الذهب يسجل مستوى قياسياً ومكاسبه تتجاوز القيمة السوقية للبيتكوين 7 مرات

يشكل الذهب منذ عقود الملاذ الآمن للمستثمرين في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية، فيما ظهر البيتكوين والعملات الرقمية كبديل حديث يسعى بعض المستثمرين من خلاله لتحقيق مكاسب مرتفعة. ومع اقتراب نهاية العام، تتضح الفجوة بين الأداء المتميز للذهب وتراجع إقبال المستثمرين على البيتكوين، ما يعكس تبايناً في سلوك الأصول التقليدية والرقمية في مواجهة الأحداث العالمية.
بلغت أسعار الذهب مستوى قياسياً جديداً عند 4491 دولاراً للأونصة يوم الاثنين، وفقاً لموقع “غولد برايس”، مع استمرار إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة. وأشار محللون إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية وتيسير السياسة النقدية كعوامل رئيسية وراء هذا الارتفاع، بحسب ما أفادت به شبكة “سي بي إس نيوز”.
وعلّق محلل استثمار، قائلاً: “شهدت تجارة المعادن أداءً قوياً طوال العام، ولا سيما الذهب. وبما أن أساسياته لا تزال متينة، فقد استوعب الذهب ارتفاعه الأخير إلى مستويات قياسية بشكل جيد”. وقد حقق الذهب مكاسب هائلة بلغت 71% منذ بداية العام، وهو رقم لافت بالنسبة لأصل نادراً ما يشهد تقلبات كبيرة.
في المقابل، انخفض سعر البيتكوين بنسبة 5.7% منذ بداية هذا العام مع اتساع الفجوة بين سعري الذهب والعملات الرقمية، وتراجع إقبال المستثمرين على الأصول الرقمية. ومع ذلك، أشار محلل “بول ثيوري” إلى أن سعر البيتكوين يتأخر عادةً عن الذهب لكنه في النهاية يلحق به، مستشهداً بدورتي 2017 و2021.
ويبدو أن السيناريو يتكرر هذا العام، مدعومًا بتحسن السيولة، وخفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة، وشراء وزارة الخزانة الأميركية لسندات الخزانة، ووصول المعروض النقدي العالمي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وقال المحللون: “وتتوافق حركة الأسعار مع النمط نفسه: فالذهب يشهد اتجاهاً قوياً بالفعل، بينما لا يزال البيتكوين متأخراً عنه”.
هذا ويُعتبر الذهب حالياً في منطقة ذروة الشراء، مما يثير توقعات بتراجع محتمل في الأسابيع المقبلة، مع احتمال تحول بعض رؤوس الأموال من الذهب إلى البيتكوين. ولإيضاح الفارق في الحجم السوقي، أضاف الذهب حوالي 12 تريليون دولار إلى قيمته السوقية هذا العام وحده، أي ما يقارب سبعة أضعاف القيمة السوقية الكاملة للبيتكوين البالغة 1.75 تريليون دولار، والتي انخفضت بنحو 100 مليار دولار منذ الأول من يناير.
وقال المحلل “سايكوديلك”: “من المحير حقًا عدد الأشخاص الذين سيُفاجأون العام المقبل. لدينا مستثمرون مخضرمون يتوقعون سوقًا هابطة لمدة تسعة أشهر، والأغلبية تتبع توقعاتهم”. وأضاف أن البيتكوين لم يرتفع سوى 70% فوق ذروته السابقة حتى الآن في هذه الدورة، أي أقل من الضعف، مما يؤكد قوة الأساسيات التي لاحظها محللون آخرون.
إلى ذلك، فشلت العملة الرقمية في تجاوز حاجز 90 ألف دولار يوم الاثنين، لتتراجع إلى 87,500 دولار في جلسة التداول الآسيوية صباح الثلاثاء، مما يعكس حالة التذبذب وعدم اليقين التي تشهدها أسواق الأصول الرقمية مقارنة بالاستقرار النسبي للذهب.




