انطلاق تداول “هاشكي” في سوق متقلبة يعكس توجه هونغ كونغ لتعزيز الأصول الرقمية

بدأت شركة “هاشكي هولدينغز”، أكبر منصة مرخّصة للعملات الرقمية في هونغ كونغ، تداول أسهمها يوم الأربعاء، في خطوة تُعد إنجازًا مهمًا لطموحات المدينة في قطاع الأصول الرقمية. ويأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه هونغ كونغ إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للعملات الرقمية، رغم استمرار الحظر المفروض من قبل بكين على تداول هذه الأصول.

وأغلقت أسهم هاشكي عند 6.67 دولارات هونغ كونغية، منخفضة بنسبة 0.15% عن سعر الطرح العام الأولي البالغ 6.68 دولارات، وذلك بعد جلسة تداول أولى اتسمت بتقلبات ملحوظة. فقد ارتفع السهم خلال الجلسة بنسبة 6.6% ليصل إلى 7.12 دولارات، قبل أن يتراجع بنسبة 8.4% إلى أدنى مستوى له عند 6.12 دولارات. وفي المقابل، أنهى مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ تعاملات اليوم مرتفعًا بنسبة 0.9%.

إقبال قوي على الاكتتاب رغم تقلبات سوق الأصول الرقمية

وعلى الرغم من الضعف الذي شهدته أسواق الأصول الرقمية مؤخرًا، فإن الإقبال على الاكتتاب العام الأولي لشركة هاشكي جاء قويًا. ووفقًا لبيانات الشركة، جرى تغطية الشريحة المؤسسية بنحو 5.5 مرات، في حين اجتذبت الشريحة المخصصة للأفراد طلبًا بلغ قرابة 394 ضعف عدد الأسهم المطروحة، ما يعكس ثقة واضحة من المستثمرين.
ويُعد هذا الإدراج أول طرح عام أولي لشركة أصول رقمية في هونغ كونغ، ويأتي في ظل تقلبات حادة تشهدها الأسواق الرقمية العالمية. فقد سجلت بيتكوين، أكبر أصل رقمي في العالم، تراجعًا ملحوظًا خلال الأشهر الأخيرة، بعد أن كانت قد بلغت مستويات قياسية في وقت سابق من هذا العام، مسجلة انخفاضًا بنحو 36% عن ذروتها التي تجاوزت 126 ألف دولار أميركي في أوائل أكتوبر.

التنظيم والامتثال ركيزتان للنمو طويل الأجل

وفي هذا السياق، أعرب شياو فنغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة هاشكي، عن تفاؤله بآفاق الأصول الرقمية على المدى الطويل، رغم التقلبات قصيرة الأجل في السوق. وقال في يوم الإدراج: “ثقتي تزداد قوة”، مؤكدًا أن توسيع أطر التنظيم والامتثال يشكّل أساسًا متينًا لنمو مستدام في هذا القطاع.
وتأسست شركة هاشكي عام 2018، وتقدّم مجموعة واسعة من خدمات الأصول الرقمية، تشمل إدارة الأصول، والوساطة، والتوكنة، إلى جانب تشغيل أكبر بورصة مرخّصة للعملات الرقمية في هونغ كونغ.

مسار مختلف عن الصين

وفي حين لا يزال تداول العملات الرقمية وتعدينها محظورين في الصين، اتخذت هونغ كونغ نهجًا مغايرًا، من خلال اعتماد أطر تنظيمية وترخيصية تهدف إلى استقطاب شركات الأصول الرقمية، ومنافسة مراكز مالية عالمية أخرى مثل دبي وسنغافورة.
وأوضح شياو أن القيود المفروضة في الصين القارية تهدف إلى الحد من الاحتيال، ومخططات التسويق الهرمي، وسوء استخدام العملات المستقرة، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات لا تتعارض مع الاستراتيجية التنظيمية التي تعتمدها هونغ كونغ. وأضاف: “تواصل هونغ كونغ تعزيز سياساتها المتعلقة بالأصول الرقمية، وقد استفدنا من ذلك”، في إشارة إلى نموذج “دولة واحدة ونظامان”.

التركيز على البنية التحتية والتوسع

على الرغم من أن شركة هاشكي لا تزال تسجّل خسائر في الوقت الحالي، فإنها تخطط لإعطاء الأولوية للتدفقات النقدية على حساب الربحية قصيرة الأجل، مع الاستمرار في الاستثمار في النمو. ووفقًا لنشرة الاكتتاب، ستُخصّص عائدات الطرح لتعزيز البنية التحتية التقنية، والتوسع في الأسواق، وبناء الشراكات، إضافة إلى تطوير القدرات التشغيلية وإدارة المخاطر.

وقد حضر وزير المالية في هونغ كونغ، بول تشان، مراسم الإدراج، في خطوة تعكس الدعم الرسمي لاستراتيجية المدينة في مجال الأصول الرقمية. ويأتي هذا الطرح في وقت يتجه فيه سوق هونغ كونغ للأوراق المالية نحو تسجيل أقوى أداء له منذ عام 2021، إذ جُمِع أكثر من 34 مليار دولار أميركي عبر الاكتتابات العامة الأولية منذ بداية العام، وفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن.