أخبار المنطقةأخبار عالميةإختيار المحررتقاريرشبكات بلوكتشينشركاتقوانين وإجراءات

2021 عام الهروب نحو العملات الرقمية!

البرازيل واندونيسيا تتصدران العالم في تبني العملات الرقمية تليهما الإمارات العربية المتحدة كثالث دولة عالميًا لتبني هذا المجال

تسارع تنظيم العملات والأصول الرقمية حول العالم شكل عنوان الاحداث في الأشهر الأخيرة المنصرمة، هذا التطور يعكس النمو الذي شهده هذا القطاع من ناحية الحجم ومن ناحية التبني. العملات الرقمية التي بدأت بشق طريقها في العام 2008، بدأت تطال شريحة جديدة من الأفراد والمؤسسات، شريحة تبحث عن المحافظة على قدرتها الشرائية ومواجهة الموجة المتزايدة من التضخم حول العالم. التضخم الذي كان قيد التحضير تزايد بشكل مضطرد خلال الجائحة التي أسهمت بشكل كبير في تسريع موجة التضخم، مترافقة مع ارتفاع أسعار السلع نتيجة تعثر سلاسل الإمداد حول العالم.

عام 2021 كان عامًا مفصليًا للعملات الرقمية

وفقًا لمسحٍ جديد أجرته شركة جيميني-Gemini، تبيّن أن ما يقارب نصف مالكي العملات الرقمية في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وآسيا والمحيط الهادئ قد اشتروا الأصول الرقمية لأول مرة عام 2021.

كما أظهر الاستطلاع الذي شمل 30000 شخص من 20 دولة، والذي تم إجراؤه في الفترة ما بين نوفمبر 2021 وفبراير 2022، أن عام 2021 كان عاما ناجحاً للعملات الرقمية، إذ أن “التضخم المالي على وجه الخصوص أدّى إلى تبنّي الأصول الرقمية في البلدان التي شهدت انخفاضًا في قيمة عملتها”، وفقا للتقرير.

الدول المتصدرة في المجال

وبحسب دراسة Gemini، وجدت الشركة أن البرازيل واندونيسيا تتصدران العالم في تبني العملات الرقمية، حيث أكد 41 بالمئة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع في تلك البلدان عن امتلاكهم للعملات الرقمية، تليهم مباشرةً دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثالثة عالميًا وبنسبة 35 بالمئة لتبني مجال العملات الرقمية مقارنةً بنسبة 20 بالمئة في الولايات المتحدة و18 بالمئة في المملكة المتحدة. وتم اكتشاف أن نسبة 79 بالمئة من الأشخاص الذين صَرَّحوا عن امتلاكهم للعملات الرقمية العام الماضي، اختاروا شراء الأصول الرقمية من أجل استثمارهم المحتمل على المدى الطويل.

هل تشكّل العملات الرقمية وسيلة للهروب من التضخم المالي؟

وبناءً على أمثلة كثيرة، تبيّن اليوم أن العملات الرقمية أصبحت وسيلة للتهرب من التضخم المالي والضيق الاقتصادي في الدول، ويبدو أن هذا يعود لقلة الأطر التنظيمية التي يمكن أن تقيد نشاطها إلى حدٍ ما حتى الآن ورغم سعي دول كثيرة لتنظيمها ووضع قوانين للعمل بها حاليًا.وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة رويترز العالمية أن الأشخاص الذين لا يمتلكون حاليًا العملات الرقمية ويعيشون في بلادٍ شهدت انخفاضًا في قيمة عملتهم النقدية مقابل الدولار الأميركي، أوضحوا أنهم “يخططون لشراء العملات الرقمية كطريقةٍ للتهرُّب من التضخم.”

وبحسب رويترز، وافق 16 بالمئة من المشاركين في الولايات المتحدة و15 بالمئة في أوروبا على أن العملات الرقمية وسيلة مجدية ضد التضخم المالي، مقارنة بنسبةٍ تبلغ 64 بالمئة؜ في إندونيسيا والهند أيضًا. وهذا مرتبط على ما يبدو بتراجع الروبية الهندية بنسبة 17.5 بالمئة مقابل الدولار في السنوات الخمس الماضية وانخفاض قيمة الروبية الإندونيسية بنسبة 50 بالمئة مقابل الدولار بين عامي 2011 و2020.

وأضاف الاستطلاع أن 17 بالمئة فقط من الأوروبيين أفادوا أنهم امتلكوا أصولًا رقمية في عام 2021، وقال 7 بالمئة؜ فقط من أولئك الذين لا يمتلكون حاليًا عملات وأصول رقمية، أنهم يرغبون بشراء أصولٍ رقمية في المستقبل.

وبالمقابل، علمًا أن العملة الرقمية الأكثر شهرة، أي البيتكوين، كانت قد وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق أي ما يقارب 68000 دولار أميركي وأكثر في نوفمبر الفائت، ساعد هذا العامل على وصول قيمة سوق العملات الرقمية إلى 3 تريليونات دولار، فوفقًا لـCoinGecko، لقد تم تداولها ضمن نطاقٍ ضيق ما بين 34000 دولار إلى 44000 دولار فقط خلال عام 2022 حتى الآن.

العملات الرقمية.. تنظيم وتشريع مقابل تخوف وقلق

تتعد الآراء وتتجاذب حول مجال العملات الرقمية، نموّه، تنظيمه، حال هذا القطاع اليوم وتبنّيه أو رفضه دوليًا وعالميًا. وبالمقابل تكثر التحليلات والدراسات حول الحقائق التي ستبنى حيالهُ، إذ شهدنا منذ أشهرٍ تخوف عالمي ليس فقط من محاولات تنظيم هذا القطاع ووضع قوانين لتشريعه بل أيضًا برز قلق وتساؤل عالمي من إمكانية الالتفاف على العقوبات من قبل الدول عبر العملات الرقمية رغم أن المتخصصين في مجال العملات والأصول الرقمية وتقنيات البلوكتشين نفوا إمكانية حدوث ذلك، وقد ظهر هذا القلق بعد الجدل حول إمكانية التفاف روسيا على العقوبات التي فرضت عليها ما بعد اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية ما أدى إلى تسريع العمل على تنظيم العملات الرقمية دوليًا. لكن بالمقابل، بقيت خدمات العملات الرقمية متاحة أمام المواطنين سواء في روسيا أو أوكرانيا على حدٍ سواء.

تكثر التساؤلات والعناوين والدراسات التي يمكن البحث أو الكتابة عنها ويبقى للمستقبل القريب الذي بات واضحًا أنه سيكون مستقبل هذه التقنيات والقطاعات المالية المتطورة، أن يظهر لنا ماذا سيكون موقف الدول عالميًا من مجال العملات والأصول الرقمية؟ كيف سيتم تنظيم هذا القطاع دوليًا، إقليميًا وعالميًا؟ وكيف ستكون وتيرة نموه وتبنّيه بالمقابل؟

غوى أسعد

غوى أسعد، صحافية ومحررة باللغة العربية في موقع "أنلوك بلوكتشين"، حازت على شهادة جامعية باختصاص "الصحافة وعلوم الإعلام" من الجامعة اللبنانية- كلية الإعلام، مهتمة بمعرفة المزيد وبالكتابة الصحفية المتخصصة عن تقنية "البلوكتشين" والعملات الرقمية وكل التقنيات المستجدة المرتبطة بهذا المجال. عملت سابقًا في مؤسسات إعلامية لبنانية. تتخصص الآن في مجال الصحافة، مهنيًّا وأكاديميًّا، تحضيرًا لنيل شهادة الماجستير في الصحافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى