“جي بي مورغان” يعتزم السماح لعملائه باستخدام البيتكوين والإيثيريوم كضمان للقروض

يستعد بنك جي بي مورغان تشيس لإحداث خطوة جديدة في مسار انفتاح المؤسسات المالية الكبرى على قطاع العملات الرقمية، إذ يخطط للسماح لعملائه من المؤسسات باستخدام حيازات البيتكوين والإيثريوم كضمانات للقروض بحلول نهاية العام، في إطار توجه متزايد في وول ستريت نحو دمج الأصول الرقمية في النظام المالي التقليدي.
ووفقًا لتقرير نشرته بلومبرغ يوم الجمعة، نقلاً عن مصادر مطّلعة، فإن البرنامج الجديد سيُطرح على نطاق عالمي، وسيعتمد على جهة خارجية متخصصة لحفظ الأصول المرهونة، ما يضمن الامتثال للمعايير التنظيمية الصارمة المتعلقة بحفظ الأصول الرقمية.
خطوة تعزز دمج الأصول الرقمية في الإقراض المؤسسي
تأتي هذه الخطوة بعد أن بدأ البنك بالفعل في اتخاذ إجراءات ملموسة نحو دمج العملات الرقمية ضمن عملياته الأساسية. ففي وقت سابق من هذا العام، بدأ جي بي مورغان بقبول صناديق التداول الفورية المرتبطة بالأصول الرقمية كضمانات، أما الآن فيتيح البرنامج الجديد للعملاء رهن العملات الرقمية نفسها بدلاً من أسهم تلك الصناديق.
ويُتوقع أن يُحدث هذا التغيير تحولًا في طريقة تعامل المؤسسات مع سيولتها، إذ يمنحها إمكانية الحصول على تمويل دون الحاجة إلى بيع أصولها الرقمية طويلة الأجل، وهو ما يمثل حلاً جذابًا للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على تعرضهم للسوق الرقمي مع تلبية احتياجاتهم التمويلية في الوقت ذاته.
تحول استراتيجي في موقف البنك من العملات الرقمية
بالنسبة إلى جي بي مورغان، تُعد هذه المبادرة خطوة رمزية وعملية في آنٍ واحد. فالبنك الذي كان رئيسه التنفيذي جيمي ديمون من أبرز المنتقدين للبيتكوين، واصفًا إياه سابقًا بأنه “أداة لغسل الأموال”، بدأ تدريجيًا في تعديل موقفه مع تزايد الطلب المؤسسي وتنامي وضوح الأطر التنظيمية في الولايات المتحدة والعالم.
وخلال الأشهر الأخيرة، خفّف ديمون من لهجته تجاه العملات الرقمية، مؤكّدًا أنه “سيدافع عن حق العملاء في شراء البيتكوين”، رغم احتفاظه بتحفّظاته الشخصية. وفي المقابل، وسّع البنك بهدوء نطاق خدماته المتعلقة بالأصول الرقمية، سواء في مجال التداول أو التمويل المؤسسي.
إلى ذلك، تزامن هذا الانفتاح مع تطورات تشريعية وتنظيمية مهمة في الولايات المتحدة، من أبرزها العمل الجاري على مشروع قانون هيكلة أسواق العملات الرقمية، الذي من المتوقع أن يوفر وضوحًا قانونيًا أكبر للبنوك والمؤسسات المالية. كما أن التحركات التنظيمية في الأسواق العالمية أسهمت في تخفيف بعض القيود التي كانت تعيق المؤسسات من تقييم أو توسيع انكشافها على الأصول الرقمية، مما خلق بيئة أكثر ملاءمة لتبنّي هذه التقنيات ضمن النظام المالي العالمي.



