إنخفاض حاد في البيتكوين والإيثيريوم مع تصاعد القلق في الأسواق المالية

انخفضت أسعار البيتكوين والإيثيريوم وغيرها من العملات الرقمية الرئيسية مساء يوم الاثنين، إذ تراجعت أكبر عملة رقمية في العالم إلى ما دون مستوى 86 ألف دولار أميركي، في وقتٍ اتجه فيه المتداولون نحو الأصول الأكثر أمانًا وسط تزايد حالة النفور من المخاطر.
وبحسب بيانات صفحة الأسعار على منصة “ذا بلوك”، هبط سعر البيتكوين بنسبة 4.4% خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ليصل إلى 85,617 دولارًا أميركيًا بحلول الساعة 11:30 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وفي السياق نفسه، تراجع سعر الإيثيريوم بنسبة 6.5% إلى 2,915 دولارًا أميركيًا، بينما انخفض سعر BNB بنسبة 4.2%، وخسر XRP نحو 6.7%، كما تراجع سعر سولانا بنسبة 4.5%.
وفي هذا الإطار، أوضح ريك مايدا، الباحث المشارك في شركة “بريستو ريسيرش”، أنه لا يوجد عامل واحد محدد يقف وراء هذا التراجع، مشيرًا إلى أن عمليات البيع المكثفة تزامنت بشكل أساسي مع افتتاح سوق الأسهم الأميركية. وأضاف أن “افتتاح الأسهم على انخفاض ساهم في تراجع أسعار الأصول عالية المخاطر، وفي مقدمتها العملات الرقمية”.
وتزامن ذلك مع أداء سلبي في أسواق الأسهم، حيث انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.16%، وتراجع مؤشر «ناسداك المركب» بنسبة 0.59%، في حين سجّل مؤشر «داو جونز الصناعي» انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.09%. ولفت مايدا إلى أن السيولة بدأت بالتراجع مع اقتراب نهاية العام، ما أدى إلى تضخيم حركة الأسعار، ولا سيما خلال ساعات التداول الأميركية.
من جانبه، أشار فينسنت ليو، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “كرونوس للأبحاث”، في تصريح لموقع “ذا بلوك”، إلى أن حالة النفور من المخاطرة عادت سريعًا إلى الأسواق مع تجدد المخاوف الاقتصادية الكلية، في وقتٍ ساهم فيه نقص السيولة في تحويل أي تراجع محدود إلى موجة هبوط أوسع. وأضاف أن المتداولين اتجهوا بشكل متزايد إلى الأصول الأكثر أمانًا، معتبرًا أن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لم يكن كافيًا لدعم شهية المخاطرة في ظل التوقعات الحذرة.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد أعلن الأسبوع الماضي خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ما دفع المحللين إلى إعادة تقييم أثر ثالث خفض للفائدة هذا العام. ووفقًا لمنصة “ذا بلوك”، بات ما يُعرف بـ”ارتفاع عيد الميلاد” مستبعدًا، إذ واصل سعر البيتكوين تراجعه دون مستويات المقاومة الرئيسية عقب قرار الفائدة.
وفي هذا السياق، ختم مايدا بالقول إن ترقب صدور بيانات التضخم الأميركية الرئيسية في وقت لاحق من هذا الأسبوع دفع المتداولين إلى توخي الحذر، ما جعل الأسعار أكثر حساسية حتى للتدفقات النقدية المحدودة نسبيًا، وأسهم في زيادة التقلبات في سوق العملات الرقمية.




