البيتكوين تتراجع بقوة تحت حاجز 90 ألفًا والإيثيريوم تقفز صعودًا

يشهد سوق العملات الرقمية اليوم تقلبات حادة تعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على المستثمرين، إذ تحركت أسعار الأصول الرقمية في اتجاهات متباينة خلال الساعات الماضية. وكان أبرز هذه التحركات تراجع سعر البيتكوين بنسبة 2.76% ليصل إلى 90,022.64 دولارًا أميركيًا. وعلى الرغم من قيمته السوقية الضخمة التي بلغت 1.85 تريليون دولار أميركي، إلا أنّ البيتكوين خسر أكثر من 12% هذا الأسبوع، في ظل ضعف واضح يخيّم على السوق عمومًا. ورغم هذه الضغوط، بقي تأثير الانخفاض محدودًا على بعض العملات البديلة مثل الإيثيريوم وXRP، حيث استمرت في التداول فوق 3000 دولار أميركي و2 دولار أميركي على التوالي، فيما واجهت عملات BNB وSOL وDOGE وADA ضغوطًا صعودية متفاوتة.
وفي سياق متصل، أدّى خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى ارتفاع لحظي في سعر البيتكوين الذي لامس مستوى 94 ألف دولار قبل أن يعود ويتراجع إلى حدود 90 ألف دولار. غير أنّ اللهجة الحذرة لرئيس الفيدرالي، جيروم باول، والتي شدّد فيها على مخاطر التضخم المتصاعد ومخاطر البطالة، وكرّر فيها أنّه “لا يوجد مسار خالٍ من المخاطر للسياسة النقدية”، ساهمت في تبديد الآمال بشأن دورة خفض حادّة للفائدة. وعلى هذا الأساس، تراجع البيتكوين مجددًا ليستقر قرب 92 ألف دولار، مع توقعات تشير إلى إمكانية خفض واحد فقط للفائدة خلال العام المقبل.
ومن الإجراءات المنتظرة، سيبدأ الاحتياطي الفيدرالي غدًا شراء سندات خزانة قصيرة الأجل بقيمة 40 مليار دولار، وهو ما قد يضيف سيولة إلى الأسواق ويساعد في تهدئة التقلبات ودعم الأصول عالية المخاطر. وبحسب تقديرات سوق CoinSwitch، يُرجَّح أن يظل البيتكوين محصورًا ضمن نطاق يتراوح بين 91.7 ألف و93.5 ألف دولار إلى حين حدوث اختراق واضح.
وفي المقابل، وبينما عانى البيتكوين من ضغوط بيعية، سجّل الإيثيريوم انتعاشًا قويًا اليوم، حيث ارتفع سعره بنسبة 6.34% ليصل إلى 3321.45 دولارًا أميركيًا، ما جعله من بين أفضل العملات أداءً في السوق. وبرأسمال سوقي بلغ 400.88 مليار دولار أميركي، تمكن الإيثيريوم من جذب المشترين رغم تراجعه الأسبوعي البالغ 6.91%.
أما العملات المستقرة مثل تيذر (USDT) وUSDC فحافظت على استقرارها وسط موجة التقلبات، إذ استقر سعر USDT عند 1.00 دولار أميركي، بينما بلغ سعر USDC نحو 0.9998 دولار أميركي. وبالتوازي، تعرّضت العملات البديلة لموجة بيع قوية؛ إذ تراجع سعر XRP بنسبة 4.42% إلى 2.00 دولار أميركي، لترتفع خسائره الأسبوعية إلى 16.60%. كما هبط BNB بنسبة 2.70% إلى 866.31 دولارًا أميركيًا، بينما سجّلت سولانا (SOL) انخفاضًا حادًا بنسبة 6.65% لتصل إلى 129.85 دولارًا، استمرارًا لهبوط أسبوعي تجاوز 16%.
وبحسب فريق أبحاث CoinDCX، فإنّ خفض الفائدة وبدء برنامج شراء السندات بقيمة 40 مليار دولار على مدى الثلاثين يومًا المقبلة بدءًا من 12 ديسمبر، يمثلان عاملين قد يخففان من ضغوط السيولة، إلا أنّ السوق لا يزال يتأثر بمجموعة من العوامل التاريخية والدورية التي تعيد تشكيل مشهد العملات الرقمية في مرحلة تُشبه من حيث التعقيدات “ركودًا في عهد ساتوشي” على حدّ توصيفهم، حيث تتقاطع التحركات التقنية مع الضغوط الماكرو اقتصادية في لحظة حرجة للسوق العالمي.




