“ديترويت” تعتزم قبول العملات الرقمية لسداد الضرائب

من المقرر أن تصبح “ديترويت” أول مدينة أميركية كبرى تقبل العملات الرقمية كوسيلة لسداد الضرائب والرسوم، في خطوة جريئة تهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز حيوي للابتكار التكنولوجي وتعزيز النمو الاقتصادي.
أعلنت المدينة، في بيان رسمي يوم الخميس، أن سكان ديترويت سيتمكنون، بدءًا من منتصف عام 2025، من تسديد مستحقاتهم المالية باستخدام العملات الرقمية الرائدة مثل بيتكوين وإيثيريوم، وذلك من خلال منصة دفع آمنة ومبتكرة تدعمها شركة “باي بال”.
يأتي هذا القرار كجزء من رؤية المدينة الطموحة لتحديث خدماتها البلدية وتوسيع نطاق الشمول المالي، لا سيما للفئات التي تواجه صعوبة في الوصول إلى الخدمات المصرفية التقليدية.
وفي هذا السياق، صرح عمدة المدينة “مايك دوجان” قائلًا: “تسعى ديترويت جاهدة لبناء بيئة محفزة للابتكار التكنولوجي، تساهم في تمكين سكانها ورجال أعمالها. ونحن فخورون بأن نكون في طليعة المدن الأميركية التي تستكشف التطبيقات العملية لتقنية البلوكتشين في المجال البلدي”.
نظرًا للتذبذبات الشديدة في أسعار العملات الرقمية، قررت المدينة اتخاذ إجراءات لتقليل المخاطر المرتبطة بذلك. سيتم تحويل جميع المدفوعات بالعملات الرقمية إلى الدولار الأمريكي فور استلامها عبر منصة باي بال قبل إيداعها في حسابات المدينة.
كانت باي بال قد دخلت عالم العملات الرقمية في أكتوبر 2020، مما سمح لعملائها في الولايات المتحدة بشراء وبيع مجموعة متنوعة من الأصول الرقمية. وفي خطوة نحو تعزيز الاستقرار المالي، أطلقت باي بال عملتها المستقرة PYUSD في أغسطس 2023، وهي عملة رقمية مرتبطة بالدولار الأميركي. هذا الإجراء يهدف إلى توفير وسيلة دفع مستقرة يمكن استخدامها في المعاملات اليومية، مما يقلل من تأثير تقلبات أسعار العملات الرقمية.
من المتوقع أن يساهم تحويل المدفوعات إلى دولار أميركي، بالإضافة إلى استخدام عملة PYUSD المستقرة، في تعزيز الثقة في النظام المالي للمدينة وتسهيل عمليات الدفع.
بالإضافة إلى تبني حلول دفع مبتكرة، تدعو مدينة “ديترويت” خبراء ومبتكري تقنية البلوكتشين إلى تقديم أفكار مبتكرة لتطبيق هذه التقنية في مختلف جوانب الحياة المدنية، وذلك وفقًا للبيان الصادر عن المدينة.
هذا ويرحب جاستن أونوينو، مدير ريادة الأعمال والفرص الاقتصادية في ديترويت، بأي اقتراح يمكن أن يساهم في تعزيز الشفافية والأمان والكفاءة في العمليات الحكومية. وأضاف أونوينو: “نؤمن بأن تقنية البلوكتشين تمتلك القدرة على توسيع آفاق الابتكار وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين”.
إلى ذلك، تهدف “ديترويت” من خلال هذه المبادرة إلى ترسيخ مكانتها كمركز جاذب للشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، وتوفير بيئة محفزة للابتكار.
تأتي هذه الخطوة لتضاف إلى سلسلة من المبادرات المشابهة التي تشهدها الولايات المتحدة، حيث تتجه العديد من الولايات، مثل كولورادو ويوتا ولويزيانا، نحو قبول المدفوعات بالعملات الرقمية مقابل بعض الخدمات الحكومية.