آخر مستجدات FTX.. تغيير سرّي على برنامج المنصة أتاح استخدام أموال العملاء
في منتصف عام 2020، أجرى كبير المهندسين في FTX تغييرًا سريًا على برنامج منصة تبادل العملات الرقمية، حيث قام بتعديل الكود لإعفاء Alameda Research ، المملوكة لمؤسس FTX، “سام بنكمان فرايد”، من ميزة بيع أصول Alameda تلقائيًا في حال خسرت الكثير من الأموال المقترضة.
في مذكرة شرح التغيير، أكد المهندس “نيشاد سينغ” أنه يجب على FTX ألّا تبيع أبدًا مراكز Alameda. وكتب سينغ في التعليق على كود المنصة، الذي أظهر أنه ساعد في تأليفه: “كن أكثر حرصًا على عدم التصفية”.
هذا وسمح الإعفاء لشركة ألاميدا بالاستمرار في اقتراض الأموال من FTX بغض النظر عن قيمة الضمان الذي يؤمن تلك القروض. ولفت هذا التعديل في الشفرة انتباه لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية، التي اتهمت “سام بنكمان فرايد” بالاحتيال يوم الثلاثاء. وكشفت لجنة الأوراق المالية والبورصات أن التعديل يعني أن ألاميدا لديها “حد ائتماني غير محدود فعليًا”.
علاوة على ذلك ، فإن مليارات الدولارات التي أقرضتها FTX سراً لشركة Alameda خلال العامين المقبلين لم تأت من احتياطياتها الخاصة، بل جاءت من ودائع عملاء FTX الآخرين، على حد قول لجنة الأوراق المالية والبورصات.
ورفضت لجنة الأوراق المالية والبورصات والمتحدث باسم “سام بنكمان فرايد” التعليق على هذه القصة. ولم يرد سينغ على عدة طلبات للتعليق.
إلى ذلك، زعم المنظم الذي أطلق على المنصة إسم “بيت البطاقات” ، أن “سام بنكمان فرايد” أخفى أن FTX حولت أموال العملاء إلى Alameda من أجل القيام باستثمارات غير معلنة، وشراء عقارات فاخرة ، وتبرعات سياسية. كما قدم المدعون العامون الأميركيون ولجنة تداول العقود الآجلة للسلع تهماً جنائية ومدنية منفصلة، على التوالي.
تقدم الشكاوى إلى جانب مستندات FTX التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقًا والتي شاهدتها رويترز وثلاثة أشخاص على دراية بمنصة العملات الرقمية، رؤى جديدة حول كيفية استيلاء “سام بنكمان فرايد” على أموال العملاء وإنفاق المليارات أكثر مما كانت تقوم به FTX دون علم المستثمرين وعملائها و معظم الموظفين.
هذا وقالت شكوى هيئة الأوراق المالية والبورصات إن الإعفاء من التصفية التلقائية المكتوب في ممثل FTX الرقمي سمح لشركة ألاميدا بزيادة حد الائتمان باستمرار حتى “نما إلى عشرات المليارات من الدولارات وأصبح فعليًا بلا حدود”. وكانت إحدى الطريقتين التي قام بهما “بنكمان فرايد” بتحويل أموال العملاء إلى Alameda.
أمّا الأخرى فهي عبارة عن آلية يقوم بموجبها عملاء FTX بإيداع أكثر من 8 مليارات دولار بالعملة التقليدية في حسابات بنكية تتحكم فيها ألاميدا سراً. وقالت هيئة الأوراق المالية والبورصات إن هذه الودائع انعكست في حساب داخلي على FTX لم يكن مرتبطًا بشركة Alameda، مما أخفى مسؤوليتها.
نظرًا لأن “بنكمان فرايد” طوّر FTX إلى واحدة من أكبر منصات العملات الرقمية في العالم، كانت حماية المستهلك أحد المبادئ الأساسية في عرضه لتنظيم العملات الرقمية في الولايات المتحدة. شدد “بنكمان فرايد” على هذا الموضوع في بيانات لا حصر لها للعملاء والمستثمرين والمنظمين والمشرعين. وأوضح أن برنامج التصفية التلقائية لشركة FTX سيحمي الجميع.
وفي شهادته أمام الكونجرس في 12 مايو، وصف برنامج FTX بأنه “آمن ومُختبَر ومتحفظ”.
ولم يخبر المشرّعين عن تغيير البرنامج لإعفاء ألاميدا. وقالت شكوى هيئة الأوراق المالية والبورصات إنه أخبر المستثمرين بالفعل أن ألاميدا لم تتلق أي معاملة تفضيلية من FTX.
