“تلغرام” تتيح لمستخدميها تداول الأسهم الأميركية الممثلة رقمياً عبر محفظتها

في خطوة قد تُعيد رسم ملامح العلاقة بين التكنولوجيا والمال، تستعد “تلغرام” لتحويل محفظتها الرقمية إلى بوابة تربط التمويل التقليدي بعالم الأصول الحديثة. ابتداءً من أكتوبر، سيتمكن ملايين المستخدمين المؤهلين من تداول الأسهم وصناديق التداول الفورية المرتبطة بأسواق أميركية مباشرةً داخل التطبيق، بفضل شراكة مع منصة التداول Kraken وشركة Backed. ويُعد هذا الإطلاق إحدى أكبر مبادرات طرح الأسهم الممثلة رقمياً الموجهة للمستهلكين حتى الآن.
في المرحلة الأولى، ستوفر الخدمة أكثر من 60 سهمًا وصندوقتداول فوري في إصدار المحفظة المحفوظ، على أن يتم لاحقًا دعم محفظة TON ذاتية الحفظ. ووصفت “تلغرام” هذا التكامل بأنه خطوة استراتيجية تهدف إلى تعميم الوصول إلى أسواق رأس المال عالميًا.
ويأتي هذا التطور في وقت يُعاني فيه ملايين الأفراد حول العالم من غياب الخدمات المصرفية التقليدية أو محدودية الوصول إليها. وأشارت “تلغرام” إلى أن هؤلاء غالبًا ما تقتصر خياراتهم المالية على الأموال المتنقلة أو القروض الصغيرة، دون أي فرصة فعلية للاستثمار طويل الأجل.
وفي هذا السياق، قالت الشركة إن “الأسهم الممثلة رقمياً وصناديق التداول الفورية في محفظة “تلغرام” تسعى إلى سد هذه الفجوة، ومنح المستخدمين العاديين والفئات غير المتعاملة مع البنوك وصولًا مباشرًا إلى الأدوات المالية التي كانت حكرًا على قلة محظوظة”.
ومع إطلاق الخدمة، سيتمكن المستخدمون من الاستثمار في نسخ رمزية من أسهم شركات بارزة مثل Apple (AAPL) وTesla (TSLA) ومؤشر S&P 500 (SPY)، إضافةً إلى TON Strategy Co (TON)، إلى جانب مجموعة أوسع من الأسهم العالمية.
وقد برزت فكرة “التمثيل الرقمي” كأحد العناوين الأبرز في سوق الأسهم الصاعدة لعام 2025، حيث دخلت شركات كبرى مثل BlackRock وOndo Finance إلى هذا المجال بقوة. ويُقدّر المحللون أن سوق الأصول الرقمية نما بالفعل إلى مئات المليارات من الدولارات، تقوده فئات رئيسية مثل الأسهم وصناديق الاستثمار والسندات.
ومع هذا الإطلاق، قد تتحول محفظة “تلغرام” سريعًا إلى واحدة من أكبر المراكز العالمية للمنتجات المالية الممثلة رقمياً. وتشمل خارطة الطريق المستقبلية أيضًا توسيع الخدمة لتشمل صناديق التداول الفورية والسندات وغيرها من الأصول الواقعية، في خطوة من شأنها إعادة تشكيل الطريقة التي يتعامل بها المستخدمون مع الاستثمارات.
ولا يُنظر إلى هذه المبادرة باعتبارها مجرد توسعة لمنتجات “تلغرام”، بل باعتبارها تحوّلًا استراتيجيًا يضع منصة المراسلة في طليعة المشهد المالي الجديد، حيث تمتزج الأسواق التقليدية مع السرعة والشفافية والنطاق الواسع الذي توفره تقنية البلوكتشين عالميًا.