XRP تتفوّق على إيثيريوم في إيرادات المعاملات على منصة “كوين بيس”

انخفضت أحجام تداول التجزئة على منصة “كوين بيس” بشكل حاد خلال الربع الثاني من عام 2024. ومع ذلك، ووراء الكواليس، واصلت XRP توليد إيرادات معاملات استهلاكية تفوق تلك الخاصة بأيثيريوم، مستمرةً في اتجاه بدأ منذ الربع الأول.
فوفقًا لما ورد في رسالة المساهمين الخاصة بـ “كوين بيس” للربع الثاني، شكّلت XRP نحو 13% من إيرادات معاملات المستهلكين، متقدمةً بفارق طفيف على إيثيريوم التي سجلت 12%. ويُعد ذلك تطورًا ملحوظًا مقارنة بالربع الأول، حيث انخفضت حصة XRP إلى 10% بعد أن بلغت ذروتها مؤقتًا عند 18%.
وعلى مستوى الأداء العام، انخفضت إجمالي إيرادات المعاملات بنسبة 39% على أساس ربع سنوي، لتصل إلى 764 مليون دولار. كما جاء إجمالي صافي الإيرادات دون توقعات المحللين، مسجلًا 1.5 مليار دولار، مقارنة بـ 1.59 مليار دولار وفقًا لمتوسط التوقعات.
وفي تعليقه على هذا السياق، صرّح خوان ليون، محلل الأبحاث في Bitwise Asset Management، لموقع Decrypt، قائلًا: “في الربع الأول، تراجعت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) عن استئنافها في قضية ريبل، مؤكدةً أن مبيعات XRP في السوق الثانوية لا تُعد أوراقًا مالية.” وقد أدّى هذا القرار إلى ارتفاع سعر XRP وزيادة اهتمام تجار التجزئة بها.
وتبعًا لذلك، ارتفعت حصة XRP على منصة Coinbase تدريجيًا من أقل من 10% طوال عام 2024، بالتزامن مع زيادة قيمتها في الربع الأول. وقد جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بموجة من المتداولين الباحثين عن القيمة، الذين استجابوا لحالة الوضوح القانوني التي ظهرت آنذاك.
غير أن هذا الزخم لم يدم طويلًا. حيث أشار ليون إلى أن زخم الأسعار تراجع خلال الربع الثاني، بينما استعادت إيثيريوم قوتها بفضل التدفقات المؤسسية وتجدد الاهتمام بالنظام البيئي الخاص بها.
وأوضح ليون في حديثه لموقع Decrypt أن غياب المحفزات التنظيمية أو المنتجات الجديدة دفع العديد من تجار التجزئة إلى العودة نحو إيثيريوم، مشيرًا إلى أن نشاط العملات المستقرة واستخدام بروتوكولات التمويل اللامركزي ساهم في هذا التحوّل.
كما لفت إلى أن إقرار قانون GENIUS وسرديات التوكنات كانا من العوامل الرئيسية التي ساهمت في زيادة شعبية إيثيريوم، التي حققت عائدًا بنسبة 38% في الربع الثاني، مقارنة بـ 11% فقط لـ XRP.
لكن هذا التعافي في أداء إيثيريوم لم يكن فقط بدفع من صغار المتداولين. فقد صرّح ليون أن الطلب المتزايد على إيثيريوم جاء مدعومًا بتدفقات قوية من صناديق الاستثمار المتداولة، إضافةً إلى عمليات شراء من شركات كبرى تمتلك خزائن إيثيريوم. وأضاف: “نعتقد أن هذا الطلب المؤسسي القوي سيستمر خلال النصف الثاني من العام.”
من جهته، أشار هانك هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة كرونوس للأبحاث، إلى أن الارتفاع القوي في مبيعات XRP خلال الربع الأول كان مدفوعًا بشكل رئيسي بـ الوضوح القانوني وانخفاض تكلفة التداول، ما جذب المتداولين الباحثين عن القيمة.
لكن الأمور تغيّرت في الربع الثاني، حيث عادت إيثيريوم إلى الواجهة وسط تطورات إيجابية في نظامها البيئي، بالإضافة إلى توقعات بإطلاق صناديق استثمار متداولة جديدة، وهي عوامل ساهمت، بحسب هوانغ، في “استعادة ثقة المستثمرين وزيادة السيولة”.
وأشار كذلك إلى أن التدفقات القادمة من صناديق تداول إيثيريوم الفورية “عززت من حيوية النظام البيئي بشكل عام”، ما انعكس إيجابًا على ثقة السوق.
ورغم ذلك، لا يزال الدعم الذي تقدمه منصة Coinbase لتجار التجزئة مرتبطًا إلى حد كبير بأسعار السوق، وهو ما يوضّح كيف يمكن أن تتغير معنويات المستثمرين بناءً على الروايات السائدة، وزخم السوق، والمؤشرات الاقتصادية الكلية، بحسب ما أفاد به هوانغ.
من جانبه، دعم مين جونغ، كبير المحللين في شركة بريستو، هذا الرأي، موضحًا أن ضعف أداء إيثيريوم في بداية العام، حيث وصلت نسبة ETH/BTC إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات — أدى إلى تراجع واضح في اهتمام المتداولين بها.
وأضاف جونغ أن هذا النموذج يُظهر كيف أن أحجام تداول التجزئة على “كوين بيس” تتأثر بشكل كبير بالعوامل النفسية والتقلبات السوقية، قائلًا إن إيثيريوم كانت حينها “من بين أكثر الأصول الرقمية غير المرغوب فيها”.
مع ذلك، أكد جونغ أن إيثيريوم بدأت في “استعادة زخمها” خلال الربع الثاني، مع تصاعد الاهتمام بسندات الخزانة الرقمية، الأمر الذي منحها رواية جديدة ساعدت في انتشالها من فترة التراجع السابق، وإعادة إحياء اهتمام المستثمرين بها.