انضمام Siemens وB2C2 إلى شبكة بلوكتشين “جي بي مورغان” لتسوية مدفوعات العملات الأجنبية فورياً
أصبحت شركة “سيمنز إيه جي – Siemens AG” وشركة B2C2، المتخصصة في سوق الأصول الرقمية، أحدث الشركات الكبرى التي تنضم إلى شبكة المدفوعات القائمة على تقنية بلوكتشين من “جي بي مورغان تشيس”، مستفيدةً منها لتسوية معاملات الصرف الأجنبي (FX) في الوقت الفعلي وعلى مدار الساعة.
تُتيح المنصة، المسماة Kinexys Digital Payments، تسويات فورية عبر الحدود بالدولار الأميركي والجنيه الإسترليني واليورو، وفقًا لتقرير بلومبرغ. وتأتي هذه الخدمة لتجاوز القيود المرتبطة بأنظمة دفع الصرف الأجنبي التقليدية، التي تقتصر على أيام الأسبوع وقد تستغرق عدة أيام لإتمام التسوية. وتسعى Kinexys إلى توفير سرعة وشفافية وإمكانية الوصول المستمرة لحركة أموال الشركات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
تتمتع B2C2 بميزة السيولة على مدار الساعة
بالنسبة لشركة B2C2، التابعة لشركة SBI Holdings اليابانية، يوفر هذا التكامل ميزة استراتيجية في إدارة السيولة خلال تقلبات سوق العملات الرقمية.
وفي هذا السياق، صرّح الرئيس التنفيذي لشركة B2C2، “توماس ريستوت”، قائلاً: “هذا يمنحنا القدرة على نقل الأموال على مدار الساعة بسلاسة”. وأضاف: “يُعد هذا عنصرًا أساسيًا لإدارة المخاطر”. وأوضح ريستوت أن الالتزام بالأنظمة المصرفية التقليدية قد يكون مُقيّدًا عند حدوث تحولات حادة في أسواق العملات الرقمية خلال عطلات نهاية الأسبوع، حيث غالبًا ما يعجز المتداولون عن سحب أموالهم عند إغلاق البنوك”.
كما تُسلّط هذه الخطوة الضوء على اتجاه أوسع بين المؤسسات الكبيرة التي تتجه نحو البنية التحتية للدفع بتقنية بلوكتشين لتحديث إدارة النقد والسيولة العالمية، وتحقيق كفاءة أعلى في العمليات المالية.
يتسارع اعتماد تقنية بلوكتشين بين الشركات العالمية
ُعد الأنظمة القائمة على بلوكتشين بتسويات أسرع، وتكاليف تشغيلية أقل، ورؤية أفضل للسيولة النقدية، وهي تحديات قائمة منذ فترة طويلة في مجال التمويل عبر الحدود.
ورغم أن البنوك قد اختبرت تقنية دفتر الأستاذ الموزع لسنوات، إلا أن القليل من المشاريع حقق نطاقًا تجاريًا مستدامًا حتى الآن. أُطلقت شبكة Kinexys التابعة لبنك جي بي مورغان في عام 2019، وتُعالج حاليًا حوالي 3 مليارات دولار من المعاملات اليومية، مقارنةً بـ 10 تريليونات دولار التي تُعالجها إدارة المدفوعات التقليدية في البنك. ومع ذلك، يتزايد الاعتماد تدريجيًا مع سعي المزيد من الشركات إلى رقمنة وأتمتة عملياتها المالية.
“سيمنز” تُوسّع نطاق استخداماتها لتقنية بلوكتشين
تواصل “سيمنز”، التي نفّذت في الآونة الأخيرة تحويلًا شبه فوري من الدولار الأميركي إلى اليورو عبر منصة Kinexys، ريادتها في تبني الأدوات المالية القائمة على تقنية بلوكتشين.
كانت الشركة الصناعية الألمانية العملاقة من بين أوائل عملاء جي بي مورغان الذين استخدموا حسابات الإيداع القائمة على بلوكتشين لتحويل الأموال بين فروعها العالمية قبل أربع سنوات.
وقال الرئيس العالمي لإدارة النقد والمدفوعات في “سيمنز”، “هايكو نيكس”: “يُخطو هذا التحسين خطوة للأمام، إذ يُبسّط معاملات الصرف الأجنبي في الوقت الفعلي، ويتجاوز حواجز المنطقة الزمنية، ويُمكّن من توفير السيولة النقدية بدقة في الوقت والمكان المناسبين”.
تريمونت تُخفّض أوقات سداد القروض باستخدام Kinexys
لا يقتصر الزخم الذي تحظى به تقنية بلوكتشين من جي بي مورغان على شركات مثل سيمنز وقطاع الأعمال بين المستهلكين. ففي الشهر الماضي، بدأت شركة تريمونت ذ.م.م، وهي شركة خدمات قروض عقارية تجارية تُدير أصولًا بقيمة 730 مليار دولار، باستخدام شبكة Kinexys لأتمتة معالجة مدفوعات القروض.
هذا ويتيح التكامل الآن تحديد المدفوعات والتحقق منها وتوجيهها في غضون دقائق، مقارنةً بوقت التسوية الذي كان يستغرق يومين في الأنظمة التقليدية. وصرح الرئيس التنفيذي بيل سيكستون بأن شركة تريمونت اعتمدت المنصة لأول مرة في أغسطس، وتخطط لتوسيع نطاق استخدامها العام المقبل.
خطوة نحو تمويل فوري على مدار الساعة
على الرغم من أن Kinexys تُمثل حاليًا جزءًا صغيرًا من إجمالي تدفقات مدفوعات جي بي مورغان، إلّا أن نموها يُشير إلى تحول جذري في التمويل العالمي،من الأنظمة القائمة على الدفعات إلى التسويات الفورية القابلة للبرمجة.
ومع سعي الشركات لتحقيق كفاءة تتجاوز ساعات العمل المصرفية التقليدية، تبرز شبكة بلوكتشين التابعة لجي بي مورغان كجسر رئيسي بين التمويل التقليدي والابتكار الرقمي، مما يمكّن الشركات من إدارة السيولة والتحويلات المالية بسرعة ومرونة غير مسبوقة.
