أخبار عالميةإختيار المحررتقاريرشبكات بلوكتشينشركاتمساحة رأيمنصات تداول

“جينيسيس” تُصارع.. هل تستمرّ سلسلة الانهيارات لعمالقة العملات الرقمية؟

آثار وتداعيات دومينو عاصفة الكريبتو، مستمرّة…

أعلنت الشركة الرائدة عالمياً في تداول الأصول الرقمية المؤسسية والإقراض والمشتقات المالية والحفظ وخدمات الوساطة الرئيسية، “جينيسيس-Genesis” عبر تويتر منذ أسبوعٍ أنها اتخذت القرار الصعب بتعليق عمليات الاسترداد مؤقتاً ووقف القروض الجديدة ما بعد إفلاس وانهيار شركة “FTX” وفقدان مجتمع العملات الرقمية للثقة بالمجال.

ليست هذه المرّة الأولى التي تتأثر فيها العملاقة “جينيسيس-Genesis” بانهيار أحد كبار أذرع مجال العملات الرقمية، فقد تأثرت سابقاً أيضاً بإفلاس “Three Arrows Capital” خلال يوليو 2022، وكشفت ذلك بعد أن صرّح الرئيس التنفيذي لـ”جينيسيس”، مايكل مورو، في سلسلة تغريدات على “تويتر”، أنَّ شركة “جينيسيس” تأثرت سلبًا بمجرد الفشل الذي حدث في صندوق التحوط “ثري آروز كابيتال” في تلبية طلب استكمال احتياطي رأس المال(Margin Call).

والآن، كل المعطيات تشير إلى أن ما حصل في الآونة الأخيرة مع شركة “FTX” هو ما سيمدد “شتاء الكريبتو”، إذ يتوقّع انهيار شركات كبيرة بعدها. ومنذ إفصاح “جينيسيس” في 10 نوفمبر أن لديها 175 مليون دولار محتجزة في حساب تداول “إف تي إكس” وتغريدة “DCG” عبر تويتر الأسبوع الماضي بأن “جينيسيس” اتخذت القرار الصعب بتعليق عمليات السحوبات مؤقتاً وأوقفت القروض الجديدة، لا شكّ أنّ جينيسيس تواجه مشكلة خطيرة إذاً. 

جينيسيس تُصارع

تصارع “جينيسيس” اليوم لجمع أموال جديدة لوحدة الإقراض الخاصة بها، وتحذر من إمكانية إعلان إفلاسها إذا فشلت محاولاتها في جمع الاستثمارات وفقاً لمصادر.

وأوضحت تلك المصادر، أن جينيسيس سعت كثيراً للحصول على ما لا يقل عن مليار دولار كرأس مال خارجي جديد.

وأعلن متحدث باسم “جينيسيس” في بيان: “ليس لدينا أي نية لتقديم ملف إفلاس الشركة. هدفنا هو حل الوضع الحالي بالتراضي دون الحاجة إلى التقدم لنحمي الشركة من الإفلاس. تواصل جينيسيس إجراء محادثات بناءة مع الدائنين”.

“بينانس” ترفض الإقراض والتعليق!

وقد رفضت “بينانس-Binance” الاستثمار في الشركة بسبب تضارب محتمل في المصالح مع نموذج أعمال شركة جينيسيس، حسبما قال مصدر مطلع على الأمر لصحيفة وول ستريت جورنال.

على ما يبدو، سعت جينيسيس أيضاً للحصول على استثمار من “أبولو جلوبال مانجمنت-Apollo Global Management”، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستتلقى الأموال اللازمة من شركة إدارة الأصول أم لا.

ماذا بعد؟

تواجه منصات كثيرة حالياً معاناة مع ارتفاع السحوبات من قبل ناشطي العملات الرقمية من المنصات، بعد تخوفهم من الخسارة، بعد أن تسبب ملف إفلاس “إف تي إكس” في اضطراب قطاع العملات الرقمية بالكامل.

فقد أعلنت شركة “جيميني-Gemini”، منصة العملات الرقمية أن عمليات سحب العملاء ستتأخر، نظراً لدور “جينيسيس” كشريك رئيسي في الشبكة لديها. 

ومع العلم أن كل من شركات “DCG” و”Grayscale” و “Genesis”، تمر باضطرابات هائلة، فمن الواضح أن “Genesis” في حاجة ماسة إلى الإستثمار. 

وبما أن “DCG” هي الشركة الأم، ففي حال لم تتمكّن هذه الأخيرة من مساعدة “جينيسيس” فمن المرجح أن تخسر اثنين من أكثر مشاريعها ربحية، فقد حققت “Grayscale” أرباحاً بقيمة 880 مليون دولار وساهمت “Genesis” في حوالي 1 مليار دولار كأرباحٍ لها. ومع تدهور حالة كلتا الشركتين الآن، ستتأثر بذلك حالة “DCG” بشكل سلبي، مما سيؤدي إلى كارثة أخرى أسوأ وأكبر في مجال العملات الرقمية.

“دي سي جي-DCG” تدين مبلغ نصف مليار دولار لـ”Genesis”

قدّمت شركة رأس المال الاستثماري “Digital Currency Group”، الشركة الأم لـ”Genesis Trading” ومدير أصول العملات الرقمية “Grayscale”، مبلغ استدانة بـ575 مليون دولار لذراع إقراض العملات الرقمية في “جينيسيس-Genesis”، حسبما قال الرئيس التنفيذي باري سيلبرت في رسالة إلى المساهمين بعد ظهر يوم الثلاثاء.

وكشف سيلبرت في الرسالة التي اطلعت عليها رويترز أن “قروضاً من جينيسيس جلوبال كابيتال التي علقت سحوبات العملاء الأسبوع الماضي، استخدمت “لتمويل فرص استثمارية” وإعادة شراء أسهم مساهمين من غير الموظفين.” وأضاف أن هذا الدين مستحق في مايو 2023.

وبصرف النظر عن الأموال المستحقة لشركة جينيسيس، فإن الدين الوحيد لمجموعة العملات الرقمية هو تسهيل ائتماني بقيمة 350 مليون دولار من “مجموعة صغيرة من المقرضين” بقيادة شركة الاستثمار “إلدريدج”، بالإضافة إلى مطالبة بقيمة 1.2 مليار دولار قدمتها في يوليو ضد صندوق التحوط للعملات الرقمية المفلس ثري آروز كابيتال. وقد تحملت مجموعة العملات الرقمية (DCG) هذه المسؤولية من جينيسيس.

وصرح سيلبرت “إن DCG لا تزال على وشك تحقيق إيرادات بقيمة 800 مليون دولار هذا العام.”

وعبر تعليق عمليات السحوبات وإيقاف القروض الجديدة مؤقتاً، أشارت “جينيسيس-Genesis Global Capital” إلى “اضطراب السوق غير المسبوق” الذي امتد عبر السوق بعد أن أعلنت منصة FTX للعملات الرقمية إفلاسها. لكن في ذلك الوقت، أعلنت DCG أن عمليات السحب المتوقفة في جينيسيس لم يكن لها أي تأثير على عملياتها أو الشركات التابعة لها.” كما أخبر سيلبرت المساهمين أنه يقدر كلمات الدعم “إلى جانب عروض الاستثمار في DCG” وأنه سيخبر المستثمرين إذا قررت الشركة القيام بجولة تمويل.

السيناريوهات المرجحة

لإيجاد الحلول، يمكن لـDCG الاتجاه لبيع “Grayscale”، مما يساعدها على كسب مبلغ لا بأس به من المال لإعادة تشغيل الأعمال. ومع ذلك، في هذه الحالة سيكون العمل مملوكاً مباشرة من قبل جهة أخرى، مما يجعل من الصعب إعادة دخول هذا المجال بالصورة ذاتها بمجرد أن تصبح جاهزة وهذا سيضعف “DCG” للغاية.

وبالنظر إلى أن الوضع سيء في جميع الأحوال، يتعين على الشركة اتخاذ بعض القرارات الصعبة. ومع ذلك، فمن المتوقع أنها ستذهب للخيار الذي سيوفر لها المزيد من المال، والخيار الذي يسمح لهم بإعادة تشغيلها كلاعب رئيسي بدلاً من الاضطرار إلى القتال ضد لاعب مهيمن.

لذلك، من خلال بيع “Grayscale”، ستقوم “DCG” بالتخلي عن الذراع الأم لجهةٍ أخرى بأقل من قيمتها. ومع ذلك يمكن للعملاق الحصول على الأموال التي يحتاجها وإعادة البناء من النقطة صفر.

وهنا يبرز السؤال الأهم: من هي الشركة التي ستركض للاستحواذ على “Grayscale” من أيدي “DCG”؟

غوى أسعد

غوى أسعد، صحافية ومحررة باللغة العربية في موقع "أنلوك بلوكتشين"، حازت على شهادة جامعية باختصاص "الصحافة وعلوم الإعلام" من الجامعة اللبنانية- كلية الإعلام، مهتمة بمعرفة المزيد وبالكتابة الصحفية المتخصصة عن تقنية "البلوكتشين" والعملات الرقمية وكل التقنيات المستجدة المرتبطة بهذا المجال. عملت سابقًا في مؤسسات إعلامية لبنانية. تتخصص الآن في مجال الصحافة، مهنيًّا وأكاديميًّا، تحضيرًا لنيل شهادة الماجستير في الصحافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى