غير مصنفإختيار المحررتقاريرشبكات بلوكتشينمساحة رأيويب 3.0

دمج البلوكتشين والذكاء الاصطناعي سينقل الاقتصاد العالمي إلى بُعدٍ جديد

جذبت تطبيقات تقنيات الذكاء الإصطناعي والبلوكتشين اهتمام العالم أجمع في الآونة الأخيرة وأصبحت محور الحديث ضمن هواة التكنولوجيا، وكذلك أيضاً قطاع العملات الرقمية (الكريبتو) الذي أصبح جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي الحديث. في هذا السياق، فكرة بارزة لا بدّ من تناولها مع وصول التقنيات الجديدة لذروتها، ألا وهي كيفية دمج تقنيات البلوكتشين والعملات الرقمية والذكاء الاصطناعي في آنٍ واحد. ولا شكّ أن دراستها من أجل الفهم الأكبر لأثرها يشكل عملية مهمة تدفع الى التقدم الأكبر بها أيضاً.

تعتبر عملية دمج البلوكتشين والذكاء الاصطناعي أو العملات الرقمية والذكاء الإصطناعي خطوة متقدمة للغاية في التكنولوجيا الرقمية، وقد ينتج عنها تحولات نوعية في مختلف القطاعات التكنولوجية والمالية والاقتصادية. ولهذا الدمج فوائد كثيرة وربما تحديات أيضاً لما يميزه من مزايا كبيرة للتقدم بمجرد مزيج يجمع بين أحدث التقنيات التي شهدها العالم في العقود السابقة. هذا المقال سيبحث بعمق في تلك المزايا، وفي التطبيقات المحتملة لهذا الدمج وأثره على الاقتصاد العالمي.

فوائد دمج البلوكتشين والعملات الرقمية والذكاء الاصطناعي

بالحديث حول فوائد دمج تقنيات البلوكتشين والعملات الرقمية والذكاء الاصطناعي تشير الدراسات إلى أن هذه الفوائد ستعود أولاً على هذه التقنيات نفسها بالإيجابيات الكبيرة. كما سيؤدي دمجها إلى التطور في تطبيقاتها المحتملة لا بل سينقلها إلى مراحل أخرى أهم مما هي عليه الآن عدا عن آثارها الكبيرة على الأعمال والتطبيقات في سائر القطاعات المرتبطة بها.

هذا الدمج لديه القدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي نؤدي بها أعمالنا ونتفاعل مع بعضنا البعض. البلوكتشين، تقنية البيانات الموزعة التي توفر أماناً وخصوصية أكبر من الأنظمة المركزية التقليدية والعملات الرقمية (المشفرة) وهي ممثلات رقمية مالية متطورة يمكن استخدامها لشراء السلع والخدمات وحفظ القيمة. أما الذكاء الاصطناعي فهو شكل من أشكال علوم الحاسوب التي تتعامل مع قدرة الآلات على تعلم المعرفة وفهمها وتطبيقها. يجلب دمج هذه التقنيات الثلاث عدداً من الفوائد للقطاعات والشركات والأفراد على حد سواء.

أولاً، يمكن أن يوفر دمج هذه التقنيات مزايا الأمان والخصوصية المعززين للبيانات والمعاملات. ففي حين توفر تقنية البلوك تشين منصات آمنة ولامركزية لتخزين البيانات والمعاملات، توفر العملات الرقمية كذلك ميزة إضافية للأمان، حيث يمكن استخدامها لإنجاز المعاملات دون الحاجة إلى طرف ثالث. أما ما يمكن أن يساعد به إضافة الذكاء الاصطناعي أيضاً فهو تحديد وكشف عمليات الاحتيال المحتملة والتهديدات السيبرانية، كما يمكن أن يوفر قوة إضافية لميزة الأمان للمعاملات الرقمية.

ثانياً، يمكن أن يؤدي دمج هذه التقنيات إلى تحسين سرعة ودقة المعاملات وتوفير أتمتة العمليات باستخدام الذكاء الاصطناعي.

ثالثاً، يفيد هذا الدمج بميزة تحسين كفاءة العمليات التجارية. فالعقود الذكية والعمليات الآلية التي تتيحها تقنية البلوكتشين يكمّلها استخدام الذكاء الاصطناعي عبر القدرة على تحليل بيانات العقود والعمليات وتقديم رؤى يمكن أن تساعد الشركات على اتخاذ قرارات أفضل.

يمكن أن يفتح دمج هذه التقنيات أيضاً فرصاً جديدة للشركات. فبينما توفر البلوك تشين منصة للتطبيقات الموزعة، يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على تحديد الاتجاهات والفرص وتقديم الرؤى حول احتياجات العملاء وسلوكياتهم وكل ما يتعلق بهم لجذبهم أكثر ولتطوير أعمال الشركة. وسيسمح الوصول إلى هذا النوع من التقنيات العملاقة للشركات التي ستعتمدها بإنشاء أنواع جديدة من التطبيقات اللامركزية وتطوير أشكال متقدمة من التعلم الآلي التي ربما كانت مستحيلة في الماضي.

