تواصل سولانا اكتساب زخمٍ كمنافسٍ قوي في مجال الأصول الرقمية، مع تحقيقها تقدمًا ملحوظًا في التبني المؤسسي والأمن على مستوى الشبكة.
تُظهر البيانات الأخيرة أن سولانا لم تعد مجرد مشروع واعد في ساحة الأصول الرقمية، بل باتت قوة صاعدة تكتسب ثقة المؤسسات والمستثمرين. ويعكس ذلك النمو في التبني المؤسسي، والتحسينات التي أُدخلت على مستوى الأمان الشبكي، ما يعزز مكانتها كشبكة بلوكتشين قابلة للاعتماد على نطاق واسع.
أبرز تطوران شهدهما الأسبوع الماضي كيف تتطور تقنية البلوكتشين متجاوزةً السرعة إلى الاستقرار والأهمية الاستراتيجية.
فمن جهة، أعلنت شركة Upexi عن خطط تمويلية ضخمة لتعزيز مشاركتها في نظام سولانا، ومن جهة أخرى، كشفت بيانات أمنية حديثة عن تراجع واضح في أحد أبرز التهديدات التقنية التي طالت سولانا سابقًا. ويُظهر هذا التوازن بين التوسع المالي والتحسينات التقنية أن سولانا تتحرك بثبات نحو النضج المؤسسي والتقني.
تستعد شركة Upexi المدرجة في البورصة لجمع 200 مليون دولار أميركي لتعزيز خزينة سولانا، في حين تكشف بيانات جديدة عن انخفاض ملحوظ في هجمات الساندويتش، التي كانت تُمثل في السابق انتقادًا رئيسيًا لبنية سولانا، بفضل التحسينات في تسليم المعاملات.
هذا التطور يعكس اهتمامًا متزايدًا من المؤسسات الكبرى بسولانا، ويعزز ثقة المستخدمين مع تراجع التهديدات الأمنية التي لطالما أثارت جدلاً حول كفاءة تصميم الشبكة.
Upexi تبني مركزًا ضخمًا في سوق الأوراق المالية القابلة للتحويل
أعلنت Upexi، وهي شركة تُركز على المستهلك ولديها فرع ناشئ لخزينة العملات الرقمية، أنها بصدد جمع 200 مليون دولار أميركي عبر مزيج من السندات القابلة للتحويل وتمويل الأسهم. وتشمل الصفقة طرح سندات بقيمة 150 مليون دولار بقيادة Big Brain Holdings، إضافة إلى طرح خاص بقيمة 50 مليون دولار. وستُخصص العائدات للاستحواذ على مزيد من أصول الأوراق المالية القابلة للتحويل ودعم العمليات التجارية.
عقب هذه الخطوة، تتوقع الشركة أن تمتلك نحو 1.65 مليون SOL، تُقدّر قيمتها حاليًا بـ270 مليون دولار، ما يجعلها أكبر محفظة استثمارية لشركة تعتمد على Solana ضمن الشركات المدرجة في السوق. وكانت Upexi قد جمعت في أبريل الماضي 100 مليون دولار، ما أدى إلى ارتفاع كبير في سهمها.
ورغم أن الجولة التمويلية الحالية جاءت أقل دراماتيكية من سابقتها، إلا أنها لا تزال مؤثرة، حيث أغلقت أسهم UPXI على ارتفاع بنسبة 8% تقريبًا في يوم الإعلان. واعتبارًا من بداية العام، ارتفع السهم بأكثر من 50%، رغم تراجعه جزئيًا عن أعلى مستوياته السابقة.
التحسينات التقنية تُقلل من “هجمات الساندويتش”
في موازاة هذا الحراك الاستثماري، شهدت سولانا تحسّنًا كبيرًا على مستوى الأمان الشبكي. فقد شكلت “هجمات الساندويتش” تهديدًا مزمنًا، حيث تستغل الجهات الخبيثة سرعة الشبكة والتصميم المفتوح للـMempool لتنفيذ عمليات تداول أمامية وخلفية تضر بالمستخدمين غير المحترفين.
لكن بحسب ماكس ريسنيك، الخبير الاقتصادي في شركة أنزا، فإن تكرار وربحية هذه الهجمات قد تراجع بشكل ملحوظ خلال العام الماضي. ويُعزى ذلك إلى التحسينات التي أُدخلت على آلية توجيه المعاملات، مما قلّص من عدد المدققين القادرين على رؤية الطلبات المعلقة، وبالتالي حدّ من فرص الاستغلال.
في عام 2024، كانت آلية البث الواسع للمعاملات تمنح الجهات الخبيثة فرصة الوصول المسبق للطلبات. أما اليوم، فقد تم تحسين التسليم المستهدف، وأصبحت نسبة المعاملات التي يراها المدقق تتوافق مع حصته، مما يحد من إمكانية الريادة والتلاعب.
وتُظهر تحليلات Ghost انخفاضًا في أرباح “هجمات الساندويتش” على أساس سنوي، حتى خلال فترات الذروة. كما فرضت جهات مثل Marinade، وهي من أبرز مزودي خدمات التخزين المؤقت، عقوبات داخلية على المدققين المتورطين في سلوك استغلالي.
تحول سولانا نحو الجاهزية المؤسسية
يُشكّل هذا الجمع بين التوسع المؤسسي والتحسينات الأمنية علامة على دخول سولانا مرحلة جديدة من النضج. فمع ازدياد تركيز شركات مثل Upexi على SOL، والجهود الفعالة في معالجة نقاط الضعف السابقة، تزداد جاذبية الشبكة للمستثمرين الراغبين في حلول طويلة الأجل.
كما أن هذه التطورات تتماشى مع توجه سولانا لتقديم نفسها كبنية تحتية آمنة وموثوقة، وليس فقط كسلسلة سريعة للمعاملات. وإذا استمر هذا الزخم، فإن السمعة السابقة لسولانا كمنصة مضاربة قد تتغير لصالح صورة أكثر استقرارًا واحترافية كمشروع جاهز لاستيعاب النمو المؤسسي والتقني المستقبلي.
