نقاشات بين SEC و”جي بي مورغان” حول مستقبل تنظيم الأصول الرقمية

نشرت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) مذكرةً حول سجل اجتماع فريق عمل العملات الرقمية، كشفت فيها عن اجتماعٍ عُقد في 17 يونيو الماضي مع ممثلين من بنك “جي بي مورغان تشيس”. وقد ركّز الاجتماع على دراسة الأطر التنظيمية المحتملة للأصول الرقمية، وتقييم كيفية تطور الأسواق المالية التقليدية في ظلّ التقدّم المتسارع في تقنية البلوكتشين. وأوضحت المذكرة أن الموضوع الرئيسي للاجتماع تمثّل في مناقشة سبل معالجة التحديات المتعلقة بتنظيم الأصول الرقمية.
وقد ضمّ وفد “جي بي مورغان” كلًّا من سكوت لوكاس، المدير الإداري ورئيس أسواق الأصول الرقمية؛ وجاستن كوهين، المدير الإداري والرئيس العالمي لتطوير منتجات EDG & SI؛ وآرون إيوفين، المدير التنفيذي والرئيس العالمي لسياسة تنظيم الأصول الرقمية. وقد قدّم الوفد لمحةً عامةً ومُفصلة عن توسّع أعمال البنك في مجال الأصول الرقمية، مستعرضين أنشطةً متعددة من أبرزها معاملات إعادة الشراء، التي تُنفّذ عبر منصات وخدمات التمويل الرقمي الخاصة بالبنك في أسواق الديون الرقمية.
في هذا السياق، تناول النقاش تطور وضع “جي بي مورغان” التنافسي في ظلّ تزايد زخم الحلول القائمة على تقنية البلوكتشين. وأشار ممثلو البنك إلى أن ازدياد اعتماد هذه التقنية قد يُعيد تشكيل علاقات العملاء، ويُغيّر مصادر الإيرادات التقليدية، كما قد يُحفّز تغييرات هيكلية على مستوى السوق في مختلف الخدمات المالية.
من جهة أخرى، بحث جزء رئيسي من الاجتماع إمكانية تحوّل نشاط أسواق رأس المال إلى بنية تحتية قائمة على تقنية البلوكتشين العامة. وقد سلّطت مذكرة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية الضوء على هذا المحور التحليلي، مشيرة إلى ضرورة فهم التأثيرات المحتملة لهذا الانتقال، وتحديد الجوانب التي قد تتغيّر في النموذج الحالي، إضافة إلى كيفية تقييم الشركات لمخاطر وفوائد هذه التحوّلات.
كما استعرض ممثلو “جي بي مورغان” إمكانية إعادة هندسة وظائف أساسية مثل المقاصة والتسوية وإدارة الضمانات والانكشاف على الطرف المقابل من خلال منصات لامركزية. وبيّنوا أن هذه المقاربات من شأنها أن تُخفّض التكاليف، وتُعزز الشفافية، وتُعيد تشكيل أنماط المخاطر النظامية. كذلك، ناقش الطرفان الأطر المُحتملة لتقييم الفرص الاستراتيجية والمخاطر التنظيمية والتشغيلية والتكنولوجية المرتبطة بتطور الأصول الرقمية. وفي ختام الاجتماع، اتفق الجانبان على مواصلة النقاشات، إدراكًا لأهمية التفاعل الاستباقي مع بيئة تنظيمية تتطوّر بالتوازي مع الابتكار السريع في هذا المجال.
وفي السياق ذاته، نشطت فرقة العمل المعنية بالعملات الرقمية، والتي شُكّلت حديثًا ضمن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بقيادة المفوضة هيستر بيرس، بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية. فقد كثّفت من تفاعلها مع القطاع من خلال تنظيم سلسلة من خمس جلسات نقاشية، اختُتمت في 9 يونيو. وقد تناولت هذه الجلسات موضوعات متنوعة مثل التوكنات، والتداول، والحفظ، والتمويل اللامركزي (DeFi)، بالإضافة إلى التفاعل المتطور بين التمويل التقليدي وتقنية البلوكتشين.
كما التقت الفرقة بجهات فاعلة رئيسية في السوق، مثل “فيديليتي”، و”بلاك روك”، و”ناسداك”، وغيرها، لمناقشة أطر تنظيمية مُحكمة للعملات الرقمية. ويُعتبر هذا التحرك بمثابة تحوّل واضح عن نهج “الإنفاذ أولًا” الذي تبنّته الهيئة سابقًا، مما يعكس توجّهًا جديدًا نحو صياغة قواعد أكثر هيكلية من خلال عمليات رسمية تشمل الإشعار والتعليق، وذلك بهدف تعزيز الشفافية، وحماية المستثمرين، ودعم الابتكار في هذا القطاع الديناميكي.