سوق العملات الرقمية يشهد تصفيات قياسية تتجاوز 150 مليار دولار في 2025
بحلول عام 2025، شهد سوق العملات الرقمية تطورًا كبيرًا في هيكلة السوق وتفاعل المشاركين فيه، إذ بات أكثر اندماجًا في النظام المالي الأوسع، مع مشاركة أوسع لرأس المال المؤسسي والبنى التنظيمية الواضحة. وقد برز هذا التحول خصوصًا في سوق المشتقات الرقمية، التي أصبحت محورًا رئيسيًا لتداول الأسعار وإدارة المخاطر.
أحد أبرز معالم عام 2025 هو أن تصفيات سوق العملات الرقمية تجاوزت 150 مليار دولار أميركي عبر منصات التداول المختلفة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الأصول الرقمية، مع متوسط يومي لتصفية المراكز يتراوح بين 400 و500 مليون دولار أميركي. وقد كان معظم هذا الحجم نتيجة لإغلاق مراكز الرافعة المالية في ظل بيئة تداول عالية التقلب، ما يعكس زيادة مخاطر السوق في ظل تعقيدات بنية المشتقات الرقمية وتوسعها.
وقد وقعت بعض الأحداث خلال العام مثل تصفيات مكثفة في الفترة من 10 إلى 11 أكتوبر 2025، حين تجاوزت قيمة تصفية المراكز في يوم واحد 19 مليار دولار أميركي، مع سيطرة شبه كاملة لتصفية المراكز الطويلة التي بلغت نحو 85–90% من الحجم الكلي. وكان السبب وراء هذا الحدث، حسب التقرير، هو صدمة كبرى ناجمة عن تطورات خارجية مثل إعلان فرض تعريفات جمركية كبيرة من الولايات المتحدة، مما دفع الكثير من المستثمرين إلى إغلاق مراكزهم القسرية.
إلى جانب تصفية المراكز، أظهر السوق نموًا هائلًا في نشاط المشتقات الرقمية، إذ بلغ حجم تداول المشتقات ما يقارب 85.7 تريليون دولار أميركي خلال العام، بمتوسط تداول يومي يزيد عن 264 مليار دولار أميركي. وقد تصدرت منصات مثل “بينانس” هذه الحركة بحصة سوقية كبيرة في التداول، مع استمرارها كمنصة مركزية رئيسية لسيولة المشتقات، تليها منصات أخرى مثل OKX وBybit وBitget.
كما ركّز التقرير على المخاطر النظامية المتزايدة نتيجة تعمّق الرافعة المالية وتعقيد سلاسل الرفع، حيث فرضت الأحداث المتطرفة على مدار العام اختبارات ضغط غير مسبوقة على آليات الهامش وقواعد تصفية المراكز ونقل المخاطر بين المنصات المختلفة، ما استدعى إعادة تقييم شاملة لمرونة النظام البيئي للمشتقات الرقمية.
في نهاية المطاف، يشير تقرير CoinGlass السنوي لعام 2025 إلى أن سوق العملات الرقمية، وبالأخص سوق المشتقات، دخل مرحلة أكثر نضجًا من ناحية حجم التداول وتعقيد المنتجات، لكنه في الوقت عينه أصبح أكثر عرضة للصدمات الخارجية والتقلبات الحادة، مما يعكس الحاجة لأطر تنظيمية ومخاطر أكثر صلابة في المستقبل.
