أخبار المنطقةإختيار المحررتعدينتقاريرشركاتمساحة رأيمقابلات خاصة

التنقيب عن الذّهب الرقمي: تعدين العملات الرقمية في دول الخليج

من عمليات التعدين المنزلية البسيطة إلى المستودعات المليئة بالآلاف من آليات التعدين الأكثر تقدماً وكفاءة من الناحية التقنية. هكذا تندرج عمليات تعدين العملات الرقمية عموماً تحت فئتين: تعدين العملات الرقمية بالتجزئة إذ يقوم المعدنون بهذه الحالة بتعدين العملات الرقمية من المنزل وبالمقابل عمليات التعدين الكبيرة والتي تتوسع على نطاق صناعي إذ تديرها شركات أو مؤسسات أو أفراد ذوي خبرة مالية عالية(HNWIs).

ما هو “تعدين العملات الرقمية”؟

تعرّف منصّة “Binance Academy” مصطلح تعدين العملات الرّقمية بأنّه “عملية التحقق من صحة المعاملات (Transaction Verification) على شبكة البلوكتشين وتدقيقها. ويستلزم هذا العمل موارد حاسوبيّة هائلة، أي آلات تعمل على فكّ شيفرات ومسائل رياضية معقدة للتحقق من صحة البيانات ومن ثم تسجيلها على شبكة البلوكتشين ممّا يحافظ على الأمان والشفافية على هذه الشّبكة. وما إن ينجح المعدّن في فكّ هذه الشيفرات يُكافأ بعملات أو بأجزاء من العملات الرّقمية إضافةً الى جني الأرباح من رسوم المعاملات.”


ويعتبر نشاط تعدين العملات الرقمية مجال يتطلب الاجتهاد والمتابعة المكثفة ويعد مكلف ولكن بالمقابل عمل مربح. ويعد هذا النشاط نقطة جذب للعديد من المستثمرين المهتمين بمجال العملات الرقمية لأنه بنهاية المطاف قطاع يتيح للمعدنين فرص ربح وتلقي الممثلات الرقمية (Crypto Tokens) كمكافآت على نشاطهم التعديني.

وفي هذا السياق، محلياً في دول مجلس التعاون الخليجي اكتسب قطاع تعدين العملات الرقمية (المشفرة) بالتجزئة شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة كوسيلة لكسب الدخل الإضافي. وشاع هذا المجال في دول الخليج لأسباب كثيرة كتمتعها ببعض الظروف الملائمة لهذا النشاط بما في ذلك تكاليف الكهرباء المنخفضة نسبياً وتوفر رؤوس الأموال لشراء معدات التعدين وغيرها من الظروف المناسبة. وتوازياً مع هذا، يتطور كذلك المشهد القانوني والتنظيمي لتعدين العملات الرقمية في دول مجلس التعاون الخليجي وبمساعدة مؤسسات تنظيمية مثل VARA وADGM لما فيها من أهمية لاطلاع معدني العملات الرقمية بأية قوانين أو لوائح تنظيمية ذات صلة وكلٌّ وفق دولته.
ولتغطية هذا الموضوع، تعاون موقع “أنلوك بلوكتشين-UNLOCK Blockchain” مع شركة “CRYPTOMINERS” لتقديم نظرة عامة حول “تعدين العملات الرقمية” وعن أفضل معدات التعدين الموصى بها وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ودول الخليج.
تمتلك “CRYPTOMINERS” متاجر رسمية في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي وتستضيف عشاق مجال العملات الرقمية من جميع أنحاء العالم وتوفر أجهزة التعدين والخدمات الاستشارية. برزت الشركة كأفضل مزود لخدمات تعدين العملات الرقمية في الشرق الأوسط، مما مهد طريق الابتكار والتميز ليس فقط للعملاء، ولكن أيضا لشركائهم في المجال.
يقدم هذا التقرير نظرة عميقة في أعمال تعدين العملات الرقمية في دول مجلس التعاون الخليجي. وأولاً من المهم طرح الفرق بين فئتي التعدين: تعدين العملات الرقمية بالتجزئة وتعدين العملات الرقمية الصناعي.

تعدين العملات الرقمية بالتجزئة مقابل التعدين الصناعي


بشكل عام، كما ذكرنا سابقاً تنقسم عمليات تعدين العملات الرقمية عموماً إلى فئتين: تعدين العملات الرقمية بالتجزئة إذ يقوم المعدنون بهذه الحالة بتعدين العملات الرقمية من منازلهم كهواية وبالمقابل عمليات التعدين الكبيرة الصناعية والتي تتوسع على نطاق صناعي لتديرها شركات أو مؤسسات أو أفراد ذوي خبرة مالية عالية(HNWIs).
وتجدر الإشارة إلى أن نشاط التعدين يمكن أن يكون للمتعة أو الربح أو مزيج من الإثنين معاً. وتختلف ربحية نشاط تعدين العملات الرقمية والنجاح العام بناءً على إعداد الفرد وخبرته وقدرته على التكيف، بالإضافة إلى عوامل أخرى خارجة عن سيطرته المباشرة، مثل سعر الكهرباء لكل كيلوواط / ساعة (kWh) وأوضاع سوق العملات الرقمية وغيرها.

بالنسبة لمعدني العملات الرقمية بالتجزئة، يمكن إجراؤها عبر حلول التعدين عبر التوصيل الشبكي في مساحة مشتركة وتوفر هذه الخدمات البنية التحتية لعمليات التعدين – مقابل سعر معين- وتشمل عادة التخزين والطاقة والتبريد وحتى صيانة الوحدات. يمكن أن يكون هذا خياراً جيداً لأولئك الذين يرغبون في التعدين على نطاق واسع، ولكن ليس لديهم بالضرورة رأس المال لموقع عملية التعدين الشخصية الخاصة بهم أي لإنشاء مزرعة خاصة.
من ناحية أخرى، يشتمل التعدين الصناعي على مستودعات تعدين العملات الرقمية، ومزارع تعدين العملات الرقمية الكبيرة مثل تلك التي تم تطويرها في الدول ذات الطقس البارد، بالإضافة إلى مزارع تعدين العملات الرقمية متعددة الهياكل والموقع.
وفي الواقع، تستخدم العديد من أكبر عمليات تعدين العملات الرقمية مستودعات متعددة لإيواء عملياتها بالكامل – بعضها يستخدم ما يصل إلى 3000 آلة تعدين في وقتٍ واحد. ويتطلب مشروع بهذا الحجم ظروف لوجستية هامة.

تستفيد بعض عمليات التعدين واسعة النطاق من البنية التحتية الصناعية الموجودة مسبقاً، بينما يقوم البعض الآخر ببناء وتوسيع نطاق بصمة التخزين الخاصة بهم بشكل تدريجي. يمكن أن تساعد هذه النمطية في توسيع نطاق العملية بسهولة وكفاءة أكبر بناء على ظروف السوق.
من خلال الكفاءة والحجم والمعرفة التجارية، يمكن لمزارع تعدين العملات الرقمية هذه أن تتنافس بشكل مربح لتعدين بعض العملات التي تتميز بأكبر قدر من منافسة التعدين.

التعدين بالتجزئة في دول الخليج


تختلف نسبة أرباح عملية تعدين العملات الرقمية من بلدٍ إلى آخر. ومع ذلك، تختلف نسبة الربح هذه في جميع أنحاء العالم لكن بهوامش ربح مختلفة قليلاً وذلك بالاعتماد على عامل أساسي وهو الكهرباء. ولهذا السبب، فإن دولة قطر مثلاً، التي تحافظ على بنية تحتية جيدة وقطاع طاقة لتوفير الكهرباء بسهولة، هي أكثر دولة توفر الربح الكبير ما بين دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
ويوجد حالياً أكثر من 250،000 جهاز تعدين في دول مجلس التعاون الخليجي، والعدد يتزايد يوماً بعد يوم. هذا يعني أن العملات الرقمية، لا بل تقنية البلوكتشين باقية، ولكن ماذا عن حال معدني العملات الرقمية؟

في الواقع، يبحث معدنو عملة البيتكوين باستمرار عن مناطق ذات مخاطر سياسية أقل، خاصة بعد أن حصلت الولايات المتحدة على لقب مركز تعدين البيتكوين في العالم – بعد حظر العملات الرقمية في بكين في مايو 2021.
هذا العام، في مارس 2022، أنشأ مشغل الطاقة في ولاية تكساس عملية تقييم أجلت تعدين العملات الرقمية بضعة أشهر. ومع ذلك، فإن معدني العملات الرقمية، وخاصة معدني البيتكوين، في الولايات المتحدة الأميركية يتجهون للعمل في تكساس بسبب انخفاض أسعار الكهرباء وسهولة الشروط التنظيمية، بالنظر إلى أن واشنطن ونيويورك لديهما شروط مقيدة كثيراً على المعدنين بسبب الضغط الكبير على الشبكات المحلية والمخاوف البيئية.
لهذا السبب، يقر معدنو العملات الرقمية بأن الضعوط التنظيمية هي السبب الأساس للبحث والعمل في هذا المجال في مكان آخر وتقودهم للاتجاه إلى الخليج، التي أصبحت منطقة لتعدين العملات الرقمية جاذبة للاهتمام للغاية. ووفقاً للبنك الدولي، تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة 13 من بين أرخص تكلفة للكهرباء من بين 190 دولة في العالم.
وبالأرقام والنّسب، تمثل صناعة التعدين %10 بالمائة من استهلاك الطاقة في العالم. وفي الواقع، يبلغ استهلاك كل جهاز تعدين بالتجزئة حوالي %20-%22 بالمائة من إجمالي استهلاك الطاقة، حيث يتراوح إجمالي استخدام الكهرباء العالمي للأصول الرقمية بين 120 و240 مليار كيلوواط / ساعة سنوياً.
وتقدر “CBECI” أن شبكة العملات الرقمية، وخاصة البيتكوين، ستتسبب في 48.35 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول نهاية هذا العام، وهو أقل بنسبة 14.1% بالمائة من الانبعاثات المقدرة في عام 2021. وذلك لأن تعدين العملات الرقمية يتحول عبر الطاقة المائية، مما يترك الحكومات والمهتمين بحماية البيئة أمام خيار عدم مهاجمة هذه التقنية.

أنلوك تسأل شركة “كريبتو ماينرز”


سألت أنلوك شركة “CRYPTOMINERS” عن الربح والتكتيكات التي يعود إليها المعدنون عندما تنخفض الأسعار بشكل كبير، وأجاب الرئيس التنفيذي لشركة “CRYPTOMINERS”، ناصر الأغا: “يختلف الدخل يومياً، لأنه يعتمد على سعر البيتكوين. من ناحية، إذا كانت أسعار البيتكوين- BTC ضمن نفس النطاق، فستتبع الإيرادات. ومع ذلك، فإن صعوبة تعدين البيتكوين عادة ما تتكيف هبوطاً. قد يؤدي اتجاه السعر إلى أزمة لمعدني العملات الرقمية بالتجزئة. من ناحية أخرى، يمكن للمرء أن يعتبرها فرصة رائعة لأولئك الذين يتطلعون إلى الغوص في التعدين”.
وتابع: “ليس هناك شك في أن سعر البيتكوين BTC عانى من خسائر في الأسعار خلال الأشهر الماضية، مما ترك نماذج أجهزة التعدين السابقة غير مربحة. لذا، فإن إيقاف تشغيلها هو حل واضح لتجنب تحمل التكاليف دون جدوى”.

ما هي معدات التعدين الأكثر استخداماً في الخليج؟


ووفقا لرؤية شركة “CRYPTOMINERS”، واستناداً إلى الأجهزة التي يتم بيعها من قبلهم كشركة، فإن الآلات الرئيسية والأكثر استخداماً في دول الخليج هي سلسلة “Bitmain Antminer S19” (أجهزة البيتكوين)، وسلسلة “L7” (أجهزة Litecoin)، وسلسلة “Goldshell KD” وسلسلة “MicroBT Whatsminer M20” و “M30s”.
عادةً ما يتم استخدام هذه الأجهزة، لأنها الأفضل لأفضل أنشطة التعدين في المنطقة، والتي تشمل تعدين عملات البيتكوين BTC واللايت كوين LTC والدوج كوين Doge وعملة الايثيريوم ETC وكادينا كوين KDA.
وفيما يلي جدول يلخص المعلومات المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى التفاصيل المتعلقة بالأجهزة:

أجهزة التعدين تقنياً


تقنياً، لأجهزة تعدين العملات الرقمية عمر افتراضي معين، والذي عادةً ما يصل إلى أكثر من سنتين. بعد ذلك، يقوم معدنو العملات الرقمية بالتجزئة إما بإغلاق الجهاز أو مقايضته أو بيعه بمجرد أن يبدأ إعطاء عوائد سلبية.
ومع نمو شبكة التعدين وتغير المنافع الرئيسية أو حتى تراجعها، مثل خفض المكافأة إلى النصف، تغيرت منافع عملية التعدين مع الزيادة في تكاليف الطاقة والصعوبات الأخرى.
وكما ذُكِر سابقاً، سيتحول نشاط تعدين العملات الرقمية في المستقبل للاعتماد على مصادر الطاقة البديلة المائية والشمسية وغيرها من المصادر المتجددة، مما يجعله أكثر قابلية للإدارة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التكتيكات والحلول مثل كتل المياه والتبريد بالغمر وخيارات O / S البرمجية هي الآن في المعادلة، وستكون متاحة قريبا من قبل شركة “CRYPTOMINERS” أي في الخليج كما علمت أنلوك.

وفيما يتعلق بالتبديل إلى شبكاتٍ أخرى فهذا أمر لا شك فيه، إذ أنه عندما تنتهي عملات البيتكوين التي يتم تعدينها في وقتنا الحالي، بالتالي يمكن نقل الجهاز إلى شبكة أخرى لكن بالاعتماد على الخوارزمية ذاتها.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بدمج شبكة إيثيريوم الناجح الذي حدث سابقاً هذا العام، تحولت معظم الأجهزة إلى شبكة الإيثيريوم التي أصبحت تعتمد آلية إثبات الحصة(POS) عوضاً عن آلية إثبات العمل(POW)، مما جعل صعوبة التعدين عالية لتلك العملة. وهنا أصبح معدنو العملات الرقمية ببساطة مدققين لكل المعاملات القائمة على شبكة إيثيريوم الجديدة.

كيف أثرت ظروف السوق؟


لم تكن ظروف سوق العملات الرقمية مثالية مؤخراً، وقد أدى انهيار منصة العملات الرقمية المفلسة “أف تي أكس- FTX” إلى تفاقم الأمر. في الحقيقة، انخفضت قيمة الممثل الرقمي المميز الأصلي لأف تي أكس،”FTT”، مما أدى إلى انخفاض أسعار العملات الرقمية الأخرى أيضاً، بما في ذلك سعر عملة الإيثيريوم- Ethereum والبيتكوين- Bitcoin، والتي وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عامين وجعلت من الصعب على معدني العملات الرقمية بالتجزئة تغطية تكاليفهم وزيادة عائد الاستثمار.
وبالنظر إلى عوامل انخفاض الإيرادات والانهيار المفاجئ لـ “أف تي أكس- FTX”، كان على المستثمرين إعادة النظر في خطتهم بأكملها؛ في حين أن المستثمرين على المدى الطويل وذوي الخبرة فقط رأوا أنها أفضل فترة للدخول في تعدين العملات الرقمية بالمقابل انسحب المستثمرون الأوائل!

ومحلياً على صعيد دول الخليج، لقد شهدت هذه المنطقة زيادة في تعدين العملات الرقمية بالتجزئة، وبرزت شركات مثل “CRYPTOMINERS” كأفضل مزودي هذه الخدمات في المنطقة. وينطوي التعدين الصناعي على استخدام معدات متخصصة ويتطلب موارد كبيرة وبنية تحتية وتخطيط لوجستي دقيق.
أما اليوم فيواجه كل من معدني العملات الرقمية بالتجزئة والصناعيين تحديات مثل تقلب أسعار العملات الرقمية والسوق المنافسة، لكن المكافآت المحتملة التي تنتج عن التعدين الناجح تجعله نشاطاً شائعاً للعديد من المستثمرين.

وحالياً لا شك أن قطاع تعدين العملات الرقمية هو قطاع متجدد ومتطور كما كل القطاعات والتقنيات. واليوم مع بدء اعتماد التقنيات المتجددة والطاقات البديلة من مائية وشمسية في مجال تعدين العملات الرقمية، هل سيزدهر هذا القطاع أكثر وأكثر وهل سيتم تبنّيه عالمياً بشكلٍ أوسع بما أنه قطاع يعود بربحٍ وفير على الرغم من ظروف السوق القاسية التي كانت تساهم في تراجعه؟ وكيف سيكون المشهد في دول الخليج في السنوات القادمة؟

غوى أسعد

غوى أسعد، صحافية ومحررة باللغة العربية في موقع "أنلوك بلوكتشين"، حازت على شهادة جامعية باختصاص "الصحافة وعلوم الإعلام" من الجامعة اللبنانية- كلية الإعلام، مهتمة بمعرفة المزيد وبالكتابة الصحفية المتخصصة عن تقنية "البلوكتشين" والعملات الرقمية وكل التقنيات المستجدة المرتبطة بهذا المجال. عملت سابقًا في مؤسسات إعلامية لبنانية. تتخصص الآن في مجال الصحافة، مهنيًّا وأكاديميًّا، تحضيرًا لنيل شهادة الماجستير في الصحافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى