الإمارات وأميركا تبحثان التعاون التكنولوجي في لقاء الشيخ طحنون

التقى نائب حاكم أبوظبي ومستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، بـ “ديفيد ساكس”، المستشار البارز في البيت الأبيض لشؤون العملات الرقمية والذكاء الاصطناعي، لاستكشاف آفاق جديدة لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي.
يُسلط هذا الاجتماع رفيع المستوى، الذي عُقد خلال زيارة السيد ساكس إلى دولة الإمارات، الضوء على الشراكة المتنامية بين الإمارات والولايات المتحدة في ميدان التقنيات المتقدمة. وقد نشر الجانبان صورًا من لقائهما عبر منصة “X”، مؤكدين أهمية المحادثات الاستراتيجية التي جرت بينهما.
وكتب الشيخ طحنون في منشوره: “يعكس حوارنا الزخم المتواصل في العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والولايات المتحدة، حيث يُعد التعاون في التقنيات المتقدمة حجر الأساس لبناء مستقبل رقمي ذكي ومستدام يُلبي طموحات الأجيال القادمة”.
من جهته، شدد السيد ساكس على ضرورة تعزيز التحالفات التكنولوجية الأميركية، مستشهدًا بكلمة نائب الرئيس فانس في باريس بشأن الذكاء الاصطناعي، حيث أكد أن “الولايات المتحدة يجب أن تكرّس نفسها لتكون الشريك المفضل لأصدقائنا وحلفائنا، وإلا فإن الآخرين سيملؤون هذا الفراغ. صحيح أن الشركات الأمريكية لا تزال تملك أفضل التقنيات، لكننا لم نعد الخيار الوحيد المتاح”.
تعميق العلاقات قبل الزيارة الرئاسية
يأتي هذا اللقاء في توقيت حساس، قبل أيام من الزيارة الرسمية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دولة الإمارات كرئيس. ومن المقرر أن تشمل جولته في الشرق الأوسط محطات في السعودية وقطر، في مؤشر إلى الأهمية الاستراتيجية المتزايدة للمنطقة ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
ديفيد ساكس، الذي يُعد من أبرز الشخصيات في وادي السيليكون والمستشار التكنولوجي المقرب من الرئيس ترامب، يتصدر جهود صياغة السياسة الأمريكية في مجالي الأصول الرقمية والذكاء الاصطناعي. ففي مارس الماضي، نظّم ما وصفه ترامب بـ “أول قمة للعملات المشفرة في البيت الأبيض”، ما شكّل تحولًا ملحوظًا في موقف الإدارة من هذا القطاع.
بعد أن كان من المنتقدين للعملات الرقمية، تحول ترامب إلى أحد أبرز المؤيدين لها. وتجلّى هذا التحوّل في القمة التي جمعت نخبة من قادة القطاع، من بينهم برايان أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لشركة “كوين بيس”، وفلاد تينيف، الرئيس التنفيذي لشركة “روبن هود”، وسيرجي نازاروف من “تشين لينك”، وبراد جارلينجهاوس من “ريبل”، وأرجون سيثي من “كراكن”.
أجندة استراتيجية أوسع
يأتي التعاون الأخير بين الشيخ طحنون والسيد ساكس استكمالًا للجهود الدبلوماسية لتعزيز الشراكات الاقتصادية والتكنولوجية. ففي مارس الماضي، زار الشيخ طحنون العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تركزت محادثاته مع المسؤولين الأمريكيين على ملفات متعددة تشمل استثمارات الطاقة، والشراكات الاقتصادية، وتطورات الذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية لمراكز البيانات.
وتُشكل هذه الحوارات جزءًا من استراتيجية أوسع لدولة الإمارات تهدف إلى ترسيخ موقعها كمركز عالمي للتقنيات الناشئة، مع توسيع نطاق علاقاتها مع شركاء دوليين بارزين، في مقدمتهم الولايات المتحدة.