استقرار نسبي في سعر الإيثيريوم مدفوعًا بزخم مؤسسي متزايد

يستقر سعر الإيثيريوم عند مستوى 2,500 دولار أميركي، في وقتٍ تواصل فيه المؤسسات تعزيز تعرضها للأصل الرقمي.
حتى وقت النشر، يُتداول الإيثيريوم عند 2,492 دولارًا أميركيًا، مسجّلًا انخفاضًا بنسبة 0.9% عن اليوم السابق. ويقترب السعر من الحد الأدنى لنطاق تداوله الأخير خلال الأيام السبعة الماضية، والذي تراوح بين 2,419 و2,666 دولارًا. ورغم هذا التراجع الطفيف، يبدو أن نشاط السوق بدأ يستعيد زخمه تدريجيًا.

ويعكس ذلك بوضوح ارتفاع حجم التداول اليومي للإيثيريوم بأكثر من 25% ليصل إلى 11.42 مليار دولار، ما يدل على عودة اهتمام المستثمرين. وفي السياق عينه، تُظهر بيانات “Coinglass” أن حجم تداول المشتقات ارتفع بنسبة 21.9% ليبلغ 37.36 مليار دولار، إلا أن انخفاض المراكز المفتوحة بنسبة 1% يشير إلى أن بعض المتداولين بدأوا بالانسحاب، في حين يركز آخرون على استغلال التقلبات قصيرة الأجل.

في هذا الإطار، تتزايد القناعة المؤسسية خلف الكواليس بشكل مطّرد، ما يعكس دعمًا قويًا للرؤية طويلة الأجل للإيثريوم. وتشير بيانات “SoSoValue” إلى أن صناديق تداول الإيثريوم الفورية سجّلت تدفقات إيجابية للسنة الرابعة على التوالي، محققة 281 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي فقط. وقد ارتفعت الأصول الصافية لهذه الصناديق إلى أكثر من 9.6 مليار دولار، في دلالة على أن التمويل التقليدي بات يخصص استثمارات فعلية بدلًا من الاكتفاء بالمتابعة من بعيد.

وتُترجم هذه الثقة المؤسسية إلى خطوات استثمارية ملموسة. ففي 2 يونيو، جمعت شركة SharpLink Gaming، المدرجة في بورصة ناسداك، 425 مليون دولار لبدء تجميع الإيثريوم ضمن خزينتها. وقادت جولة التمويل شركة ConsenSys العملاقة، المتخصصة في تقنيات الإيثريوم، كما انضم المؤسس المشارك جوزيف لوبين إلى مجلس إدارة SharpLink. وفي خطوة موازية، وسّعت شركة Abraxas Capital البريطانية نطاق استثماراتها في الإيثريوم خلال مايو، لترفع إجمالي استثماراتها إلى أكثر من 800 مليون دولار.

وفي تطور إضافي، تشير تقارير حديثة إلى أن البنوك الأمريكية حصلت على الضوء الأخضر لإيداع الإيثريوم، ما يفتح الباب أمام تدفقات محتملة بمليارات الدولارات. وقد انعكس هذا الانفتاح على السلسلة مباشرة، حيث ارتفعت ودائع الإيثريوم على منصة Lido بنسبة 5% خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى 9.5 مليون إيثيريوم. ووفقًا للمحلل الشهير Merlin the Trader، فقد تجاوزت كمية الإيثيريوم المُودعة على الشبكة 32.8 مليونًا، ما يعادل أكثر من 100 مليار دولار تم تقييدها فعليًا، ويُسهم في تقليص المعروض النقدي.
ويُعزز هذا الزخم أيضًا دخول لاعبين كبار في المشهد مثل بلاك روك وجي بي مورغان، واللذَين إما زادا استثماراتهما في الإيثيريوم أو شرعا ببناء بنية تحتية تعتمد عليه، ما يشكّل تصويتًا صامتًا لكنه قوي على الثقة في مستقبل الشبكة.

وعلى الصعيد الفني، يتحرك الإيثريوم حاليًا بالقرب من النصف السفلي لنطاق مؤشر بولينجر باند. ويبلغ مؤشر القوة النسبية (RSI) 51، وهو ما يشير إلى حالة تردد في السوق. كما يُظهر تقاطع وتباعد المتوسطات المتحركة (MACD) إشارات هبوطية ضعيفة، فيما يقترب مؤشر القوة النسبية العشوائي من منطقة ذروة البيع.
وتتجه المؤشرات قصيرة الأجل، مثل المتوسطات المتحركة البسيطة (SMA) والوسطية الأسية (EMA)، نحو الهبوط، مما يُشير إلى ضغط بيعي محتمل. ومع ذلك، لا تزال المتوسطات المتحركة طويلة الأجل لـ 50 و100 و200 يوم تُظهر اتجاهًا إيجابيًا قويًا، ما يعزز من صمود الاتجاه العام الصاعد.
وبناءً على ذلك، قد يستهدف المتفائلون مستوى 2,700 دولار وربما أكثر، في حال استمر التراكم المؤسسي ونجح الإيثيريوم في استعادة مستوى 2,560 دولارًا. وعلى المدى القصير، فإن تجاوز مستوى 2,700 دولار قد يمهّد الطريق نحو 2,850 دولارًا. في المقابل، قد يستعيد المتشائمون السيطرة إذا فشل الإيثيريوم في الحفاظ على مستوى الدعم عند 2,430 دولارًا، ما قد يؤدي إلى إعادة اختبار النطاق بين 2,300 و2,250 دولارًا في حال حدوث إغلاق يومي دون هذا المستوى.