التطبيقات والآثار المحتملة لدمج البلوكتشين والذكاء الاصطناعي

إن الجمع بين تقنية البلوكتشين والذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى إطلاق جيل جديد من التطبيقات القوية والآمنة اللا مركزية، إضافةً إلى انعكاسات إيجابية على مجموعة متنوعة من القطاعات بما في ذلك التمويل والرعاية الصحية والقطاعات الحكومية وتجارة التجزئة وغيرها الكثير.

في مجال الرعاية الصحية، يمكن أن يتيح الجمع بين البلوكتشين والذكاء الاصطناعي المشاركة الآمنة لبيانات المرضى، مع توفير طريقة آمنة وشفافة لتتبع السجلات والمعلومات والملفات الطبية والتحقق منها. هذا يمكن أن يحسن دقة بيانات المريض ويقلل من مخاطر الأخطاء الطبية.

في القطاعات الحكومية، يمكن استخدام تقنيات البلوكتشين والذكاء الاصطناعي لحماية البيانات وتقليل مخاطر الاحتيال، مع توفير السبل الآمنة لتتبع السجلات الحكومية والعودة إليها في أي وقت. وهذا يمكن أن يساعد في الحد من الفساد نظراً للشفافية التي توفرها تقنية البلوكتشين وزيادة كفاءة العمليات الحكومية.

أما في مجال البيع بالتجزئة، فيتيح دمج البلوك تشين والذكاء الاصطناعي المعالجة الآمنة والشفافة مع توفير طريقة سريعة وسهلة لتتبع مشتريات العملاء والتحقق منها. يساعد هذا في تقليل عمليات الاحتيال وحماية بيانات العملاء وتحسين دقة بيانات شراء العملاء.

ما هو أثر دمج البلوكتشين والذكاء الاصطناعي على الاقتصاد العالمي؟

لا شكّ اليوم أن التأثير المحتمل على الاقتصاد العالمي نتيجة دمج تقنية البلوكتشين والعملات الرقمية والذكاء الاصطناعي كبير ويتجسد في مزايا كثيرة أهمها:

  • زيادة الكفاءة: تبسيط الاقتصاد العالمي الواسع والمعقد من خلال توفير معاملات أسرع وأكثر أمان. سيساعد هذا العامل الشركات على توفير الوقت والمال.
  • زيادة الشفافية: توفير بيانات موزعة لا مركزية للاقتصاد عالمياً غير قابلة للتغيير وبشفافية عالية لجميع المعاملات. سيساعد هذا في ضمان تسجيل جميع المعاملات وتتبعها بدقة عبر الحدود.
  • خفض عمليات الاحتيال: الكشف عن المعاملات المشبوهة في الصفقات الكبرى عالمياً وعن احتمالية الاحتيال في صفقات معينة قبل أن تحدث.
  • تعزيز الأمان: توفير ظروف الأمان والخصوصية المعززة عبر الذكاء الاصطناعي وعن طريق تشفير البيانات. يساعد هذا في حماية البيانات الشخصية والمالية للمستخدمين حول العالم.
  • زيادة الاستثمار: جذب المزيد من المستثمرين إلى الاقتصاد العالمي لأنه يوفر معاملات أكثر سهولة وشفافية وكفاءة وحتى أقل تكلفة.
  • التوسع العالمي: توسيع الاقتصاد العالمي من خلال ربط البلدان ببعضها البعض وتسهيل عمل الشركات عبر الحدود.
  • خلق فرص العمل: خلق وظائف جديدة من نوعها تعتمد على التقدم العلمي في الاقتصاد العالمي حيث يتم تطوير التقنيات وتنفيذها وبطرق وفرص عابرة للحدود.

تعد إمكانية الدمج بين تقنية البلوك تشين والذكاء الاصطناعي تطوراً واعداً من المتوقع أن يحقق العديد من الفوائد للشركات والمؤسسات والحكومات حول العالم. ومن خلال التركيز على قوة كلتا التقنيتين، يمكن للمؤسسات الإستفادة بشكلٍ تحولي كبير عبر تحسين دقة البيانات وأمانها، وتحسين تجارب العملاء، وخفض التكاليف مع توفير منصات آمنة وفعالة لإجراء الأعمال.

أما ومع استكشاف إيجابيات هذا الدمج بشكل أكبر في المستقبل، يجب أن تكون الشركات مستعدة بالمقابل للاستفادة من الفرص التي يمكن أن تجلبها هذه التكنولوجيا المركبة الفائقة التطور. إلى هذا نتساءل يا تُرى، ما هي التطبيقات الجديدة التي يمكن أن يوفّرها دمج أحدث تقنيات العصر كالبلوكتشين والعملات الرقمية والذكاء الاصطناعي إلى الساحة العالمية في السنوات القادمة؟

غوى أسعد

غوى أسعد، صحافية ومحررة باللغة العربية في موقع "أنلوك بلوكتشين"، حازت على شهادة جامعية باختصاص "الصحافة وعلوم الإعلام" من الجامعة اللبنانية- كلية الإعلام، مهتمة بمعرفة المزيد وبالكتابة الصحفية المتخصصة عن تقنية "البلوكتشين" والعملات الرقمية وكل التقنيات المستجدة المرتبطة بهذا المجال. عملت سابقًا في مؤسسات إعلامية لبنانية. تتخصص الآن في مجال الصحافة، مهنيًّا وأكاديميًّا، تحضيرًا لنيل شهادة الماجستير في الصحافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى