أخبار عالميةأسواقأصول ممثلة رقميًاشركاتمساحة رأيمنصات تداول

“سوق الكريبتو” خلال 2022: إنهيارات وإفلاسات بالجملة.. هل يكون العام المقبل أفضل؟

على الرغم من التطور السريع والكبير لقطاع التكنولوجيا الرقمية والنجاحات التي نتجت عنه خلال هذا العام، إلّا أنّ مصير”سوق الكريبتو” أو العملات الرقمية، كان أسوداً هذا العام. لم يعد خافياً على أحد أن عام 2022 كان من أسوء الأعوام في مجال العملات الرقمية، فالإنهيارات والإفلاسات كانت بالجملة، والخوف سيد الموقف.

شهد سوق العملات الرقمية خلال عام 2022، تأرجحًا واسعًا في الأسعار وخسرت العملة الأبرز “البيتكوين” ما يقارب 70 في المئة من سعرها منذ أواخر العام الماضي حتى اليوم. ويشمل هذا التراجع كلّ العملات تقريبًا، من بينها “إيثيريوم” رغم طرحها لنظام الدمج. أمّا الختام هذا العام لم يكن “مسكاً، فالانهيارات توالت حتّى بلغت ذروتها مع انهيار منصّة “أف تي أكس – FTX”. إليكم إذاً أبرز ما شهده سوق الكريبتو هذا العام!

تسلا” تتخلص من 75٪ من مقتنياتها من البيتكوين
تصدرت تصنيع السيارات الكهربائية “تيسلا – “Tesla عناوين الصحف في فبراير 2021، عندما استثمرت 1.5 مليار دولار في البيتكوين بعد تغيير سياستها الاستثمارية في يناير للسماح للشركة بالاحتفاظ بالعملات الرقمية.
في يوليو 2022 ، كشفت الشركة أنها باعت 75 ٪ من ممتلكاتها من عملة البيتكوين بقيمة 936 مليون دولار تقريبًا، مع خطاب المساهم الذي ذكر أن ضعف أداء “البيتكوين” كان له تأثير سلبي على ربحية الشركة خلال الربع الثاني، عندما سجلت 2.5 مليار دولار في الدخل التشغيلي.
لكن على الرغم من التخلص من معظم مقنياتها من عملة البيتكوين الخاصة بها، كانت Tesla لا تزال تحتفظ بما قيمته 222 مليون دولار من “الأصول الرقمية” في ميزانيتها العمومية حتى نهاية يونيو.

عملية ترقية الإثيريوم
اكتملت عملية ترقية بلوكتشين الإيثيريوم في منتصف شهر سبتمبر من هذا العام، وهي أكبر عملية ترقية لشبكة بلوكتشين وأكثرها طموحًا حتى الآن، في خطوة تستهدف توفير الطاقة وتحسين أداء الشبكة.
وتعد هذه أكبر ترقية على الإطلاق لشبكة الإيثيريوم، حيث اعتبر الخبراء أنها عملية تغيير قواعد اللعبة للقطاع الرقمي بأكمله.
وغالبًا ما يتم انتقاد العملات الرقمية مثل الإيثيريوم والبيتكوين بسبب عملية التعدين لتوليد عملات جديدة، حيث يعمل المعدنون في جميع أنحاء العالم من خلال أجهزة الحاسب الآلي والتي تعمل على حل المعادلات الرياضية من أجل التحقق من صحة المعاملات، وهي عملية تستخدم الكثير من الطاقة.
وبحسب صحيفة “بلومبرغ”،قال الخبراء إن هذه الخطوة ستجعل البروتوكول أكثر أمانًا واستدامة، كما ستساهم في انخفاض استهلاك الطاقة في شبكة إيثريوم بنسبة 99 في المئة. والجدير بالذكر أن بعد عملية الدمج، قفز سعر الإيثيريوم لأكثر من 3 في المئة خلال ساعة.
هذا واحتفل “فيتاليك بوتيرين”، المؤسس الشريك لشركة “إيثيريوم”، بالحدث على “تويتر”، قائلاً إنها كانت “لحظة كبيرة لبيئة إيثيريوم التقنية”.
وقال: “لقد كان اعتماد آلية إثبات الحصة حلمًا لبيئة “إيثيريوم” التقنية منذ البداية تقريبًا”.

إفلاس “سلسيوس” و”فويجير”
في أواخر يونيو، أوقفت منصة “سيلسيوس – Celsius” جميع مستخدميها الذين يقدر عددهم بنحو 500 ألف مستخدم، من سحب أموالهم بسبب “ظروف السوق القاسية”.
تقدّمت منصة “سلسيوس” الأميركية بطلب إعلان إفلاسها رسمياً في منتصف شهر يوليو، في إشارة إلى عمق المشاكل والاضطرابات التي يعانيها سوق العملات الرقمية بعد توالي رفع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة وتأثيرها السلبي على القطاع بإكمله.
هذا وتقدمت منصة “فويجير ديجيتال – Voyager Digital” هي الأخرى بطلب للإفلاس لمحكمة في نيويورك، بعد أسبوع من تعليقها عمليات السحب والتداول، وعدم تلقيها مدفوعات مستحقة لقروض تتجاوز قيمتها 650 مليون دولار. وقدّرت الشركة في ملف الإفلاس أن لديها أكثر من 100 ألف دائن، وبحسب الطلب المقدم، فإن أصولها تتراوح بين مليار و10 مليارات دولار، وفي المقابل تتراوح قيمة التزاماتها بين مليار و10 مليارات دولار.

“بيتكوين”.. أكبر خسارة في تاريخها
أدّى تراجع سعر البيتكوين إلى شعور المستثمرين بالإحباط، نظراً لأهميتها وقيمتها وتاريخها، ليتبعها تراجع العملات الرقمية الأخرى.
جاءت عملة “بيتكوين” في صدارة العملات الرقمية الخاسرة، إذ سجلت خسائر قاسية خلال 2022 بلغت نسبتها 66.5 في المئة بعد أن فقدت نحو 33800 دولار متراجعة من مستوى 50809 دولارات بداية العام إلى نحو 17009 دولارات مع نهايته، وهو أدنى مستوى للعملة الأقوى في سوق العملات الرقمية منذ جائحة كورونا.
كما هوت قيمتها السوقية المجمعة بنسبة 66 في المئة متكبدة خسائر بلغت نحو 633.7 مليار دولار بعد أن تراجعت قيمتها الإجمالية من مستوى 960.8 مليار دولار في بداية العام إلى مستوى 327.1 مليار دولار بنهايته، مستحوذة على حصة سوقية تبلغ نسبتها 38.82 في المئة من إجمال القيمة السوقية للعملات الرقمية التي يجري التداول عليها، فيما استحوذت على نحو 47.3 في المئة من إجمال خسائر السوق خلال 2022.

“ناسداك” تتخذ أول خطوة كبيرة نحو مجال العملات الرقمية
في خطوة جديدة، قررت ثاني أكبر بورصة للأوراق المالية في العالم “ناسداك”، دخول عالم العملات الرقمية في أواخر شهر سبتمبر، من خلال تقديم مجموعة جديدة من الخدمات المتخصصة بالأصول الرقمية في البداية كخدمات الحفظ الأمين الأصول لعملة بيتكوين وإيثيريوم للمستثمرين المؤسسيين، بحسب ما ذكره نائب الرئيس التنفيذي للشركة ورئيس أسواق أميركا الشمالية، تال كوهين. وكذلك قد عيّنت ناسداك، إيرا أورباخ، الذي أدار خدمات الوسيط الرئيسي في بورصة “Gemini” للعملات الرقمية، لتكون رئيسة وحدة الأصول والعملات الرقمية الجديدة في ناسداك.

“جي بي مورجان” يدخل عالم التداول بالعملات الرقمية
سجل بنك “جي بي مورجان” رسمياً علامة تجارية لمحفظة للعملات الرقمية، ويخطط لتزويد المستخدمين بتحويلات إلكترونية للعملات الافتراضية عبر شبكة كمبيوتر عالمية، كما تغطي العلامة التجارية أيضاً التبادل المالي للعملات الرقمية بالإضافة إلى معالجة الدفع بالعملات الرقمية.
واقترح البنك نظام دفع على غرار البيتكوين في عام 2013، في عام 2018، قدمت براءة اختراع لنظام دفع من نظير إلى نظير يستخدم بلوكتشين للتسويات داخل البنوك وفيما بينها.

تسريحات بالجملة
شهدت شركات التكنولوجيا الكبرى ومنصات التداول بالعملا الرقمي مموجة كبير من التسريحات، أهمّها: تسريح “ميتا” لـ 13٪ من موظفيها أو أكثر من 11 ألف موظف، وقرر رئيسها التنفيذي “مارك زكربورغ” تقليص حجم الفريق بنحو 13٪ والسماح لأكثر من 11000 من الموظفين الموهوبين بالرحيل. كما اتخذت الشركة أيضًا عددًا من الخطوات الإضافية لتصبح الشركة أكثر رشاقة وفعالية من خلال خفض الإنفاق التقديري وتمديد تجميد التوظيف حتى الربع الأول من العام المقبل. وبعد استحواذ “ماسك” على تويتر، قلّص أيضاً عدد الموظفين إلى النصف.
وعلى صعيد منصات الكريبتو، تستمر Amber Group ، إحدى منصات التداول بالعملات الرقمية الرائدة في آسيا، في تسريح الموظفين وتعليق جولة التمويل وسط الاضطرابات في قطاع الأصول الرقمية بعد إفلاس منصة “إف تي أكس – FTX”.

“جيميناي” حاولت استرداد 900 مليون دولار من “جينيسيس”
أعلنت “جيميناي-Gemini” عن تشكيل شكلت لجنة دائنين لاسترداد الأموال من “جينيسيس-Genesis” والذراع الكبرى ” Digital Currency Group- DCG” نظراً لحاجتها لاستعادة أموالها في الوقت الفعلي.
وذكرت صحيفة “فاينانشال تايمز-Financial Times” أن وسيط العملات الرقمية “جينيسيس-Genesis” والشركة الأم Digital Currency Group (DCG) تدينان لمنصة الإقراض للعملات الرقمية(المشفرة) “Gemini” بمبلغ 900 مليون دولار. ولهذا السبب، كانت الشركة تحاول استرداد الأموال بعد تأثر “Genesis” بانهيار “FTX” خوفاً من إفلاسها وعجزها فيما بعد عن رد المبلغ.
وزيادةً على ذلك، تدين أيضاً شركة رأس المال الاستثماري “Digital Currency Group”، بمبلغ 575 مليون دولار استحوذته لذراعها “Genesis”، حسبما أخبر الرئيس التنفيذي للعملة الرقمية باري سيلبرت المساهمين الشهر الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن مجموعات الدائنين التي تتفاوض مع جينيسيس تمثل حالياً 1.8 مليار دولار من القروض، ومن المرجح أن يستمر هذا الرقم في النمو.
ووفقاً لرويترز، هناك مجموعة ثانية من دائني جينيسيس، بقروض تصل أيضاً إلى 900 مليون دولار، تمثلها شركة المحاماة بروسكاور روز. وقد حاكت جينيسيس بنك الاستثمار “Moelis & Company” لاستكشاف الخيارات المقبلة بما في ذلك الإفلاس المحتمل.

هزّت صدمات عنيفة أركان سوق العملات الرقمية خلال عام 2022، وسيطرت حالة من الهلع والخوف على هذا القطاع.. فهل نشهد انفراجاً في العام المقبل والمزيد من الأطر التنظيمية التي تحمي المستثمرين وتجذب المزيد من هواة العملات الرقمية؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى