“إيثيريوم” تبدأ اختبار ترقية “فوساكا” ضمن شبكة “سيبوليا” التجريبية

طوّر مطوّرو الإيثيريوم خارطة طريقهم هذا الأسبوع بإطلاق ترقية “فوساكا – Fusaka” على شبكة “سيبوليا – Sepolia” التجريبية، في ثاني تجربة رئيسية تسبق التفعيل على الشبكة الرئيسية. وبعد نجاح تجربة هولسكي – Holesky” السابقة، يستعد الفريق لاختبار “هودي – Hoodi” كمرحلة نهائية قد تمهّد الطريق للإطلاق الرسمي في وقت لاحق من هذا الشهر.
هذا ويُشكّل إطلاق “فوساكا” على شبكة سيبوليا صباح الثلاثاء خطوة مهمة للمطورين للتحقق من أداء الترقية في بيئة واقعية تحاكي ظروف الشبكة الفعلية. وبعد أسبوعين فقط من تجربة هولسكي الناجحة، عززت نتائج الاختبار الثقة في استقرار الترقية واستعدادها للمرحلة المقبلة. وأوضح المطورون أن شبكة سيبوليا تُعد بيئة اختبار موثوقة، تُساعد على اكتشاف أي ثغرات أو تحديات تقنية قبل وصول الترقية إلى شبكة البلوكتشين الرئيسية.
في جوهر ترقية فوساكا تأتي تقنية PeerDAS، وهي آلية مبتكرة للتحقق من البيانات صُممت لتقليل متطلبات عرض النطاق الترددي. فبدلاً من إلزام المُحققين بمعالجة كتل بيانات كاملة، تتيح لهم هذه التقنية التعامل مع أجزاء محددة فقط، مما يُخفف الضغط على البنية التحتية ويُقلل من تكاليف التشغيل لكل من المُحققين وشبكات الطبقة الثانية. وبهذا، تُساهم PeerDAS في توسيع نطاق نظام الإيثيريوم البيئي مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الأمان والكفاءة، ما يجعل الشبكة أكثر جاذبية للمستخدمين المؤسسيين والمطورين.
ومع اكتمال تجربة سيبوليا بنجاح، يتجه الاهتمام الآن إلى شبكة هودي، وهي أحدث شبكات الاختبار الخاصة بإيثيريوم والمُخصصة للتجربة النهائية المقررة في 28 أكتوبر. وعلى عكس شبكة هولسكي التي تقترب من الإلغاء، صُممت هودي لتعكس بدقة بيئة الشبكة الرئيسية، ما يجعل نتائجها أكثر واقعية ودقة. ويتوقع المطورون أن تُحدد هذه التجربة بشكل نهائي مدى جاهزية فوساكا للتفعيل الرسمي، إذ إن نجاحها سيمهد الطريق لتحديد موعد إطلاق الشبكة الرئيسية.
هذا وتأتي ترقية فوساكا بعد أشهر قليلة من ترقية بيكترا – Pectra”، في إشارة واضحة إلى وتيرة التطوير المتسارعة للإيثيريوم. ويُظهر هذا التتابع المنتظم في الاختبارات والنشر أن عملية تطوير الشبكة أصبحت أكثر نضجًا واستدامة، حيث يتم التركيز على رفع الكفاءة وخفض التكاليف وتعزيز المرونة التشغيلية. ومع ترقية فوساكا، تُواصل إيثيريوم مسارها نحو بنية أكثر كفاءة واستدامة، واضعةً نصب أعينها هدفًا واحدًا: بناء نظام رقمي عالمي قادر على التوسع دون التضحية بالأمن أو اللامركزية.