بنك إنكلترا يحافظ على سقف العملات المستقرة لتأمين استقرار السوق المالي الرقمي

أكد بنك إنجلترا أنه لن يرفع الحدود القصوى المقترحة لكمية العملات المستقرة التي يمكن للأفراد والشركات امتلاكها، إلا بعد التأكد من أن هذه الأصول الرقمية لا تُشكل تهديدًا على الاستقرار المالي في البلاد. ويتبنّى البنك المركزي البريطاني موقفًا أكثر تحفظًا مقارنة بالعديد من الهيئات التنظيمية العالمية تجاه اعتماد العملات المستقرة، وهي نوع من الأصول الرقمية المدعومة بالعملات الورقية، والتي شهدت انتشارًا متزايدًا خلال السنوات الأخيرة مع توسع استخدام تقنيات البلوكشين في المدفوعات.
ورغم معارضة قطاع الأصول الرقمية لتلك القيود، شددت سارة بريدن، نائبة محافظ بنك إنجلترا، في كلمةٍ ألقتها يوم الأربعاء، على ضرورة فرض هذه الحدود بالنظر إلى المخاطر المحتملة الناتجة عن التدفقات السريعة للودائع المصرفية نحو العملات المستقرة.
وقالت بريدن إن هذه التدفقات الكبيرة قد تؤدي إلى “انخفاض حاد في الائتمان الموجه للشركات والأسر، إذا لم يتمكن النظام المصرفي من زيادة اعتماده على التمويل بالجملة من جهات غير مصرفية، وبوتيرة سريعة وعلى نطاق واسع”.
وفي وقتٍ سابق، أشار بنك إنجلترا إلى أنه يدرس تطبيق حدود تتراوح بين 10,000 و20,000 جنيه إسترليني (أي ما يعادل نحو 26,778 دولارًا أميركيًا) للأفراد، مع مستويات أعلى مخصصة للشركات، في خطوة تميّزه عن غيره من الدول الكبرى التي لم تفرض بعد قيودًا مشابهة على حيازة العملات المستقرة.
ومن المتوقع أن ينشر البنك خلال الشهر المقبل ورقة استشارية جديدة تتضمن مقترحات محدّثة بشأن الإطار التنظيمي المستقبلي لهذه الأصول. وتهدف هذه المشاورة إلى جمع آراء أصحاب المصلحة حول المستويات المناسبة للحدود المقترحة.
وأوضحت بريدن أن البنك المركزي “سيُزيل هذه الحدود بمجرد أن يثبت أن التحوّل نحو العملات المستقرة لم يعد يشكل تهديدًا على تمويل الاقتصاد الحقيقي”. كما أشارت إلى أن الشركات الكبرى قد تُعفى من الحد الأقصى، بما يسمح لها بامتلاك كميات أكبر عند الحاجة التشغيلية.
وبموجب الإطار التنظيمي البريطاني المقترح، سيُناط بـ بنك إنجلترا الإشراف على العملات المستقرة النظامية المقومة بالجنيه الإسترليني أو تلك المستخدمة على نطاق واسع في المدفوعات، في حين ستتولى هيئة السلوك المالي (FCA) تنظيم الأنواع الأخرى من العملات ضمن نظام أكثر مرونة. كما يعمل البنك بالتعاون مع وزارة الخزانة الأميركية على تطوير آلية لتسوية المدفوعات بالعملات المستقرة، تضمن استمرارية الخدمات للمستخدمين حتى في حال فشل جهة الإصدار.
وفي ختام كلمتها، رفضت بريدن الانتقادات التي تزعم أن المملكة المتحدة تتأخر في تنظيم قطاع الأصول الرقمية، مؤكدة أن الإطار التنظيمي الشامل من المتوقع الانتهاء منه بحلول العام المقبل، بما يتماشى مع الأهداف والسياسات الأميركية في هذا المجال.