبرتني أن سندات الخزانة أدّت إلى انهيار الإيثريوم، فسأعتقد بالتأكيد أن السبب هو تحويلها إلى لعبة ذات رافعة مالية مفرطة”.
وقد رسم بوتيرين سيناريو كارثيًا لانهيار محتمل، يتمثل في سلسلة من ردود الفعل المتتابعة، حيث يُؤدّي انخفاض سعر الإيثر إلى تصفيات إجبارية متتالية، تُفضي إلى تراجع السعر وفقدان الثقة في العملة.
ومع ذلك، عبّر بوتيرين عن ثقته في وعي مجتمع إيثريوم، قائلًا إن مستثمريها أكثر انضباطًا من غيرهم، مضيفًا: “نحن لا نتحدث عن أتباع دو كوون”، في إشارة إلى مؤسس شبكة بلوكتشين “تيرا” التي انهارت عام 2022.
في هذا السياق، ارتفعت قيمة سوق الشركات العامة المالكة للإيثر إلى نحو 11.77 مليار دولار أميركي، تتصدّرها شركتا BitMine Immersion Technologies وSharpLink Gaming.
وتحتفظ شركة BitMine بـ833,100 وحدة إيثر، تبلغ قيمتها 3.2 مليار دولار أميركي، ما يجعلها رابع أكبر مالك للعملات الرقمية بين الشركات العامة. بينما تمتلك شركتا SharpLink وThe Ether Machine ما قيمته 2 مليار و1.34 مليار دولار أميركي من الإيثر على التوالي، في حين تُكمل مؤسسة إيثريوم وPulseChain قائمة الشركات الخمسة الأولى.
من جهة أخرى، شهد أداء الإيثر تقلبًا ملحوظًا خلال العام، إذ انخفض من مستوى 3,685 دولارًا أميركيًا في يناير إلى أدنى مستوى له عند 1,470 دولارًا في 9 أبريل، قبل أن يُعاود الصعود بأكثر من 163%، ليصل إلى سعره الحالي البالغ 3,870 دولارًا أميركيًا.
ويُعزى هذا الانتعاش جزئيًا إلى اتجاه شركات الخزانة الخاصة نحو اقتناء الإيثر، وهو ما شكّل أحد أبرز المحفزات لارتفاع قيمته. كما ساهم هذا الارتفاع في تقليص الفجوة مع البيتكوين وسولانا، اللتين قادتا دورة الصعود الأخيرة في سوق العملات الرقمية.