“مارا هولدينغز” تستثمر 46 مليون دولار في بيتكوين بعد انهيار سوق الكريبتو

استحوذت شركة “مارا هولدينغز”، وهي من أبرز شركات تعدين بيتكوين، على 400 بيتكوين بقيمة 46.29 مليون دولار أميركي من مزود السيولة المؤسسي للأصول الرقمية فالكون إكس في وقتٍ سابق من اليوم، في خطوةٍ تعكس ثقة المستثمرين المؤسسيين في السوق. ويبدو أن هؤلاء المستثمرين يرون في الانهيار التاريخي للسوق الأسبوع الماضي فرصةً للشراء، لا بدايةً لمرحلة ضعفٍ ممتدة.
ويُعدّ هذا الاستحواذ، الذي تم عبر محفظة الشركة المسماة “3MYao”، تعزيزًا لمركز مارا هولدينغز في سوق العملات الرقمية، إذ ارتفع إجمالي حيازاتها إلى أكثر من 53,000 بيتكوين، ما يُرسّخ مكانتها كثاني أكبر شركة مالكة لبيتكوين بعد شركة سترَاتيجي التي تمتلك نحو 640,031 بيتكوين، وفقًا لبيانات موقع بيتكوين تريزوريز نت.
ويأتي هذا التطور في وقتٍ يشهد فيه سوق العملات الرقمية ارتدادًا قويًا، حيث ارتفع سعر بيتكوين بنسبة 3.2% خلال الـ 24 ساعة الماضية ليصل إلى 114,763 دولارًا أميركيًا، وفقًا لبيانات كوين جيكو. ويأتي هذا التعافي بعد ما اعتُبر أكبر عملية تصفية في تاريخ سوق العملات الرقمية يوم الجمعة الماضي.
فقد تمّ مسح أكثر من 19 مليار دولار أميركي من المراكز المفتوحة عقب تهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسومٍ جمركية “ضخمة” على الصين، وهو ما تسبب بانخفاض سعر بيتكوين من أكثر من 121,000 دولار إلى أقل من 106,000 دولار، قبل أن تبدأ الأسعار بالتعافي لاحقًا.
واستعادت الأسواق بعض الهدوء خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد أن خفف ترامب من حدة لهجته عبر منشور على منصة تروث سوشيال، أكد فيه أن واشنطن “تريد مساعدة الصين، لا إيذاءها”، واصفًا الرئيس الصيني شي جين بينغ بأنه “شخصية تحظى باحترام كبير”.
وفي هذا السياق، قال “باف هوندال”، كبير محللي السوق في شركة Swyftx، لموقع Decrypt: “شهد السوق حالة من الفوضى الأسبوع الماضي، لكن المستثمرين سارعوا إلى الشراء بمجرد ظهور إشارات التعافي”. وأضاف: “كانت هذه أكبر عملية تصفية في تاريخ العملات الرقمية، ومع ذلك، كما في كل مرة يحدث فيها تصحيح واسع، يعود السوق تدريجيًا إلى مساره الطبيعي، وهو ما نراه الآن مع شركة مارا”.
وأشار “هوندال” إلى أن مارا هولدينغز تبدو كأنها تتبنى نظرة مستقبلية متفائلة، معتبرةً أن الظروف الجيوسياسية الحالية قد تمنح بيتكوين مجالًا أوسع للنمو، خاصة في ظل احتمالات التيسير النقدي العالمي وتراجع الضغوط التضخمية الناتجة عن انخفاض أسعار النفط وضعف الطلب.
أما على صعيد الأسواق المالية التقليدية، فقد أغلق سهم مارا عند 18.64 دولارًا أميركيًا في 10 أكتوبر، منخفضًا بنسبة 7.75% عن إغلاقه السابق البالغ 20.20 دولارًا أميركيًا، ما يعكس استمرار حالة الضعف العامة في السوق، وفقًا لبيانات غوغل فاينانس.