“ميتابلانيت” تصوّت على خطة بيع أسهم بقيمة 884 مليون دولار لشراء بيتكوين

تستعد شركة ميتابلانيت، القابضة اليابانية المتخصصة في بيتكوين، لعقد اجتماع لمساهميها في طوكيو في اليوم، للتصويت على خطة لبيع ما يصل إلى 550 مليون سهم جديد في الخارج، بهدف جمع نحو 884 مليون دولار أميركي. ويأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية الشركة لزيادة استثماراتها في الأصول الرقمية، حيث تخطط لاستخدام معظم العائدات لشراء المزيد من البيتكوين.
ويُتوقع أن يحضر الاجتماع إريك ترامب، نجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يشغل منصب مستشار للشركة منذ مارس. وتمتلك ميتابلانيت حاليًا أكثر من ملياري دولار من البيتكوين، بعدما رفعت حيازاتها مؤخرًا إلى 20 ألف عملة، وفق بيانات موقع BitcoinTreasuries.net. وقد انعكس ذلك على أداء سهمها الذي قفز بنحو 760% خلال العام الماضي، متجاوزًا بكثير أداء مؤشر توبكس الياباني.
الجدير بالذكر أن الشركة كانت تُعرف سابقًا باسم ريد بلانيت اليابان، وكانت تركز على قطاع الفنادق قبل أن تتحول إلى العملات الرقمية. غير أن هذه النقلة لم تخلُ من تحديات، إذ سلطت الصعوبات الأخيرة الضوء على مخاطر استراتيجية النمو المعتمدة على ارتفاع أسعار الأسهم لتمويل التوسع. فمنذ منتصف يونيو، انخفض سهم الشركة بنسبة 54%، ما أدى إلى انهيار ما يسميه المحللون “آلية دولاب الموازنة”، التي كانت تسمح بتمويل الاستحواذ على البيتكوين من خلال ارتفاع سعر السهم.
وقد تسبّب هذا الانخفاض في أزمة تمويل، رغم استقرار سعر بيتكوين نسبيًا فوق 115,000 دولار أميركي. الأمر أجبر ميتابلانيت على التوجه نحو إصدارات الأسهم الممتازة والعروض الخارجية، في محاولة لجمع الـ884 مليون دولار المستهدفة. ويزداد التحدي صعوبة بالنظر إلى الهدف الطموح للشركة، والمتمثل في تجميع 210 آلاف بيتكوين بحلول عام 2027، وهو هدف يتطلب تدفقات رأسمالية كبيرة لم يعد نموذج التمويل الأصلي قادرًا على توفيرها بشكل مستدام.
كما انخفضت علاوة بيتكوين الخاصة بالشركة من أكثر من 8 أضعاف في يونيو إلى ضعفين فقط حاليًا، مما جعل الاعتماد على إصدارات الأسهم أقل جاذبية، ورفع في الوقت نفسه من مخاطر تخفيف قيمة الأسهم بالنسبة للمساهمين الحاليين.
مع ذلك، لا يمكن تجاهل المكاسب الكبيرة التي حققتها ميتابلانيت. فانتقالها من شركة فنادق متعثرة إلى خزانة بيتكوين منح مساهميها عوائد استثنائية، إذ ارتفع السهم بنسبة 760% خلال 12 شهرًا، مقارنة بـ14% فقط لمؤشر توبكس. ويعود الفضل في ذلك إلى استراتيجية المؤسس سيمون جيروفيتش، الذي قام بتصفية معظم أصول الفنادق خلال فترة الركود الاقتصادي ما بعد الجائحة، ووجّه الشركة نحو تجميع البيتكوين مستلهمًا نهج شركة مايكروستراتيجي الأميركية.
ونتيجة لهذه الاستراتيجية، أصبحت ميتابلانيت سابع أكبر مالك عام لعملة البيتكوين عالميًا، بحيازتها 20 ألف عملة تعادل قيمتها نحو 2.1 مليار دولار أميركي، ما جعلها الشركة اليابانية الوحيدة المنظمة في هذا المجال. كما توسعت قاعدة مساهميها بشكل لافت، بنمو وصل إلى 350% لتضم أكثر من 180 ألف مساهم منذ أواخر عام 2024.
ومع ذلك، يبقى مستقبل هذه الاستراتيجية محفوفًا بالمخاطر. إذ يعكس إفلاس شركة ريد بلانيت هوتيلز اليابان التابعة لها في مايو 2024 هشاشة عملية التحول التجاري، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرة ميتابلانيت على الاستمرار في الاعتماد على بيتكوين كركيزة وحيدة لنموها.