ركود في حركة البيتكوين عند 110,000 دولار رغم توقعات خفض الفائدة
لا يزال سعر البيتكوين يتحرك في نطاق ضيق حول 110,000 دولار أميركي، في إشارة إلى حالة من الركود بالسوق بانتظار قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة المرتقب بشدة الأسبوع المقبل.
ووفقًا لبيانات صفحة أسعار العملات الرقمية على منصة “ذا بلوك”، ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 0.44% خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليتداول عند 111,074 دولارًا أميركيًا اعتبارًا من الساعة 12:22 صباحًا يوم الاثنين.
ويأتي هذا الاستقرار رغم صدور بيانات الوظائف الأميركية التي أظهرت ارتفاع عدد الوظائف غير الزراعية في أغسطس بمقدار 22,000 وظيفة فقط، وهو رقم أقل بكثير من التوقعات البالغة 75,000 وظيفة. وتشير هذه البيانات الضعيفة إلى احتمال تباطؤ الاقتصاد الأميركي، الأمر الذي قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي مبررًا إضافيًا للنظر في خفض أسعار الفائدة.
ومع اقتراب موعد قرار الفيدرالي في 17 سبتمبر، تُظهر أداة CME FedWatch احتمالية 100% لخفض سعر الفائدة. وبينما يُتوقع على نطاق واسع خفض بمقدار 25 نقطة أساس، تُرجح الأداة احتمالًا بنسبة 10% لخفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس.
وفي هذا السياق، قالت راشيل لوكاس، محللة العملات الرقمية في BTC Markets: “أثار تقرير الوظائف الأميركي الضعيف توقعاتٍ بسياسة أكثر مرونة من جانب الفيدرالي، وهو ما يدعم عادةً الأصول عالية المخاطر مثل البيتكوين”. لكنها أضافت: “مع ذلك، فقد استوعب السوق بالفعل جانبًا من هذه السياسة التيسيرية، فيما نشهد في المقابل عمليات جني أرباح من مكاتب التداول المؤسسية، بينما تظل تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة مستقرة نسبيًا”.
وأشارت لوكاس إلى أن هذا المزيج ساهم في تقييد الزخم الصعودي للبيتكوين في الوقت الراهن، وأبقى العملة ضمن نطاق تداول ضيق.
من جانبه، صرّح فينسنت ليو، مدير تكنولوجيا المعلومات في شركة كرونوس للأبحاث، لصحيفة “ذا بلوك” قائلًا: “حتى إذا قرر الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، فقد تظل أسعار البيتكوين ضعيفة”. وأوضح أن “الخفض قد يُفسَّر كإشارة إلى ضعف اقتصادي، في حين أن استمرار التضخم والحذر في مواجهة المخاطر يحدّان من شهية المستثمرين للمخاطرة”. وأضاف: “من دون تدفقات أقوى لصناديق الاستثمار المتداولة أو توسع ملموس في السيولة، يبقى مستوى 120 ألف دولار أميركي حاجزًا صعب الاختراق”.
أما على صعيد صناديق التداول الفورية، فقد شهدت تلك المرتبطة ببيتكوين وإيثيريوم تدفقات أضعف في الأسبوع الأول من سبتمبر مقارنةً بشهري يوليو وأغسطس، اللذين سجلا مستويات قياسية. وبما أن دورة السوق الحالية تعتمد بدرجة كبيرة على رأس المال المؤسسي، فإن هذا الضعف يعكس تراجعًا عامًا في زخم السوق.
وفي المقابل، أكدت لوكاس أن مستوى الدعم الرئيسي لبيتكوين يقع حاليًا عند 110,000 دولار أميركي، مشيرةً إلى أن الحفاظ على هذا المستوى يُبقي هيكل السوق إيجابيًا. وأضافت: “تقع المقاومة عند 113,400 دولار، مع مستويات إضافية عند 115,400 و117,100 دولار. واختراق هذه الحواجز سيشير إلى أن السوق استوعب ضغوط البيع الأخيرة وهو مستعد لإعادة اختبار المستويات المرتفعة”.
ومع اقتراب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأسبوع المقبل، نصح المحللون المتداولين بمتابعة المحفزات المحتملة سواءً داخل سلسلة الكتل أو خارجها. فقد أوضحت لوكاس: “يقترب عرض العملات المستقرة على السلاسل من مستويات قياسية، ما يخلق بيئة ملائمة لارتفاعات محتملة، بينما تستمر أرصدة بيتكوين وإيثريوم على منصات التداول في الانخفاض، وهو ما يخفف من ضغوط البيع على المدى القريب”. وأضافت: “في الوقت نفسه، تظل التطورات التنظيمية، مثل مساعي هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) وهيئة تداول السلع الآجلة (CFTC) لوضع أطر عمل منسقة، إلى جانب بيانات تدفقات صناديق التداول الفورية، من أبرز العوامل المؤثرة على معنويات السوق”.
وفي ختام المشهد، أشار ليو من كرونوس إلى أن تأثير اجتماع اللجنة الفيدرالية قد يتعزز بفعل صدور تقرير طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة في اليوم التالي، وهو ما قد يزيد من تقلبات الأسعار.
