رئيس بينانس السابق يتوقع تحوّل باكستان إلى مركز عالمي للعملات الرقمية بحلول عام 2030

يرى تشانغبينغ تشاو ، “سي زد”، الرئيس التنفيذي السابق لشركة بينانس، أن التقدم السريع الذي أحرزته باكستان في تبني العملات الرقمية وتنظيمها قد يضعها ضمن المراكز الرائدة عالميًا في هذا المجال خلال السنوات الخمس المقبلة.
وفي حوارٍ دار في الآونة الأخيرة مع “بلال بن ثاقب”، الرئيس التنفيذي لمجلس العملات الرقمية الباكستاني، أشاد تشاو بقيادة باكستان لتحركها الحاسم نحو تلبية الطلب المتزايد على الأصول الرقمية، ولا سيما بين فئة الشباب الملمين بالتكنولوجيا. وأكد أن هذا التوجه يعكس وعيًا مبكرًا بأهمية التحول الرقمي في بناء اقتصاد حديث وقادر على المنافسة.
وأوضح تشاو أن حجم باكستان، إلى جانب الوتيرة المتسارعة لتطوير الأنظمة والبيئات التنظيمية، يميزها عن العديد من الأسواق التي كانت أبطأ في مواكبة هذا التحول. وأضاف أن الحفاظ على هذا الزخم من شأنه أن يرفع مكانة باكستان إلى مصاف رواد العملات الرقمية عالميًا بحلول نهاية العقد، مشيرًا إلى أنه يشغل حاليًا منصب مستشار استراتيجي لمجلس العملات الرقمية الباكستاني.
تقدم سريع في عام 2025
شهد عام 2025 في باكستان خطوات بارزة نحو تنظيم قطاع الأصول الرقمية، تمثلت في إنشاء هيئة تنظيم الأصول الافتراضية، والموافقة على تشغيل منصات تداول دولية كبرى مثل بينانس وإتش تي إكس محليًا، إلى جانب تطوير احتياطي وطني من البيتكوين. وفي السياق ذاته، بدأت السلطات بدراسة إمكانية تحويل الأصول الحقيقية إلى ممثلات رقمية، في مسعى يهدف إلى جذب رؤوس الأموال الأجنبية وتعزيز سيولة السوق.
وأعرب تشاو عن تفاؤله بهذه المبادرات، مسلطًا الضوء على أهمية تحويل الأصول إلى ممثلات رقمية باعتبارها أداة فعّالة لتوسيع نطاق وصول باكستان إلى المستثمرين العالميين، وذلك وفقًا لموقع كوينتيليغراف.
تحويل الأصول إلى ممثلات رقمية كبوابة لرؤوس الأموال العالمية
ووفقًا لتشاو، فإن تحويل الأصول، مثل الأسهم، إلى ممثلات رقمية من شأنه أن يوسّع بشكل كبير قاعدة المشاركة في الأسواق الباكستانية، من خلال تسهيل وصول المستثمرين الدوليين إليها.
وبيّن أن تحويل الأصول التقليدية إلى ممثلات رقمية قائمة على تقنية البلوكتشين يمكّن الدول من فتح أسواقها أمام جمهور عالمي أوسع، ما يساهم في تقليص عوائق دخول الاستثمار الأجنبي. وأضاف أن الدول والشركات التي تبادر إلى تبني هذا النهج مبكرًا تكون الأكثر استفادة، داعيًا باكستان إلى الإسراع في تطبيق هذه الأطر لتعزيز قدرتها التنافسية.
فرصٌ لرواد الأعمال والشركات الصغيرة
كما أكّد تشاو على الإمكانات الكبيرة لتقنية البلوكتشين في تمكين رواد الأعمال والشركات الصغيرة داخل الاقتصاد، مشيرًا إلى أن المشاريع القائمة على هذه التقنية غالبًا ما تتطلب موارد أقل للانطلاق مقارنة بالخدمات المصرفية التقليدية أو مشاريع الذكاء الاصطناعي.
ففي حين يتطلب إنشاء بنك أو تأسيس شركة ذكاء اصطناعي رأس مال ضخم وبنية تحتية معقدة وبيانات واسعة، تعمل مشاريع البلوكتشين ضمن بيئة افتراضية أكثر مرونة، ما يجعلها في متناول الأفراد والشركات الناشئة.
ومع ذلك، شدّد تشاو على أن التعليم يظل عنصرًا حاسمًا لاستدامة هذا النمو، داعيًا إلى تعزيز البرامج الجامعية، وحاضنات الأعمال، والمبادرات التدريبية، بهدف تنمية المواهب المحلية وضمان بناء منظومة رقمية متكاملة على المدى الطويل.



