خبراء الإيثيريوم: ETH يعاني من سوء تقدير واسع النطاق في الأوساط المؤسسية

أفاد كبار خبراء تكنولوجيا الإيثيريوم والمتحدثون باسمها بأن ثاني أكبر عملة رقمية في العالم “مُسعّرة بشكل خاطئ إلى حدٍّ كبير”، وذلك استنادًا إلى تقرير “Bull Case for ETH” الصادر عن مؤسسة تحمل الاسم نفسه يوم الخميس. ووفقًا للتقرير، يرى قادة الفكر أن الإيثيريوم، مقارنةً بسلع أخرى مثل النفط، قد يحافظ على سعر طويل الأجل يصل إلى 740,000 دولار أميركي لكل ممثل رقمي.
وفي هذا السياق، أوضح فيفيك رامان، المؤسس المشارك لمركز أبحاث الإيثيريوم “Etherealize”، الذي أُنشئ حديثًا، لصحيفة “ذا بلوك” أن “هذه فئة أصول جديدة. الأصول الرقمية جديدة، وسلاسل الكتل كذلك”. ولفت إلى ضرورة تكييف مقاييس التقييم التقليدية مع هذه الأصول المستحدثة، مشددًا على أن اعتبار أصول البلوك تشين مجرد أسهم تقنية يؤدي إلى تسعيرها بشكل غير دقيق.
وبيّن رامان، أحد المؤلفين الـ21 للتقرير، أن مقارنة الإيثيريوم بـ”أصول احتياطية عالمية مثل النفط، وسوق السندات، والمعروض النقدي M2″ يُعد نموذجًا أكثر دقة لفهم مستقبل هذه العملة الرقمية. وأضاف أن “حجم التبني المتوقع يعادل حجم الإنترنت، وربما يتجاوزه”.
ورغم أن إطلاق التوقعات حول أسعار الأصول أمر شائع في الأوساط الاستثمارية، كما فعل مايكل نوفوغراتز من شركة Galaxy حين تنبأ بوصول سعر البيتكوين إلى مليون دولار، إلا أن بعض المستثمرين بدأوا ينظرون إلى البيتكوين كـ”ذهب رقمي”، في حين يرى مؤلفو التقرير أن الإيثيريوم يُشبه “النفط الرقمي” في طبيعته.
وأشار التقرير إلى أن الإيثيريوم يشكل اليوم العمود الفقري لمعظم نشاطات شبكات البلوكتشين التي نجحت في تحقيق توافق بين المنتج والسوق، مثل العملات المستقرة والأصول الحقيقية. وذُكر أن أكثر من 80% من الممثلات الرقمية تم إصدارها على شبكة الإيثيريوم، بما في ذلك من قبل كبرى شركات إدارة الأصول ومزودي البنية التحتية.
وذكر المؤلفون أن “الإيثيريوم أكثر من مجرد ممثل رقمي؛ فهي تعمل كضمان للاقتصاد القائم على البلوكتشين، وكوقود حوسبي، وبنية تحتية مالية تولّد العائدات. يتم تخزينها، ورهنها، وحرقها، واستخدامها بشكل نشط.” ويُقدّر أن الشبكة تؤمّن أصولًا تُعادل قيمتها حوالي 767 مليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الإيثيريوم بجوانب هيكلية تجعله أصلًا استثماريًا جذابًا. فمنذ الانقسام الصلب EIP-1559 في عام 2021، طُبقت آلية لحرق العملات، ما ساهم في خفض معدل الإصدار السنوي النظري إلى 1.51%. ويُقدّر رامان أن معدل التضخم منذ سبتمبر 2022 لم يتجاوز 0.092%، وهو أقل من المعدلات الخاصة بكل من العملات الورقية والبيتكوين.
ونوّه رامان إلى أنه “بمجرد إدراك محدودية المعروض، يمكن اعتبار الإيثيريوم أصلًا آمنًا ومستدامًا للغاية”. كما رجّح أن يؤدي ازدياد النشاط على الشبكة إلى انخفاض التضخم لما دون 1.51%، وربما إلى معدلات سلبية. وأكد أن تأخر سعر الإيثيريوم عن البيتكوين يُعد خللًا في التسعير وليس نتيجة ضعف هيكلي، ما يجعل الاستثمار فيه فرصة غير متكافئة ولكن واعدة.
وعلى الرغم من أن سعر الإيثيريوم لا يزال حاليًا دون أعلى مستوياته التاريخية المسجلة عام 2021 (4,891 دولارًا)، يرى مؤلفو التقرير أن هناك إمكانية “قصيرة الأجل” لوصوله إلى 8,000 دولار، فضلًا عن احتمالات طويلة المدى لبلوغه 80,000 دولار إذا اعتمد كأصل احتياطي وسلعي.
تخزين المؤسسات للإيثيريوم
وفي تحول ملحوظ، بدأت مؤسسات ومستثمرون كبار بتطبيق استراتيجية “تخزين” الإيثيريوم، شبيهة باستراتيجية مايكل سايلور مع البيتكوين. حيث تدير استراتيجية احتياطي الإيثيريوم، بدعم من المؤسس المشارك جو لوبين، ما يقارب ملياري دولار من هذا الأصل. كما تحتفظ التطبيقات الكبرى والمنظمات اللامركزية ذات الصلة بعشرات الآلاف من الرموز الرقمية.
ومع ذلك، عبّر جون شاربونو، المؤسس المشارك لشركة DBA، عن تحفظاته، رغم مشاركته الرأي بأن الإيثيريوم “مُسعّر بشكل خاطئ”. إذ اعتبر أن السعر الحالي مبالغ فيه، مشيرًا إلى أنه لا يوصي بالاحتفاظ به في هذه المرحلة، رغم قناعته بالإمكانات المستقبلية للعملة.
تحديات القبول المؤسسي
أكّد المؤلفون أن البيتكوين حظي بقبول مؤسسي أوسع، في حين لا يزال كثير من المستثمرين يجدون صعوبة في فهم القيمة الجوهرية للإيثيريوم نظرًا لتعدد وظائفه وتنوع استخداماته.
وفي الأشهر الأخيرة، كثّفت مؤسسة الإيثيريوم جهودها لتعزيز مكانة الشبكة وإعادة صياغة هويتها لتصبح أكثر تنافسية في سوق شبكات البلوكتشين. إذ جرى تعيين مديرين مشاركين جدد بهدف إيصال الرؤية الجديدة للمؤسسة. كما شارك رامان في تأسيس مركز “Etherealize” بالتعاون مع المطور البارز داني رايان، ليكون منصة للتواصل مع المستثمرين المؤسسيين والحكومات.