أغسطس يشهد تحولًا كبيرًا في صناديق التداول بين بيتكوين وإيثيريوم

شهد شهر أغسطس انعكاسًا نادرًا في موجة تدفقات صناديق التداول الفورية، حيث تخلصت صناديق بيتكوين الفورية من 751 مليون دولار من صافي التدفقات الخارجة، بعد أسابيع قليلة من وصول الأصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 124,000 دولار. في المقابل، استوعبت صناديق إيثيريوم الفورية بهدوء 3.9 مليار دولار، وفقًا لبيانات السوق.
ويُعد هذا التباين لافتًا للنظر، إذ يمثل المرة الأولى منذ إطلاق كلا المنتجين التي تتراجع فيها صناديق بيتكوين الفورية، بينما سجلت صناديق إيثيريوم الفورية تدفقات واردة قوية في الشهر نفسه، مما يشير إلى أن المستثمرين المؤسسيين ربما يعيدون موازنة محافظهم الاستثمارية بين الأصول الرقمية.
تؤكد بيانات شبكة بيتكوين، حيث أظهر تقرير حديث من Glassnode انخفاضها إلى ما دون أساس التكلفة لحاملي الأصول لمدة شهر وثلاثة أشهر، ما يضع المستثمرين قصيري الأجل في موقف حرج ويزيد من خطر حدوث تراجع أعمق. ويشير التحليل إلى أن انخفاضًا مستمرًا دون أساس التكلفة لمدة ستة أشهر، بالقرب من 107,000 دولار، قد يؤدي إلى تسريع الخسائر نحو منطقة الدعم بين 93,000 و95,000 دولار، حيث تراكمت آخر مرة مجموعة كبيرة من حاملي الأسهم طويلة الأجل.
وتعكس أسواق التنبؤ هذا الحذر، إذ يُقدّر متداولو السوق المتعدد الآن احتمالية بنسبة 65% لعودة بيتكوين إلى مستوى 100,000 دولار قبل بلوغ 130,000 دولار، بينما يتوقع 24% فقط وصولها إلى 150,000 دولار بنهاية العام. ويشير هذا التحول إلى أن المستثمرين يرون أن الارتفاع في يوليو كان مفرطًا، دون تجدد الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة لدعمه.
في المقابل، استفادت إيثيريوم من تدفقات واردة أكثر استقرارًا، حيث سجّلت صناديق تداول إيثيريوم الفورية صافي اشتراكات إيجابية في 10 من الأشهر الـ12 الماضية. وساعدت حصيلة أغسطس البالغة 3.9 مليار دولار على تحقيق العملة مكاسب بنسبة 25% خلال 30 يومًا، على الرغم من أسبوع عصيب شهد تذبذبًا شديدًا.
مع انحسار موجة صناديق تداول بيتكوين الفورية، يبدو أن العرض المؤسسي الأكثر ثباتًا لإيثيريوم قد يبرز كثقل مستقر في السوق، وربما يكون بداية لقصة دوران نحو نهاية العام، تعيد ترتيب أولويات المستثمرين في الأصول الرقمية.