أخبار عالميةأصول ممثلة رقميًاشركات

“جي بي مورغان” تُرجع موجة البيع في سوق الأصول الرقمية إلى نشاط المتداولين الأفراد

كشف محللو جي بي مورغان إلى أن التصحيح الحاد الذي شهدته أسواق العملات الرقمية الأسبوع الماضي نتج بشكل رئيسي عن نشاط المستثمرين الأفراد المحليين في مجال العملات الرقمية، وليس عن المؤسسات الكبرى أو حاملي صناديق التداول الفورية.
وأوضح المدير الإداري في جي بي مورغان، وفريقه البحثي، “نيكولاوس بانيغيرتزوجلو”، أن هناك “أدلة محدودة” على تورط صناديق التداول الفورية في موجة الانهيار الأخيرة. فقد لاحظ البنك تدفقات خارجية طفيفة فقط من صناديق تداول بيتكوين وإيثيريوم الفورية، إلى جانب تصفية محدودة في عقود بيتكوين الآجلة ببورصة شيكاغو التجارية، وهو ما يُشير إلى أن عمليات البيع الواسعة كانت في الأساس نتيجة لتخفيضات الرافعة المالية من قبل متداولي الزخم والخوارزميات.

بدأت شرارة الانهيار عندما فاجأت تغريدة من الرئيس الأميركي المتداولين المثقلين بالديون، مما أدى إلى سلسلة متتالية من عمليات تصفية المراكز، وأحد أكبر الانخفاضات في تاريخ العملات الرقمية، بخسائر قاربت 20 مليار دولار أميركي.
واستمر تراجع البيتكوين خلال هذا الأسبوع، ليستقر عند حدود 108 آلاف دولار أميركي بعد أن أدت عمليات التصفية الأخيرة إلى محو أكثر من 6 مليارات دولار من القيمة السوقية للعملات الرقمية. وجاء هذا الانخفاض بعد أسابيع قليلة من بلوغ الأسعار ذروتها التاريخية في أكتوبر، متجاوزةً 126 ألف دولار، قبل أن يتراجع الزخم وسط مؤشرات على تباطؤ اقتصادي عالمي وتزايد الضغوط النقدية. ويرى بعض المحللين أن هذا التراجع يعكس اتجاهاً أوسع لتقليص المخاطر في الأسواق العالمية، مع استعداد المستثمرين لفترة من النمو البطيء والسياسات المالية الصارمة.

كما عكست الإيثيريوم ومعظم العملات الرقمية الكبرى هذا الاتجاه الهبوطي، إذ تراجعت بنسبة تقارب 12% خلال الشهر الماضي، رغم التدفقات الإيجابية القياسية إلى صناديق التداول الفورية في البورصة الأميركية في وقت سابق من هذا العام.
وزاد من تعقيد المشهد تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب المخاوف المستمرة في القطاع المصرفي، مثل حالات الشطب الناتجة عن الاحتيال وانهيار شركة تريكولور هولدينغز المتخصصة في الإقراض عالي المخاطر. وقد أعادت هذه التطورات إشعال المخاوف بشأن جودة الائتمان، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب، الذي سجّل مؤخرًا مستويات قياسية جديدة.

ورغم موجة التصحيح الحالية، يواصل اللاعبون في القطاع تركيزهم على التبني طويل الأمد لتقنية البلوكتشين والعملات الرقمية. ويبرز ذلك من خلال صفقات كبرى مثل استحواذ ريبل على شركة إدارة الخزينة جي تي تريجري (GTreasury) بقيمة مليار دولار أميركي، وشراء بيتماين أصولاً مرتبطة بالإيثيريوم بقيمة 417 مليون دولار، ما يعكس استمرار الجهود لدمج التكنولوجيا الرقمية في البنية المالية التقليدية.

في المقابل، لا تزال المعنويات السوقية هشّة. فقد تراجع مؤشر “الخوف والجشع” في سوق العملات الرقمية إلى أدنى مستوياته منذ أبريل الماضي، بينما تُظهر أسواق الخيارات أن المتداولين يدفعون علاوات مالية مرتفعة للحماية من المخاطر السلبية. وتشير هذه المؤشرات إلى أن الثقة في تعافٍ سريع لا تزال محدودة، وأن السوق بحاجة إلى وقت لاستعادة استقراره بعد هذه الموجة الحادة من التقلبات.

مكتب التحرير

مكتب التحرير في موقع آنلوك بلوكتشين الصحافي مؤلف من مجموعة من الصحافيين المتخصصين في مجال تقنيات البلوكتشين والتكنولوجيا المالية والعملات الرقمية. يهدف فريق عمل آنلوك لتزويدكم بكل التطورات والأخبار والتحليلات حول تقنية بلوكتشين والمشتقات المرتبطة بها وإلى نشر المعرفة الصحيحة حولها في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. تواصل مع فريق العمل عبر هذا البريد الإلكتروني: info(@)unlock-bc.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى