هيئة تداول السلع الآجلة تعزز رقابتها على العملات الرقمية عبر منصة ناسداك

اتخذت هيئة تداول السلع الآجلة (CFTC) خطوة مهمة لتحديث أنظمة الرقابة لديها من خلال نشر تقنية المراقبة الخاصة ببورصة ناسداك، بهدف تحسين الكشف عن الاحتيال ومراقبته في الأسواق التقليدية والرقمية على حد سواء.
وأوضحت كارولين د. فام، القائمة بأعمال رئيس الهيئة، أن هذا التغيير يُعد استكمالًا لتعهدها السابق باستبدال الأنظمة القديمة. وأضافت أن الهيئة بحاجة إلى إطار عمل أقوى للتعامل مع الأصول الرقمية وهياكل التداول المعقدة، بما يضمن حماية الأسواق واستقرارها.
وفي بيان صدر في 27 أغسطس، أشارت الهيئة إلى أن منصة ناسداك توفر تنبيهات آلية وتحليلات متقدمة لمراقبة السوق، ما يُمكّن الموظفين من الاستجابة بشكل أسرع لأي سلوك تداول غير اعتيادي. ويُغني هذا التحديث عن النظام القديم الذي بُني لأول مرة في التسعينيات، ووصفته فام بأنه ضروري لمواكبة التغيرات السريعة في الأسواق المالية.
تُصمم هذه التقنية لمنع وكشف الاحتيال والتلاعب وإساءة الاستخدام، وتشمل مراقبة أسواق المشتقات التي تغطي السلع والعملات وعقود الأحداث والأصول الرقمية. ومع توسع نشاط العملات الرقمية، يُمكن للمنصة دعم الرقابة خلال فترات التقلب الشديدة، بما في ذلك مراجعة بيانات سجل الطلبات بشكل آني.
وأكد تال كوهين، رئيس ناسداك، أن الشراكة تعكس الدور المزدوج للشركة كمشغل بورصات ومزود للتكنولوجيا، مشيرًا إلى أن مكانة ناسداك الفريدة تُمكّنها من تقديم حلول تنظيمية تتكيف مع الأسواق المتطورة. وأضاف أن المنصة توفر رؤية موحدة لنشاط التداول عبر أسواق وأصول متعددة، ما يعزز فعالية الرقابة.
ويُذكر أن نظام مراقبة السوق من ناسداك يُستخدم بالفعل من قِبل أكثر من 50 بورصة و20 جهة تنظيمية حول العالم، ويُمثل انضمامه إلى هيئة تداول السلع الآجلة إحدى أبرز عمليات التبني في الولايات المتحدة. كما يُزود النظام الهيئة التنظيمية بتنبيهات آلية لتحديد أنماط التلاعب المحتمل، ويدعم تحليل مستوى المعاملات في مختلف المنصات للكشف عن مخالفات التداول.
وأشار البيان إلى أن النظام قادر على التوسع بسرعة خلال فترات ارتفاع حجم السوق، وهو أمر بالغ الأهمية، خصوصًا في أسواق العملات الرقمية التي غالبًا ما تشهد ارتفاعات مفاجئة في نشاط التداول. ويؤكد المحللون أن الوصول إلى مراقبة فورية أصبح ضروريًا لمنع الممارسات التخريبية، وأن بيانات النظام توفر للمنظمين رؤى عميقة حول تحركات السوق.
هذا وأعلنت هيئة تداول السلع الآجلة أنها تتوقع أن يُحسّن هذا النظام كفاءة جميع أقسامها، ما يُتيح للموظفين تحليل الاتجاهات والاستجابة بسرعة أكبر لتهديدات السوق. كما تسمح البنية المرنة للنظام بدمج الأصول التقليدية والرقمية ضمن إطار مراقبة واحد، مما يمنح المنظمين رؤية شاملة لسلوكيات التداول.
تأتي هذه الخطوة ضمن سعي أوسع لتحديث عمليات هيئة تداول السلع الآجلة، بعد إطلاق برنامج لسباق العملات الرقمية هذا العام بهدف اعتماد توصيات من تقرير للبيت الأبيض. ويتيح اعتماد نظام ناسداك للهيئة الآن الأدوات اللازمة لتعزيز الرقابة وتطبيق هذه المبادرات بفعالية.