بيتكوين وإيثيريوم تحافظان على مستويات ثابتة قبل اجتماع الفيدرالي المرتقب

لم تشهد أسعار البيتكوين والإيثيريوم تغيرًا يُذكر يوم الثلاثاء، إذ يترقب المتداولون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء. ويُعد هذا القرار محط متابعة دقيقة، حيث يرى المحللون أنه قد يُعيد ضبط شهية المخاطرة حتى نهاية العام.
في هذا السياق، ركّز استراتيجي أبحاث العملات الرقمية في شركة 21Shares، “مات مينا”، على حجم التخفيضات أكثر من تركيزه على مسألة ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيُجري تخفيضات من الأساس. فالاحتمال الأساسي هو خفض بمقدار ربع نقطة أساس، وفقًا لمؤشر CME FedWatch الذي أظهر أن المتداولين تبنّوا مواقف قوية تجاه هذا الخيار. ومع ذلك، لا تزال منصات التنبؤ مثل Polymarket تشير إلى احتمال ضئيل بخفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس. ويُجمع المحللون على أن مثل هذا الخفض المفاجئ سيكون بمثابة شرارة انطلاقة جديدة لارتفاع العملات الرقمية.
وأشار “مينا” كذلك إلى وجود ما يصل إلى 7.5 تريليون دولار أميركي في صناديق أسواق النقد، والتي يُتوقع أن تشهد انخفاضًا في العائدات مع تخفيف السياسة النقدية. واعتبر أن هذا يشكل “حافزًا قويًا” لرؤوس الأموال للعودة إلى الأسهم والبدائل، ومن بينها الأصول الرقمية. وأضاف موضحًا: “خفض السعر بمقدار 25 نقطة أساس مُدرج بالفعل في التوقعات، لكن خفضًا مفاجئًا بمقدار 50 نقطة أساس من المرجح أن يُطلق شرارة موجة صعود جديدة”، محذرًا من أن رسمًا بيانيًا أكثر تشاؤمًا قد يفرض إعادة تسعير على طول المنحنى.
وقبيل اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، تراوح سعر البيتكوين يوم الثلاثاء بين 115,000 و116,000 دولار أميركي، فيما أظهر الإيثريوم حركة سعرية أفقية، في ظل ترقب الأسواق الرقمية لنتائج السياسة النقدية. ووفقًا لبيانات “ذا بلوك”، فقد بقي السوق في حالة “انتظار حذر”.
من جهته، قال تيموثي ميسير، رئيس قسم الأبحاث في BRN: “لا يزال الارتفاع هشًا قبيل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة”، مشيرًا إلى وضع متشدد في استخدام الرافعة المالية وتخفيف استراتيجيات التحوط، ما قد يفتح المجال لتحركات قوية بعد الاجتماع.
ورغم حالة الحذر، فقد شهدت التدفقات إلى صناديق التداول الفورية انتعاشًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة. إذ تُظهر بيانات “ذا بلوك” أن منتجات البيتكوين والإيثريوم الفورية الأميركية سجلت عدة جلسات متتالية من التدفقات الصافية الداخلة. ويُفسّر ميسير ذلك بأنه دليل على تجدد شهية المؤسسات بعد شهر أغسطس الذي اتسم بالتقلب.
وقد توّجت صناديق تداول البيتكوين الفورية ستة أيام متتالية من التدفقات الداخلة بحوالي 260 مليون دولار في 15 سبتمبر. أما الإيثيريوم، فقد سجل منتجاته الفورية نحو 360 مليون دولار خلال خمسة أيام متتالية من التدفقات الإيجابية.
ويُذكر أن شهر سبتمبر كان تاريخيًا من أصعب الأشهر على البيتكوين والإيثيريوم، فضلًا عن معظم العملات الرقمية الأخرى. غير أن الربع الأخير من العام غالبًا ما يشهد فترة صعودية للأصول عالية المخاطر. وفي هذا الإطار، اعتبرت منصة تداول الخيارات Derive.xyz أن تقلبات سبتمبر تشكّل “فترة استراحة” وليست نهاية الصعود.