الإمارات وسنغافورة تتصدران التصنيفات العالمية للاهتمام بالعملات الرقمية
تشهد العملات الرقمية في السنوات الأخيرة نموًا متسارعًا حول العالم، حيث لم تعد مقتصرة على المستثمرين الأفراد أو المؤسسات المتخصصة، بل أصبحت جزءًا أساسيًا من المشهد المالي العالمي.
برزت سنغافورة والإمارات العربية المتحدة كأكثر الأسواق حماسًا في العالم في مجال العملات الرقمية، وذلك وفقًا لبحث جديد أجرته منصة التداول اللامركزية ApeX Protocol.
وقد قيّمت الدراسة 50 دولة استنادًا إلى أربعة معايير رئيسية: معدلات الملكية، ونمو التبني، ونشاط البحث عبر الإنترنت، وتوافر أجهزة الصراف الآلي الخاصة بالعملات الرقمية.
حققت سنغافورة درجة الكمال 100، وهو ما يعكس ارتفاعًا حادًا في ملكية الأصول الرقمية. إذ يمتلك نحو ربع السنغافوريين عملات رقمية، بينما تسجّل الدولة المدينة حوالي 2000 عملية بحث مرتبطة بالعملات الرقمية عبر جوجل لكل 100,000 نسمة. وللمقارنة، ففي عام 2021 لم تتجاوز نسبة حاملي الأصول الرقمية هناك 11% فقط من السكان.
تلتها الإمارات العربية المتحدة بفارق طفيف بدرجة مركبة بلغت 99.7. وهي تتصدر العالم في ملكية العملات الرقمية، حيث يمتلك أكثر من 25% من السكان عملات رقمية. وقد ارتفع معدل التبني في الدولة الخليجية بأكثر من 200% منذ عام 2019، وبرزت قفزة استثنائية في عام 2022 حين أعلن أكثر من ثلث السكان عن امتلاكهم لهذه العملات.
أميركا الشمالية وتركيا تكملان قائمة الدول الرائدة
جاءت الولايات المتحدة الأميركية في المركز الثالث بنتيجة 98.5، مستفيدةً بشكل كبير من بنيتها التحتية المتقدمة. إذ تعمل أكثر من 30,000 جهاز صراف آلي للعملات الرقمية في جميع أنحاء البلاد، وهو رقم يفوق بعشر مرات ما هو متاح في أي دولة أخرى. كما نما استخدام العملات الرقمية هناك بنسبة 220% منذ عام 2019.
أما كندا فقد احتلت المركز الرابع، مسجلةً أسرع وتيرة نمو في التقرير بنسبة 225%. واليوم يمتلك حوالي 10% من الكنديين أصولًا رقمية، فيما يزيد عدد أجهزة الصراف الآلي للعملات الرقمية فيها عن 3,500 جهاز.
وأكملت تركيا المراكز الخمسة الأولى بنتيجة 57.6، إذ يمتلك ما يقرب من خُمس سكانها عملات رقمية. ولا يزال الاهتمام مرتفعًا، حيث يُسجَّل ما يقارب 1000 عملية بحث متعلقة بالعملات الرقمية لكل 100,000 نسمة شهريًا.
كما استكملت كلٌّ من ألمانيا وسويسرا وأستراليا والأرجنتين وإندونيسيا قائمة المراتب العشرة الأولى، بفضل مزيج من ارتفاع نسب الملكية وتزايد الاهتمام الشعبي.
وقد علّق متحدث باسم ApeX Protocol على هذه النتائج قائلًا: “إنها تعكس بوضوح كيف أصبحت العملات الرقمية جزءًا من التيار المالي الرئيسي، وهو انعكاس لطريقة تفاعل الناس مع التكنولوجيا والمال والثقة في العصر الرقمي”.
اتجاهات أوسع في التبني
إلى جانب ذلك، تُظهر بيانات منفصلة صادرة عن شركة تحليلات البلوكتشين Chainalysis أن الولايات المتحدة صعدت إلى المركز الثاني في مؤشرها العالمي لتبني العملات الرقمية لعام 2025، وذلك بدعم من التدفقات الكبيرة إلى صناديق بيتكوين الفورية المتداولة في البورصة، فضلًا عن وضوح التوجيهات التنظيمية.
في المقابل، حافظت الهند على المركز الأول للعام الثالث على التوالي، بينما جاءت كل من باكستان وفيتنام والبرازيل في مراتب متقدمة أيضًا.
تجمع هذه التقارير على إبراز تحول جوهري في المشهد المالي العالمي: إذ لم تعد العملات الرقمية مجرد استثمار متخصص، بل باتت تمثّل عنصرًا محوريًا في كيفية تعامل الدول والأفراد مع التمويل في العصر الرقمي.
