أخبار المنطقةأخبار حكوميةأخبار عالميةأصول غير قابلة للإستبدالإختيار المحررتقاريرشبكات بلوكتشينقوانين وإجراءاتويب 3.0

د. الزرعوني: “في حال وُجدت منطقة ما لتقفز هذه القفزة ولتحتضن تقنية البلوكتشين فهي منطقتنا وعلى وجه الخصوص دبي والإمارات”

خلال ظهوره الأخير عبر قناة “سي أن بي سي العربية” في برنامج “On the chain” مع الزميلة “Nikita Sachdev”، تطرّق د. مروان الزرعوني، الرئيس التنفيذي لمركز دبي للبلوكتشين وقائد فريق إدارة الأصول الإفتراضية للحديث بشكلٍ خاص حول مركز دبي للبلوكتشين ورؤية الإمارات نحو احتضان تقنيات البلوكتشين والعملات الرقمية والميتافيرس وغيرها. وبالمقابل قدم نظرةً إلى الواقع التطبيقي لهذه الرؤية ولاستراتيجيات دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال.

تحدّث د. مروان الزرعوني أوّلاً عن طبيعة عمله وعن مركز دبي للـ(بلوك تشين) وفريق إدارة الأصول الإفتراضية وأشار إلى أن “مركز دبي للبلوك تشين قد تأسس عام 2018 تحت ظل مبادرة ورؤية المنطقة 2071 ضمن مؤسسة دبي للمستقبل”.

وأوضح د. الزرعوني أن “الهدف الرئيسي لتأسيس مركز دبي للبلوكتشين هو تعريف الأشخاص بهذه التقنية الناشئة “بلوكتشين” وبغرض الترويج لها لخلق نظام إيكولوجي مزدهر يخدم أصحاب المصالح المعنيين بهذا المجال سواء كانت الحكومة في دبي أو القطاع الخاص أو حتى الأوساط الأكاديمية.”

وفي سؤالٍ له حول الحوافز التي تمتاز بها المنطقة والتي تشكل عوامل جذب للشركات لتأسيس مقراتٍ لها في الإمارات، أجاب د. الزرعوني مؤكداً أن “ما كان يفتقده مجال العملات الرقمية (المشفرة) بشكل كبير في جميع أنحاء العالم هو اللوائح التنظيمية”، وقال: “ليس أي لوائح بل تلك التي تحمي الشّركات ومستثمري المبيعات.”

وأوضح أن الفرق بين دولة الإمارات وغيرها من ناحية هذه اللوائح التنظيمية هو أن “سائر الدول الأخرى التي تحاول تنظيم مجال العملات الرقمية والبلوكتشين تحاول فرض قوانين تعيق نمو القطاع أما في دبي فالاتجاه مختلف كلياً إذ يسعون إلى جذب المستثمرين الكبار وتحفيز المؤسسات الإستثمارية للاستثمار بالعملة الرقمية (المشفرة).”

وفي هذا الصدد، قال: “هذا ما يجعل لوائحنا التنظيمية تمكينية للتقنيات بدلاً من أن تكون لوائح معرقلة لتطبيق تقنيات البلوكتشين والعملات الرقمية.”

دبي “وادي السيليكون”

وحول الويب 3.0 وعن إمكانية أن تكون دبي “وادي السيليكون” الذي سيحتضن هذه التقنية، صرّح د. الزرعوني، قائلاً: “أعتقد أن دبي هي كذلك بالفعل، لكن ما زال أمامنا أشواط طويلة نسعى إلى اجتيازه بشكلٍ طويل الأجل وليس كهدفٍ سريع أو مباشر والعوامل التي تلعب دوراً أساسياً في هذا الهدف هي البنى التحتية واللوائح التنظيمية بدورها الهائل إضافةً إلى الفرص الكثيرة المتاحة والعمل الدائم على ضمانة وجود بيئة عمل آمنة للمستثمرين التي تعتبر أمر بالغ الأهمية أيضاً.”

اللامركزية واللوائح التنظيمية

من المعروف أن تقنيات البلوك تشين والعملات الرقمية تتسّم وتتميّز بشكلٍ أساسي بـ “اللامركزية”، وهذه يمكن أن تتناقض في بعض الأحيان مع “اللوائح التنظيمية” في البلاد. في هذا السياق، علّق د. الزرعوني أنه “من هذه الناحية كلّ ما في الأمر يتعلّق بخوض وضمان الحوار المناسب، إذ لا يمكن تنظيم فضاء العملات الرقمية وفقاً لقوانين الأسواق التقليدية العادية بل يجب النظر في هذا الأمر من منظورٍ جديد كلياً ويجب أن تقوم الجهات المعنية بمشاركته مع رواد القطاع والمستهلكين والمؤسسات الاستثمارية التي ترغب الدخول في هذا القطاع لكنها لا تفهمه جيداً.”

وأضاف: “أظنّ أن الوعي والتعليم والحوار المفتوح هو الطريق الأفضل لتنظيم قطاع تقنيات البلوكتشين والعملات الرقمية المشفرة. وهذا ما كانت دبي تقوم به بشكلٍ فريد ورائع.”

ملتقى الميتافيرس

وحول عمل إمارة دبي في هذا المجال، تحدث د. الزرعوني أن “دور دبي الرئيسي في هذا المجال يمكن رؤيته في حالاتٍ كثيرة. على سبيل المثال، في الثّامن والعشرين والتّاسع والعشرين من سبتمبر سيعقد ملتقى الـ”ميتافيرس” الذي سيجمع كل الشركات الكبرى مثل “مايكروسوفت-Microsoft” و”ميتا- Meta” وغيرها مع الشركات التكنولوجية الكبرى في دبي والمنظمات اللامركزية إلى جانب الحكومة.”

وأعلن قائلاً: “خلال هذا الملتقى المفتوح سنتمكّن من التحدث عن سبل تطوير الميتافيرس وهذه التقنيات وكذلك فهم التحديات وإيجاد أفضل الأماكن لخلق الفرص.”

التعليم والبلوكتشين

وعند سؤاله حول كيفية مواكبة تعليم الأفراد حول تقنيات البلوك تشين والويب 3.0 في عالمٍ مستمر وسريع التطور اليوم، أجاب د. الزرعوني: “كافة جوانب التعليم هامّة، فلدينا وسائط فائقة كالمقاطع الصغيرة على تيك توك وأخرى إذاعية كـ ” سي أن بي سي العربية”، إضافةً إلى المحتوى الضخم المتوفر عبر الإنترنت كقنوات اليوتيوب وطرق تعلم تفاعلية أخرى أيضاً كالأكاديميات الإلكترونية. وجميع هذه الوسائط تلعب دوراً في تلبية احتياجات مستويات التعليم المتنوعة والآن تتوفر شهادات أكاديمية متخصصة في مجال “البلوكتشين”. ولا شكّ أن هذا أخذ وقتاً ولكن أؤكد أن التعليم هو أساس التطور وأن هذه التقنية تتطور بسرعةٍ فاقت كل ما تطور قبلها. وإضافةً إلى حافز المال والقيمة المضافة لتلك التقنية أعتقد أن التعليم سيلعب دوراً رئيسياً وسيكون الحافز الأساسي الذي سيشجع الناس للانضمام إلى عالم العملات الرقمية المشفرة ولدفع هذا القطاع نحو الأمام أكثر من ذي قبل.”

وشدّد على أن “العالم سيشهد نمواً سريعاً في هذا القطاع بوجود أطراف تعليمية وأنشطة تفاعلية جاذبة، وسيلعب الميتافيرس دوراً رئيسياً وهائلاً هنا لتحقيق نمو تقنية البلوكتشين وجذب نطاق كبير وكذلك الرموز الغير قابلة للاستبدال (NFTs) واللعب من أجل الربح (Play to earn). هذه التقنيات ستمثّل الأفراد في عالم العملات الرقمية وستحضر العائلات والأصدقاء وزملاء العمل إلى هذا المجال وتعلمهم باستخدام طرق تكاملية.”

ووصف د. زرعوني تقنية البلوك تشين بأنها “كالإنترنت، ستصبح تقنية مسلّم بها، أي جزء من حياتنا اليومية”.

المشهد في الشرق الأوسط

وعن مدى تطبيق الاستراتيجيات التي تحدث عنها في الشرق الأوسط، علّق د. الزرعوني: “أظنّ أن لدبي أفضلية في هذا المجال إذ تتخصص في مجال الأعمال والحكومة لديها استجابة سريعة على الدوام لمقترحات قطاع البلوكتشين والعملات الرقمية وخاصةً من الناحية اللوجيستية. ومن الناحية التقنية لديها مقالات بحثية ومقالات رأي وتسعى بسرعةٍ مع الوقت لتصبح جزء من الأنظمة في هذا المجال. وقد حققت ذلك دبي بشكلٍ مبهر في مناطق كمركز دبي المالي العالمي كمنطقة حرة إضافةً إلى تأسيس هيئة تنظيم الأصول الإفتراضية مؤخراً حيث تقدم الجهتان أنواعاً مختلفة من خدمات العملاء وبالمقابل تتجهان نحو تنظيم هذا النوع من الأصول الجديدة.”

دور دبي ومركز البلوك تشين

متحدثاً عن دور مركز دبي للبلوك تشين في تعليم الأفراد حول ماهية هذه التقنيات، شرح د. مروان الزرعوني: “نحن لا نعمل بشكلٍ منعزل بل نتعاون مع الجهات التنظيمية، سواء كان مركز دبي المالي العالمي أو سلطة دبي لتنظيم الأصول الإفتراضية أو المجلس الإستشاري الوطني وغيرها من الجهات في الإمارات لسد الفجوة بين هذا القطاع والجهات التنظيمية.”

وتابع: “سنلعب دوراً مهماً في تعليم الشركاء الحكوميين، مثلاً حول الفرص المتاحة من خلال عالم الميتافيرس، أو الرموز الغير قابلة للاستبدال وكيف يمكن إضفاء قيمة لخدماتهم وتوفيرها بطرق أكثر حداثة تقنياً ليواكبوا الجماهير. هذا وتوفر العديد من الإدارات الحكومية خدماتها الآن في العالم الرقمي إضافةً إلى أن العديد من الإدارات الحكومية وغير الحكومية في الإمارات نفذت مشاريعاً في مجال الرموز الغير قابلة للاستبدال. إضافةً إلى ذلك، لدى دبي شراكات عدة خاصة كشراكة متحف المستقبل مثلاً وبينانس لإطلاق مجموعات من الأصول الغير قابلة للاستبدال (NFTs). وفي الإمارات لدينا الكثير من الأوراق البحثية التي توصلت لنتائج حول تقنية البلوكتشين لم يقم بها أحد من قبل وهناك حملة لشهادات الدكتوراه باختصاص البلوكتشين.”

ثم قال مؤكداً: “كل هذه المبادرات ترسم صورة دبي كحاضنة تستقطب هذه التقنية وتتقبلها بكافة المستويات من مواطنين وحكومة ووسط أكاديمي…”

ومن جهةٍ أخرى، تحدث د. مروان الزرعوني عن المشهد في البلدان الأخرى في المنطقة وعن مدى تطورها في هذا المجال مقارنةً بالواقع في دبي والإمارات ككل، معلناً أن “الإمارات بشكلٍ عام ودبي تحديداً كانت الرائدة في هذا المجال، مع العلم أن دبي تتحاور على الدوام مع دول الجوار والإمارات الأخرى كأبوظبي والشارقة ورأس الخيمة حول آلية الدخول إلى الفضاء الرقمي سواءً عبر البلوكتشين أو الميتافيرس أو الرموز الغير قابلة للاستبدال أو الرياضات الإلكترونية وكيف تحدد مصالحها ونقاط القوة لتلبية احتياجات هذا القطاع.”

وأضاف: “بالطبع كل جهة ستسلك نهجاً مختلفاً إذ تختلف الحوافز ودرجة المخاطرة في كل إمارة.”

وبيّن د. الزرعوني أن “أهم الركائز التي تعتمدها الإمارات وتحديداً دبي هي احتضان هذه التقنية وتقبلها وجذب المواهب، أما الركائز الأخرى فتتّمثل في الاستراتيجيات التي تعتمدها دبي كاستراتيجية دبي للميتافيرس من خلال خلق اقتصاد العالم الافتراضي وتوفير الخدمات المرتبطة بهذا المجال كخدمات الدفع بالعملات الرقمية ومزودي الألعاب والمبتكرين في هذا المجال والركيزة الثالثة المهمة جداً أيضاً هي القيمة المضافة والدعم من قبل الجهات الحكومية.”

متى ستتحقق أهداف استراتيجيات دبي في هذا المجال؟

يجيب د. الزرعوني: “أظن أننا وصلنا فعلياً لمرحلة فهم الناس للميتافيرس وهذه التقنيات، ومتحمس جداً. حتى الأطفال في دبي أصبح لديهم فكرة عن هذا العالم عدا عن غالبية الأفراد من مراهقين وغيرهم وجميعهم منخرطين في العوالم الإفتراضية كألعاب “Roo Blocks” و “Minecraft” ومساحات العمل وأصبحت ممارسة هذه النشاطات في العوالم الإفتراضية أمر طبيعي بالنسبة للمواطنين في دبي والإمارات لا بل يقضون أكثرية أوقاتهم ضمنها.”

وختم حديثه قائلاً: “في حال وُجدت منطقة ما لتقفز هذه القفزة ولتحتضن هذه التقنيات (من البلوكتشين إلى العملات الرقمية والميتافيرس) فهي منطقتنا هنا، وعلى وجه الخصوص دبي والإمارات.”

غوى أسعد

غوى أسعد، صحافية ومحررة باللغة العربية في موقع "أنلوك بلوكتشين"، حازت على شهادة جامعية باختصاص "الصحافة وعلوم الإعلام" من الجامعة اللبنانية- كلية الإعلام، مهتمة بمعرفة المزيد وبالكتابة الصحفية المتخصصة عن تقنية "البلوكتشين" والعملات الرقمية وكل التقنيات المستجدة المرتبطة بهذا المجال. عملت سابقًا في مؤسسات إعلامية لبنانية. تتخصص الآن في مجال الصحافة، مهنيًّا وأكاديميًّا، تحضيرًا لنيل شهادة الماجستير في الصحافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى