“سيركل” تطلق شبكة بلوكتشين Arc التجريبية بمشاركة أكثر من 100 مؤسسة

أطلقت مجموعة سيركل للإنترنت شبكة الاختبار العامة Arc، وهي شبكة بلوكتشين جديدة من الطبقة الأولى، صُممت لدعم التطبيقات المالية والمؤسسية واسعة النطاق على شبكة البلوكتشين.
وأعلنت الشركة يوم الثلاثاء أن Arc، التي تُوصف بأنها “نظام تشغيل اقتصادي للإنترنت”، تشهد مشاركة أكثر من 100 مؤسسة من قطاعات متعددة تشمل الخدمات المصرفية، وأسواق رأس المال، والمدفوعات، والتكنولوجيا. وأوضحت أن الشبكة التجريبية أصبحت متاحة الآن للمطورين والشركات لبدء اختبار تطبيقاتهم وبنائها وتشغيلها على الشبكة.
وفي هذا الإطار، صرّح المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة سيركل، “جيريمي ألير”، قائلًا: “مع شبكة Arc التجريبية العامة، نشهد زخمًا مبكرًا ملحوظًا، مع بدء الشركات والبروتوكولات والمشاريع الرائدة في البناء والاختبار”. وأضاف: “هذه المؤسسات تصل إلى مليارات المستخدمين حول العالم، وتنقل وتبادل وتحتفظ بمئات التريليونات من الأصول والمدفوعات، كما تدعم الاقتصادات المحلية في إفريقيا والأميركيتين وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط. ويُبرز هذا التنوع الجغرافي قوة Arc الفريدة، إذ صُممت خصيصًا لربط كل سوق محلي بالاقتصاد العالمي”.
وبحسب بيان الشركة، تتميز Arc بعدة خصائص تقنية متقدمة، من بينها رسوم متوقعة مبنية على الدولار، وسرعة في إتمام المعاملات تقل عن ثانية واحدة، إلى جانب خصوصية قابلة للتخصيص عند الاشتراك، وتكامل مباشر مع منصة سيركل المتكاملة. وتهدف الشبكة إلى توفير بنية تحتية مؤسسية متطورة لدعم حالات استخدام متنوعة تشمل المدفوعات العالمية، وأسواق رأس المال، والصرف الأجنبي، والإقراض.
ويأتي هذا الإعلان بعد الطرح العام الأولي الناجح للشركة بقيمة 1.2 مليار دولار، حيث كشفت سيركل في أغسطس عن خططها لإطلاق شبكة بلوكتشين من الطبقة الأولى تركز على العملات الرقمية المستقرة، باستخدام USDC كرمز غاز أساسي.
وتُعد سيركل ثاني أكبر مُصدر للعملات الرقمية المستقرة في العالم، إذ تمثل نحو 76 مليار دولار من إجمالي المعروض البالغ حوالي 292 مليار دولار من العملات المرتبطة بالدولار الأميركي، وفقًا لبيانات منصة ذا بلوك. وقد أبدى محللون في شركة الأبحاث والوساطة بيرنشتاين دعمهم لسيركل في خطتها لتقديم شبكة العملات الرقمية المستقرة الأبرز عبر بلوكتشين Arc.
وقد حظي إطلاق الشبكة التجريبية Arc بتفاعل واسع من مؤسسات مالية عالمية رائدة. ففي أسواق رأس المال، تشمل قائمة المشاركين أبولو، وبنك نيويورك ميلون، وإنتركونتيننتال إكستشينج (المالكة لبورصة نيويورك)، وستيت ستريت. أما في القطاع المصرفي، فتضم القائمة أبسا، وبلاك روك، وكوميرز بنك، ودويتشه بنك، والإمارات دبي الوطني، وغولدمان ساكس، وإتش إس بي سي، وسوسيتيه جنرال، وستاندرد تشارترد، وغيرها من المؤسسات البارزة.
وفي قطاع المدفوعات والتكنولوجيا، أعلنت سيركل عن تعاونها مع شركات كبرى مثل أمازون ويب سيرفيسز، وفيزا، وماستركارد، وكلاود فلير، وباي سيف، وفودافون باير بوينت، إلى جانب شركات تكنولوجيا مالية مثل نويفي وبريكس وإف آي إس، وذلك بهدف تطوير حلول مدفوعات سريعة وآمنة للشركات والمؤسسات حول العالم.
كما توفر Arc بنية تحتية أصلية لإصدار العملات الرقمية المستقرة والأصول الممثلة رقمياً، إذ شاركت عدة ممثلات رقمية مقوّمة بالعملات الورقية في شبكتها التجريبية، من بينها AUDF من فورتي سيكيوريتيز، وBRLA من أفينيا، وJPYC من JPYC، وKRW1 من BDACS، وMXNB من جونو، وPHPC من Coins.ph، وQCAD من ستيبل كورب. وأكدت سيركل أنها تتعاون مع مجموعة واسعة من مُصدري العملات المستقرة وأصحاب المصلحة العالميين لإدخال الدولار واليورو وغيرها من العملات الورقية إلى الشبكة.
ومن ناحية التطوير التقني، يضم نظام مطوري الشبكة مزودي البنية التحتية الرئيسيين مثل Alchemy وChainlink وLayerZero وThirdweb وQuickNode، إلى جانب دعم محافظ MetaMask وFireblocks وLedger وTurnkey. كما أعلنت سيركل عن شراكة مع شركة Anthropic، التي تُستخدم حزمة تطويرها Claude Agent SDK لتحسين تجربة المطورين عبر أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وعلاوة على ذلك، تتكامل بروتوكولات Wormhole وStargate متعددة الشبكات مع Arc لربطها بشبكات بلوكتشين أخرى، فيما تتعاون بورصات ومنصات سيولة كبرى مثل Coinbase وKraken وRobinhood وGalaxy Digital وWintermute مع الشبكة التجريبية لتطوير وظائف التداول والأسواق.
وفي ختام البيان، أكدت شركة سيركل أن تصميم Arc يجمع بين الأداء العالي والامتثال التنظيمي وإدارة المخاطر، مما يجعلها منصة مثالية للمؤسسات العاملة في التمويلين التقليدي والرقمي. وتشمل خارطة الطريق المستقبلية للشبكة توسيع مشاركة المدققين وتطوير أطر حوكمة شفافة، بهدف تحويل Arc إلى منظومة مدفوعة بالمجتمع.
وقال ألير في ختام تصريحه: “تتيح Arc الفرصة لمختلف أنواع الشركات للبناء على بنية تحتية مؤسسية متطورة، مما يعزز رؤيتنا المشتركة لعالم اقتصادي أكثر انفتاحًا وشمولًا وكفاءة، قائم أصلاً على الإنترنت”.



