تحقيقات أميركية في تحركات الأسهم قبيل إفصاح الشركات عن سندات الخزانة الرقمية

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الجهات التنظيمية الأميركية تحقق في التقلبات الحادة التي شهدتها أسعار الأسهم قبل أن تكشف بعض الشركات عن خططها لجمع الأموال لشراء سندات الخزانة الرقمية.
وبحسب مصادر للصحيفة، فإن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية وهيئة تنظيم القطاع المالي تواصلتا مع عدد من الشركات التي أعلنت هذا العام عن استراتيجياتها المتعلقة بسندات الخزانة الرقمية، والتي يزيد عددها عن 200 شركة. وقد حذّر المسؤولون هذه الشركات من احتمال انتهاك القواعد المرتبطة بمشاركة معلومات جوهرية غير معلنة بشكل انتقائي.
ويأتي هذا التدقيق في وقت تتسارع فيه موجة تبني الشركات لاستراتيجيات سندات الخزانة الرقمية. فاستنادًا إلى نجاح شركة “ستراتيجي”، سارعت عشرات الشركات من خارج قطاع العملات الرقمية إلى الإعلان عن خطط لجمع رؤوس أموال مخصصة لشراء البيتكوين.
وتعزز هذا التوجه في أوائل عام 2025 بعد أن أصدر الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا بإنشاء احتياطي استراتيجي وطني للبيتكوين. ومنذ ذلك الحين، كشفت أكثر من 60 شركة، تتنوع بين البرمجيات والألعاب والتكنولوجيا الحيوية والطاقة، عن نيتها استثمار أجزاء من ميزانياتها العمومية في العملات الرقمية، مستهدفةً جمع أكثر من 20 مليار دولار عبر الطروحات العامة، والسندات القابلة للتحويل، والاكتتابات الخاصة. وقد كان الهدف المعلن هو التحوط من التضخم، وجذب المستثمرين الشباب، ومجاراة المكاسب الضخمة التي حققتها الشركات الناشئة.
لكن مع ذلك، غالبًا ما ارتفعت أسعار الأسهم بشكل ملحوظ في الأيام السابقة للإعلانات، حيث تضاعفت أحيانًا مرتين أو ثلاث مرات. وقد أثارت هذه التحركات غير المبررة شكوكًا حول احتمال تسريب تفاصيل سرية للمستثمرين، الأمر الذي دفع الجهات التنظيمية إلى تكثيف إجراءاتها الرقابية.
وتُعد مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا من أبرز الأمثلة؛ إذ شهدت أسهمها أسبوعًا من التقلبات غير العادية قبل إعلانها في 27 مايو عن عزمها جمع 2.5 مليار دولار من خلال سندات بيتكوين. وقد رفعها ذلك إلى مصاف أكبر الشركات المالكة للعملة، إلى جانب Strategy وMarathon Digital Holdings. غير أن الجهات التنظيمية سارعت لفتح تحقيق في تداولات مشبوهة سبقت الإعلان.
هذا وسارت GameStop على مسار مشابه، إذ أعلنت في 28 مايو عن شراء بيتكوين بقيمة 500 مليون دولار أميركي، إلا أن أسهمها كانت قد قفزت بنسبة 40% خلال الجلسات الثلاث السابقة للخبر. وتُراجع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أوامر شراء مرتبطة بموردي الشركة، بينما تحقق هيئة تنظيم الصناعة المالية في اتصالات الوسطاء.
كما أثارت شركة التكنولوجيا الحيوية MEI Pharma الانتباه في يوليو عندما أعلنت عن تخصيص ربع احتياطياتها النقدية لليتكوين، بعد أن تضاعف سهمها تقريبًا في أربعة أيام فقط، وسط نشاط غير معتاد في خيارات الشراء. ويبحث المحققون ما إذا كانت إحاطات المستثمرين قد انتهكت قواعد الإفصاح.