إطلاق وشيك لعملة مستقرة مدعومة بالين الياباني مع ترقب تشديد السياسة النقدية

يشهد المشهد المالي في اليابان تطورًا بارزًا هذا الشهر، مع اقتراب الإطلاق الرسمي لأول عملة مستقرة مرتبطة بالين الياباني ومبنية على تقنية البلوكتشين. وتُعتبر هذه الخطوة محطة مفصلية قد تُحدث نقلة نوعية في أنظمة المدفوعات الرقمية والتمويل العابر للحدود.
ويأتي هذا التطور في توقيت بالغ الأهمية، إذ يُتوقع على نطاق واسع أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، في تحول قد يُعزز قيمة الين ويزيد من جاذبية الأصول الرقمية المدعومة به.
في هذا السياق، تستعد هيئة الخدمات المالية اليابانية (FSA) للموافقة على أول عملة مستقرة مدعومة بالين بحلول خريف هذا العام. وتقود شركة التكنولوجيا المالية JPYC، ومقرها طوكيو، هذه الجهود، حيث تخطط للتسجيل كشركة لتحويل الأموال خلال الشهر الجاري، تمهيدًا لإطلاق عملة مستقرة مدعومة بنسبة 1:1 بالين الياباني. وتكتسب العملات المستقرة، بوصفها ممثلات رقمية مرتبطة بعملات ورقية مثل الدولار الأميركي أو اليورو أو الين، أهمية متزايدة في تسهيل التحويلات المالية والتداول والمدفوعات الدولية، مع الحد من تقلبات سوق العملات الرقمية.
شركات جديدة تدخل السباق
لكن JPYC ليست وحدها في هذا الميدان. فقد كشفت مجموعة مونيكس، عملاق الخدمات المالية في طوكيو، الأسبوع الماضي عن خطط لإطلاق عملة مستقرة خاصة بها مدعومة بالين، بهدف دعم تسويات الشركات والتحويلات العالمية. وأكد رئيس مجلس إدارتها، أوكي ماتسوموتو، أن دخول هذا السوق أصبح ضرورة، مشيرًا إلى أن “إصدار العملات المستقرة يتطلب بنية تحتية ورأس مال كبيرين، لكن تجاهل هذا المجال سيؤدي إلى التخلف عن الركب”.
توقعات رفع سعر الفائدة: دعم إضافي للعملات المستقرة
إلى جانب ذلك، تترقب الأسواق قرار بنك اليابان المركزي، وسط توقعات واسعة برفع أسعار الفائدة إما في أكتوبر أو ديسمبر المقبلين. وأكد هيروشي ناكازاوا، رئيس مجموعة هوكوهوكو المالية، أن رفع الفائدة مرجح “إذا سارت الأمور بسلاسة”.
وقد انعكس هذا التفاؤل على أداء أسهم البنوك، إذ ارتفعت أسهم مجموعة هوكوهوكو المالية بنسبة تقارب 90% منذ بداية العام، لتتصدر مؤشر توبكس لقطاع البنوك. كما توقعت بلومبرغ إيكونوميكس رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، مدفوعة بزخم التضخم القوي في طوكيو، وهو ما يقترب ببنك اليابان من هدف التضخم البالغ 2%. ومن شأن هذه الخطوة أن تعزز تدفقات رأس المال نحو العملات المستقرة المدعومة بالين، على غرار ما حدث في الولايات المتحدة عندما ساهمت زيادات الفائدة الفيدرالية في 2022 في رفع الطلب على العملات المستقرة المرتبطة بالدولار الأميركي، قبل أن يُعطّل انهيار تيرا هذا الزخم.
ارتفاع عوائد السندات وقوة الين
وفي موازاة ذلك، يُظهر سوق السندات الحكومية اليابانية، ثالث أكبر سوق في العالم، تحولات لافتة. فقد بلغت عوائد السندات لأجل 30 عامًا 3.2% في مستوى قياسي، بينما صعدت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 1.64%، وهو الأعلى منذ عام 2008.
في المقابل، تراجع الفارق بين عوائد سندات الخزانة الأميركية ونظيرتها اليابانية لأجل 10 سنوات إلى 2.62%، وهو أدنى مستوى منذ 2022. وبما أن سعر صرف الدولار مقابل الين يتبع هذا الفارق عن كثب، تتوقع تقديرات ماكرو مايكرو أن يتداول الزوج عند 144.43 ينًا، مقابل مستوياته الأخيرة البالغة نحو 147. وهذا يعزز التوقعات بمزيد من قوة الين.
بيتكوين/ين تحت الضغط
هذه التطورات انعكست بدورها على سوق العملات الرقمية، إذ يواجه زوج بيتكوين/ين (BTC/JPY) ضغوطًا قوية. فقد انخفضت العملة المُسعّرة بالين على منصة bitFlyer بنسبة 8% في أغسطس، مسجلة أدنى مستوى منذ أوائل يوليو.
كما أدى هذا التراجع إلى ظهور نمط انعكاس هبوطي مزدوج القمة، مع توقعات فنية بانخفاض إضافي نحو 14,922,907 ين ياباني، وفقًا لطريقة التحرك المقاسة. ويُشير ذلك إلى أن قوة الين والارتفاع المحتمل لأسعار الفائدة قد يشكلان ضغطًا مستمرًا على بيتكوين في المدى القريب.