الهجمات الإلكترونية تُكبد سوق الكريبتو مليارات الدولارات في بداية 2025
تمكّنت جهات إحتيالية من سرقة ما يقارب 2.1 مليار دولار أميركي من العملات الرقمية خلال 75 حادثة أمنية وقعت في النصف الأول من عام 2025، بحسب تقرير صادر عن شركة TRM Labs المتخصصة في استخبارات شبكة البلوكتشين. ويُشير التقرير إلى أن غالبية هذه الخسائر نتجت عن هجمات استهدفت البنية التحتية التقنية للأنظمة الرقمية، حيث ركّزت على نقاط الضعف الجوهرية في الركائز التقنية لتلك المنصات. وشملت عمليات الاستغلال الاحتيالية سرقة المفاتيح الخاصة، واختراق العبارات الأولية، وعمليات اختطاف الواجهة الأمامية، والتي مثّلت أكثر من 80% من إجمالي الأموال المسروقة. وقد تبيّن أن متوسط قيمة هذه الهجمات يفوق بنحو عشر مرات غيرها من وسائل الاحتيال.
وفي هذا السياق، أوردت TRM Labs أن أكبر حادثة مسجّلة حتى الآن في عام 2025 كانت اختراق منصة Bybit، التي تتخذ من دبي مقرًا لها، حيث سُرقت 1.5 مليار دولار في شهر فبراير. ويُعتقد أن قراصنة من كوريا الشمالية يقفون وراء هذا الهجوم، الذي مثّل نحو 70% من إجمالي خسائر النصف الأول من العام. وقد أدى هذا الحدث إلى تشويه الأرقام الكلية، مما رفع متوسط قيمة الاختراق الواحد إلى 30 مليون دولار، وهو ضعف متوسط عام 2024 في الفترة ذاتها.
ومن بين الهجمات البارزة الأخرى، استغلال مجموعة القراصنة “غونجيشكي داراندي”، المعروفة أيضًا باسم “العصفور المفترس”، لمنصة “نوبيتكس”، أكبر منصة للعملات الرقمية في إيران، بتاريخ 18 يونيو. حيث سرق القراصنة أكثر من 90 مليون دولار، وحوّلوا الأموال إلى عناوين غير قابلة للإنفاق. وبحسب TRM Labs، أصبحت الهجمات السيبرانية المدعومة من دول تمثّل الحصة الأكبر من خسائر العملات الرقمية عالميًا، مع تصاعد واضح في الدوافع الجيوسياسية التي تقف خلف هذه الأنشطة غير المشروعة. وقال الباحثون في الشركة: “رغم أن كوريا الشمالية لا تزال القوة المهيمنة في هذا المجال، إلا أن حوادث مثل اختراق “نوبيتكس” من قبل مجموعة مرتبطة بإسرائيل، تُشير إلى أن جهات حكومية أخرى بدأت تستغل العملات الرقمية لأهداف جيوسياسية بشكل متزايد”. وأضافوا: “مثل هذه الحوادث تُظهر كيف أصبحت سرقة الأصول الرقمية أداة خفية تُستخدم في الصراعات الجيوسياسية والسياسات الوطنية”.
بالإضافة إلى عمليات الاختراق، كشف التقرير أن الاستغلال على مستوى البروتوكول شكّل نحو 12% من إجمالي الخسائر خلال هذه الفترة. وشملت هذه الهجمات قروضًا سريعة وهجمات إعادة الدخول، استهدفت ثغرات في العقود الذكية أو منطق البروتوكول، ما أتاح للمهاجمين التلاعب بالأموال وسحبها من بروتوكولات التمويل اللامركزي. وأوضحت TRM أن قيمة 2.1 مليار دولار المسروقة في أول ستة أشهر من 2025 تمثل زيادة تقارب 10% مقارنة بالرقم القياسي المُسجّل في النصف الأول من عام 2022، وتكاد تُعادل إجمالي خسائر عام 2024 بأكمله.
واستجابةً لهذا التهديد المتصاعد، دعت TRM Labs الجهات العاملة في القطاع إلى تبنّي إجراءات أمنية أكثر صرامة، تشمل المصادقة متعددة العوامل، وتخزين الأصول في محافظ باردة، وإجراء تدقيقات أمنية دورية، إلى جانب تطبيق تدابير فعالة لمكافحة الهندسة الاجتماعية والتهديدات الداخلية.
ورغم هذه الجهود الأمنية، لا تزال عمليات اختراق العملات الرقمية تمثل تهديدًا مزمنًا لهذا القطاع. وكما ذكر موقع crypto.news في وقت سابق، فقد تم سرقة أكثر من 1.63 مليار دولار من العملات الرقمية خلال أكثر من 60 هجومًا في الربع الأول من 2025، وفقًا لتقارير شركات Immunefi وPeckShield. وقد تحملت المنصات المركزية القسط الأكبر من هذه الخسائر، بنسبة بلغت 94% من الإجمالي، ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى حادثتي Bybit وPhemex، واللتين بلغ مجموع خسائرهما 1.52 مليار دولار.
